هدايا الحجاج.. بدأت بالبخور واللبان وصمد ماء زمزم مع تطور التغليف

لا تزال “كاميرا مكة” حاضرة في مخيلة جيل الثمانينيات والتسعينيات، يرون مكة ومشاعرها من مكانهم، يحدثون من حولهم عن ما شاهدوه بابتسامة وكأنهم مع الحجيج، فمع اكتظاظ البيت الحرام بالطائفين، تكتظ أسواق مكة أيضًا بالحجيج الباحثين عن الهدايا، منهم من يفضل شراء السلع التذكارية البسيطة من الباعة المجولين، فيما يتجه آخرون للشراء من المحلات التجارية واقتناء هدايا باهظة الثمن.

فحجاج بيت الله ما زالوا يتمسكون بعادتهم في شراء هدايا الحاج التذكارية من أسواق مكة المكرمة ليقدموها لذويهم وأحبائهم كعربون محبة حين العودة، فالكثير يعد “هدية مكة” من الأولويات الواجبة بعد أداء مناسك الحج، إلا أن الكامرا التي تظهر صور الحرمين وصافرة الجمل وغيرها من اللعب المتداولة في أسواق مكة والتي كان يشتريها الحاج سابقًا لتقديمها كهدايا للأطفال لم تعد ضمن خيارات هدية الحاج الآن، فقد تغيرت هدايا الحجاج ولكن سجادة الصلاة وماء زمزم ظلتا تتصدران القيمة المعنوية والروحية ضمن هدايا الحجاج.

تغيرات
كما يتغير كل شيء، تتغير هدية الحاج أيضًا إلا أن المهم فيها هو تذكر الشخص الذي ستعطيه من وقت الرحلة الإيمانية للبحث عن هدية له.

تحدثت الحاجة كافي آل عبدالوهاب لـ«القطيف اليوم» قائلة: “إن المقتنيات التي كان يشتريها الحجاج من مكة في السبعينيات تنوعت بين البخور واللبان والحمص والحناء، وقارورة ماء زمزم لمن يستطيع”، وتضيف: “بعد زيارة الحرم المكي نقصد “سوق سويقة” القريبة من الحرم للتبضع وشراء الهدايا التذكارية لأحبتنا والمقربين، وهناك نشتري كيلو البخور والحناء بـ10 أو 5 ريالات”.

وتتابع: “في يوم عودة الحاج يجتمع أحبته في منزله لاستقباله كما عند توديعه وتعمل الضيافة لزواره على مدى ثلاثة أيام فيكون الغداء في منزل الحاج، وبعدها يقوم الحاج بزيارة المقربين له وتقديم هديته المتواضعة لهم والتي تكون عبارة عن صرة من الحناء أو البخور واللبان أو الملابس”.

طابع حديث
في الوقت الحالي تحبذ الكثير من السيدات الاكتفاء بالتوزيعات الحديثة كالثيمات التي تطبع على قطع الشوكولاته، والعلب المصممة بشكل الكعبة المشرفة، حيث يجهزها الحاج في مدينته قبل رحيلة لمكة، فيهتم البعض بإعداد التوزيعات لاستقبال الضيوف فقط بدلًا من شراء الهدية، لضيق المكوث في مكة المكرمة واستغلال وقت التسوق في زيارة بيت الله، إلا أن البعض يجد فكرة التوزيعات مكلفة ومبالغة كما أنها توقع البعض في الحرج لتعددها.


error: المحتوي محمي