الجصاص: «استيشن القطيف» نقلني «ثقافة الدمام».. وغياب النساء حولني لـ «مريم نور»

حين يتخلل أعماقك العشق، كجدول امتداده، ارتشاف وارتواء الظمأ، تنزرع في محاذاته، متأملاً الصفاء، ملامح وجهك، لحظاتك الآنية، والمستقبلية؛ هكذا العشق لا يعرف لغة النهايات، كلما احتواه الشغف يأتي شغوفًا.

جاءت أحلامه منذ زمن لترتقي سلم الاشتياقات، سعيًا إلى احتضان الفن بكل ألوانه، يعيشه توأم روح وفكر، وينسجه واقعًا؛ الفنان مهدي الجصاص العاشق منذ أن كان طفلًا، عبثت قصص خرافات والدته في مخيلته، حولها حكايات، ترويها مشاهد تمثيلية دون كاميرا، أو شاشة، تقمص دور المخرج منذ طفولته، نعومة أفكاره، وزع الأدوار وابتكر حركة الشخصيات، سافر بها خياله ناحية الاختلاف، كأي طفل، يحلم أن يقتحم شاشة التلفاز، يسكن قصصها، إلا أن حلمه استيقظ على واقع كتبه حماسه وشغفه.. لكلماته؛ تفتح «القطيف اليوم» نافذتها في الإصغاء.

س: عرفنا على بطاقتك الشخصية والفنية؟
ج: مهدي بن عباس الجصاص، أحد أبناء هذه البلاد الكريمة بلاد الحرمين الشريفين من مواليد محافظة القطيف الحبيبة، ممثل ومؤلف ومخرج، تليفزيوني ومسرحي، مصنف من الدرجة الأولى، كممثل من وزارة الثقافة والإعلام.

س: حدثنا عن مراحلك التعليمية وصولًا إلى الوظيفة؟
ج: مرحلة الدراسة الابتدائية جاءت بمدرسة زين العابدين بالقطيف، ومرحلة الدراسة المتوسطة كانت في مدرسة معن بن زائدة بالقطيف، وحاصل على شهادة فني نجارة صادرة من المؤسسة العامة للتدريب الفني والمهني في محافظة القطيف بتقدير ممتاز، ثم أكملت دراستي بالمرحلة الثانوية، وحصلت على دبلوم من القسم التجاري بالدمام.. أما عن بداية حياتي العملية؛ فعندما كان عمري 16 ربيعًا، عملت في عدة مهن، بدايتها في البناء؛ أي مساعد “بناي”، ثم بعدها عملت بمهنة النجارة في عدة ورش خاصة، مع المقربين من الأهل والأقارب، واكتسبت منهم الخبرة في هذه المهنة، وقبل ما يقارب الـ25 عامًا؛ عزمت على اقتحام المجال التجاري، فأنشأت مشروعًا صغيرًا جدًا بفكرة لأول مرة تطرح في الأسواق بشكل رسمي، وهو محل تصميم “كوشات”، للخطوبة والجلوات والزواجات، لأكون الوحيد في هذا المجال دون منافس في السوق، لمدة عشر سنوات تقريبًا، بعدها انتشرت محلات -الكوشات-، على نطاق واسع وما زلت مستمرًا في مجال تأجير -الكوشات-، بالإضافة لتصميم وتطوير الملابس الرجالية والدقل والبشوت المطرزة بالكريستال، الخاصة بالأفراح والمناسبات السعيدة، حتى يومنا هذا -ولله الحمد-.

س: كيف نشأت علاقتك مع الفن؟
ج: نشأت علاقتي بالفن من خلال تذوقي وحبي لكل ما هو جميل ورائع في نظري، لذلك فأنا وبكل تواضع أمارس العمل الفني من خلال التمثيل الهادف، بالإضافة إلى عملي في مجال المكياج التليفزيوني والمسرحي، فاكتسبت هذه المهنة الفنية الجميلة من خلال عشقي لها وحبي للرسم، وطبقتها أولًا في المسرح من خلال عدة مسرحيات، ثم رشحت لعمل المكياج التليفزيوني، فأتيحت لي الفرصة الذهبية لعمل المكياج في المسلسلات التليفزيونية، وبكل فخر واعتزاز نجحت -ولله الحمد-، فأصبحت مطلوبًا للكثير من المسلسلات والأعمال التليفزيونية والمسرحية في المنطقة الشرقية، أو خارجها على حد سواء.

س: ما هي الكلمة التي قالها والدك حين علم بدخولك عالم الفن؟
ج : والدي -الله يرحمه- كان لا يتدخل في خصوصياتي ولا أتذكر أننا تناقشنا في هذا الشأن على الإطلاق، ولكن الكثير من الأهل والمقربين والأصدقاء مؤيدون لفكرة دخولي في هذا المجال الفني، ويحضرون لمشاهدة أعمالي المسرحية، وهم متابعون لأعمالي المرئية سواء المسلسلات، أو الأفلام، والفلاشات القصيرة.

س: ما هو خط الاستواء لبدايتك الفنية وبيئتها؟
ج: في البداية، كانت من أيام زمن الطيبين مثلما يقولون، عشت مرحلة الطفولة كباقي الأطفال، حينها كان لدي عشر سنوات تقريبًا، كانت الوالدة -رحمها الله-، تحكي لنا “الخرافات”، أي القصص الخيالية الممزوجة بالواقعية، وهذا قبل وجود الكهرباء، أي قبل وجود التلفاز، كانت تقصها علينا أنا وأخواتي بالتحديد قبل الخلود إلى النوم، وعلى إثر ذلك كنت أقوم بجمع الأصدقاء من الجيران والأقارب من الأطفال، وأوزع عليهم الأدوار، وكان يتقمص كل منا شخصية من شخصيات الحكاية، التي سمعتها من والدتي، نمثلها بأسلوب كوميدي، أو تراجيدي رغم أني والله لم أكن حينها أعلم أن هذا هو مصطلح التمثيل بعينه، وبعد عدة سنوات وبين زوايا الصدفة، كنت ساعيًا إلى شراء خبز من الخبار العربي المجاور إلى منزلنا وإذا بشخص يحمل بين ذراعيه “مسجلًا”، أي جهاز لتسجيل الأصوات، كان يسجل حديث الموجودين، ثم نسمع الحديث بالمسجل ونضحك، مستغربين هذا الاختراع العجيب، لحظتها خطر في خلدي اقتناء مثله، وبالفعل ذهبت -لوالدتي-، وطلبت منها مبلغًا لأقتني جهاز التسجيل وكان بالنسبة لي حلمًا وتحقق؛ لأن التمثيل الذي نمثله كل يوم مع الأصدقاء أصبح يسجل “بالكاسيت”، ولا يضيع تعبنا في مجال التمثيل، وكنا نستمع له بين فترة وأخرى، كأننا نستمع إلى مسلسل إذاعي.

في مهنة امتهنتها بعد إلحاح الأهل والمقربين، ألا وهي مهنة المسحراتي فكانت هذه المهنة لوالدي المرحوم عباس الجصاص، لعدة سنوات وبعد وفاته امتهنها أخي المرحوم علي الجصاص لعدة سنوات وبعد وفاته امتهنتها بناء على رغبة أهالي منطقة الدبابية وأم الحزم الجعيلي والمشطبة لعدة سنوات وكنت متميزًا كالعادة في جعل سحور شهر رمضان الكريم له طابع خاص وفرحة تعم الأطفال الذين يخرجون معي في كل ليلة، ففي نهاية الشهر الكريم كنت أشتري مجموعة من الجوائز وأكتب أسماء الأطفال وأضعها في صندوق السحب، ويتم توزيعها، وتعم الفرحة على الجميع، هذه من أجمل الذكريات.

س: أي شخصية هي التي فتحت نافذتك الفنية تشجيعًا لتدخل الساحة الفنية متأثرًا بها؟
ج: انطلاقتي الفعلية بالمجال الفني جاءت عن طريق صديق أخي المرحوم علي الجصاص، وهو الفنان علي البستاني، ففي مرة كنت جالسًا معه في منزلنا، ومع الحديث اتضح لي أنه عضو هاوٍ في مجال التمثيل في الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون فرع الدمام بقسم المسرح، فأخذني الحماس حينها وكونا مجموعة من شباب القطيف، وقررنا نسجل في الجمعية مع الأخ الفنان علي البستاني، أنا ومهدي الجصاص والفنان علي البحراني ومحمد زواد ومرتجى زواد كنا نذهب من “استيشن”، تكاسي القطيف إلى “استيشن”، تكاسي الدمام ليليًا، ثم نقطع مسافة طويلة مشيًا على الأقدام، حتى نصل إلى مقر الجمعية، ونحن منتظمون ليليًا، مستمتعون بتواجدنا دون كلل أو ملل، ثم انضم إلينا الفنان إبراهيم الحايك، وعبدالناصر الزاير، الذي أصبح رئيسًا لقسم المسرح، بعد تخرجه من المعهد العالي للفنون المسرحية من دولة الكويت الشقيقة، وتعلمنا على يديه الكثير من أسس دراسة أسس التمثيل الأكاديمي، ولكن شاءت الأقدار، وابتعد زملائي عن الوسط الفني منذ زمن طويل، أما أنا فلا أزال حتى يومنا هذا متحديًا كل الصعوبات والمعوقات، لأستمر فنيًا.

س: لكل علم أصوله وأسسه المنطقية مسرحيًا.. أكان وجودك كممثل جاء من خلال الدراسة الأكاديمية؟ أم من خلال ممارسة هواية غذيتها بالتعلم الذاتي؟
ج: للأسف الشديد وكما تعلم أنت والجميع أنه ليس لدينا في مملكتنا الغالية معاهد أكاديمية مختصة في مجال التمثيل والإخراج والفنون المسرحية، ولكن في بداية مشواري الفني -كما أسلفت- اكتسبت هذه المهارة الفنية من خلال أخذ دورات، لإعداد التمثيل المسرحي في الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون -فرع الدمام-، على يد الأستاذ الأكاديمي المخرج المبدع مصطفى عبدالخالق من جمهورية مصر العربية، كذلك من الأخ والصديق المخرج الأكاديمي الفنان المبدع عبدالناصر الزاير، أيضًا اكتسبت الخبرة ممن سبقوني في هذا المجال فقد تميزت في بداية مشواري الفني، وذلك من خلال الكثير من أدواري المتعددة والرائعة في بطولة بعض الحلقات للمسلسل الرمضاني “النافذة الصغيرة”، التي جاءت على ثلاثة أجزاء -ثلاث سنوات متتالية-، جزأين من إخراج المبدع رضوان القرقاوي من جمهورية مصر العربية، والجزء الثالث للمخرج السعودي المبدع مبارك الهميم، وأيضًا المشاركة مع ألمع الفنانين من نجوم المنطقة الشرقية، الأخوة والزملاء الأعزاء، عبدالمحسن النمر وحسين الهويدي وناصر المبارك وعلي السبع وسمير الناصر وجعفر الغريب وحمد العثمان ومحمد الشريدي ومحفظ المسف وإبراهيم جبر وراشد الورثان وخالد العبودي وسلمان الزبيل وفارس الخالدي وخالد السيد، وخالد الخالدي وهزاع الهزاع ولا أنسى العنصر النسائي، النجمات المبدعات من مملكة البحرين الشقيقة الفنانة القديرة لطيفة المجرن وزينب العسكري وسلوى بخيت والكثير من الفنانات المبدعات والفنانين المبدعين، لا يسعني ذكر أسمائهم؛ لهذا التمس العتذر منهم جميعًا.

س: في البدايات غالبًا ثمة وجهة تأتي بكونها البداية.. وعليه أكان المسرح يمثل الوجهة الأولى لديك فنيًا؟ أم ثمة وجهة أخرى؟
ج: كانت انطلاقتي الفعلية الرسمية من خلال مسرح الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون فرع الدمام، والذي يرأسها كان في ذلك الوقت عبدالوهاب أبو عائشة، وأنا شخصيًا، أطلق على هذا الوقت “العصر الذهبي”، بالنسبة لأنشطة مسرح الجمعية؛ ففي كل عام تنتج الجمعية مسرحيتين منهجيتين، واحدة للكبار وأخرى للصغار، وما بينهم عدة أعمال وبرامج فنية منهجية وغير منهجية، من ضمنها حفلات الغناء والطرب الأصيل والإسكتشات المسرحية القصيرة والمنولوجات الغنائية الهادفة، وتتم هذه العروض الفنية بالتعاون مع مسرح المعهد الصناعي بالدمام، وكانت أسعار تذاكر الدخول في متناول الجمهور الكريم، وبعد عدة سنوات من مسيرتي الفنية الرسمية، تعرفت على الأصدقاء الأعزاء الفنان ماهر حسن الغانم والفنان عاطف عبدالواحد الغانم، وكونا فرقة “مواهب مغرزة”، بعد عدة سنوات من النجاحات الفنية، أصبح اسم الفرقة “مواهب” فقط، طبعًا، يرجع الفضل الكبير للنجاح في عروضنا المسرحية في تلك الفترة للعمل الإداري لفرقة “مواهب”، للأخوة الأعزاء حسين عبدالواحد الغانم ومهاب حسن الغانم وزكي الجراش، والمرحوم حسن العطل، ومقر فرقة “مواهب” لا يزال في منزل المرحوم الدكتور حسن علي الغانم الذي تبنى فرقتنا -رحمة الله عليه-.

س: بدنياك الفنية؛ أتمارس التمثيل فقط؟ أم هناك ألوان أخرى تمارسها، كالإخراج أو “السينارست” أو غيرها على سبيل المثال لا الحصر؟
ج: بالنسبة لهواية التمثيل عندي فتأتي في الدرجة الأولى، ثم تأتي بعد ذلك هواياتي، مثل: الإخراج والتأليف والمكياج وتصميم الديكور وكوشات الأفراح وخياطة وتطوير الملابس الرجالية والنسائية.
أما بالنسبة لتكملة الشق الثاني من السؤال، فقد أسست فرقة الثنائي، وهي تابعة لي شخصيًا وكنت ولا زلت أكتب بعض الإسكتشات المسرحية الغنائية وأقوم بأدائها وتسجيلها بالاستديوهات الخاصة بالسعودية والبحرين، وبعد ذلك يتم تمثيلها مع مجموعة من الممثلين الذين يتم اختيارهم حسب الشخصية المناسبة للدور سواء كانوا من القطيف، أو من الدمام، كذلك استضافة ممثلين معروفين من مملكة البحرين الشقيقة، وهم: الفنان المبدع فوزي أحمد والفنان المبدع علي مهنا، أيضًا أمتلك كتابة الشعر الشعبي الحر، حيث ألقيت في عدة مهرجانات للزواج الجماعي بمحافظة القطيف وسيهات، جاءت بأسماء المتزوجين بطريقة كوميدية، تناسب كل عريس، إضافة إلى أنني قمت بإعطاء دورات في مجال المكياج التليفزيوني والمسرحي بالتعاون مع مؤسسة للإنتاج والتوزيع “الصوتي والمرئي”، لتصميم وخياطة الملابس، لبعض العروض والمسرحيات.

س: حدثنا عن أول مشاركة لك كممثل؟ وفي أي عمل كانت؟
ج: أول مشاركة رسمية لي في مجال التمثيل على مستوى المسرح كانت “مسرحية المقاول” عام 1402هـ، وكانت من إنتاج الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون فرع الدمام، وأول مشاركة لي في مجال التمثيل على الشاشة كانت في المسلسل الاجتماعي الهادف “النافذة الصغيرة”، في شهر رمضان المبارك عام 1402هـ، وكانت من إنتاج محطة تليفزيون الدمام.

س: بالنسبة لتقمص شخصية مريم نور القطيفية، لماذا؟ وهل تجد تقمص الرجال للشخصيات النسائية ظاهرة؟
ج: لو افترضنا أنها أصبحت ظاهرة فما المشكلة في ذلك الأمر؟!
يجب ألا تنسى أننا بأمس الحاجة لها في عروضنا المسرحية على وجه الخصوص لهذا، فنحن مجبورون على تقمص بعض الممثلين الجريئين لتلك الأدوار النسائية؛ عوضًا عن نقص العنصر النسائي على خشبة المسرح.. وبالنسبة لتقمص شخصية مريم نور القطيفية المحببة إليّ شخصيًا وللجمهور الكريم بشكل عام ومبررًا بها موقفي من كل هذا وذاك أقول: “المرأة نصف المجتمع، ولا توجد حياة على الإطلاق دونها ولا يمكن الاستغناء عنها، فهي عنصر مهم وفعال في الحياة التي نعيشها في محيطنا الاجتماعي والأسري، وهي علاقة طبيعية متجانسة ومنسجمة، مع الأمهات والأخوات والزوجات، فإننا مجبورون على تجسيدها ولو بنسبة 50%، من خلال خشبة المسرح، وبما يناسبها من خلال الأطروحات، التي تحاكي قضايا المجتمع.

س: فكرة تطمح إلى تجسيدها فنيًا على خشبة المسرح أو الشاشة؛ ما هي؟
ج: لدي بعض الأفكار الفنية الخاصة، سوف أنفذها مستقبلًا -إن شاء الله- مع شخصيات لأول مرة تشارك معي فنيًا على خشبة المسرح.

س: كاتب مسرحي تعشق أعماله وتتمنى مشاركته في عمل فني؟
ج: كتّاب الأعمال المسرحية للكبار، أو الصغار في محافظة القطيف بالتحديد قلائل، ويعدون على أصابع اليد، وفيهم البركة، وأنا حقيقة تشرفت وسعدت بمشاركتي في مجال التمثيل والإخراج والمكياج والديكور لعدة إسكتشات ومسرحيات جماهيرية اجتماعية للصغار والكبار في محافظة القطيف، مع اثنين من رواد المسرح على مستوى الخليج العربي المبدعين، وهما: الشاعر والكاتب علي المصطفى والمؤلف والكاتب الدكتور عبدالله آل عبدالمحسن، فكلاهما عينان في رأس، وكذلك الكاتب المبدع عبدالعزيز العطا الله، والكاتب المبدع علي عبدالهادي آل حمادة والفنان المبدع إبراهيم جبر.

س: شيء تحلم بتحقيقه ولم يحن وقته للآن؟
ج: أحلم بإنشاء معاهد أكاديمية لكافة الفنون، وكذالك إنشاء مسارح مخصصة للعروض المسرحية والأعمال الفنية، وتسهيل أمور استخراج التصاريح الرسمية للعروض المسرحية والفنية والترفيهية بشكل عام، خصوصًا قبل موعد العروض بعدة أشهر، وذلك لتفادي المعوقات، التي تحصل لنا دائمًا في عروضنا المسرحية والفنية التي نعاني منها كثيرًا.

س: لا تخلو حياة الإنسان من المواقف الكوميدية والتراجيدية في حياته؛ بالنسبة لك ما المواقف التي مررت بها في هذا الشأن؟
ج: المواقف الكوميدية كثيرة، ولكن أذكر واحد منها؛ حيث كنت أنا والممثل حسين قاسم نمثل على خشبة المسرح بنادي الخويلدية الرياضي بالإسكتش المسرحي الهادف من تأليف علي عبدالهادي آل حمادة، فتقدمت إلى الأمام أثناء الحوار، وفجأة اختفى الممثل حسين قاسم من على خشبة المسرح دون أن أعلم، ولكني كنت أسمع وأشاهد الجمهور يضحك بشكل غير طبيعي، فالتفت خلفي وإذا بالممثل حسين، يخرج من خلف المسرح، فتبين لي أنه سقط دون قصد خلف الكواليس، فأخذنا نضحك، مع الجمهور وكان بالفعل موقف لا ينسى على الإطلاق، وتنتابني الضحكة الآن لتذكره مجددًا.

س: هل أنت راضٍ عن كل ما قدمته في الساحة الفنية؟ وما هو خط الاستواء في طموحاتك المستقبلية؟
ج: -الحمد لله رب العالمين-، نعم إنني راضٍ كل الرضا عن كل ما قدمته من خلال المسرح والتليفزيون، كذلك مقاطع الفيديو “الفلاشات”، والأفلام القصيرة أيضًا، خصوصًا التي تنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي في “اليوتيوب والإنستجرام والواتس آب”، وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي، والدليل شهادة جمهوري العزيز الغالي، عندما نلتقي في الأماكن العامة، فإنه يشيد بي ويشجعني ويطلب مني المزيد من الأعمال الفنية الهادفة، وأنا فخور بهذه الإنجازات الفنية.، أما بالنسبة لطموحاتي المستقبلية، فأتمنى أن أكون أفضل مما كنت عليه.

س: ما هي أبرز الوجوه التي عاصرتها في بدايتك الفنية؟ وهل هي لا تزال في الساحة؟
ج: من أبرز الوجوه التي عاصرتها في مسيرة حياتي الفنية ولا تزال معاملتهم الطيبة ومحبتهم لبعضهم عالقة في مخيلتي حتى يومنا هذا وأنا شخصيًا أقتدي بهم على الصعيد الإنساني والأخلاقي والفني ولا بد هنا من ذكر الأسماء الكريمة عرفانًا لهم ولفنهم الأصيل وإنسانيتهم الطيبة وحسن تعاملهم الراقي مع الآخرين، وهم: الفنان القدير ناصر المبارك والفنان القدير حسين الهويدي والنجم عبدالمحسن النمر والفنان محمد الشريدي والفنان حمد العثمان والفنان جعفر الغريب والفنان سلمان الزبيل والفنان خالد العبودي والفنان خالد الخالدي والفنان فارس الخالدي والفنان هزاع الهزاع، كذلك لا ننسى الفنانين المبدعين، الذين فقدناهم وفقدهم الوسط الفني -رحمهم الله- وهم: المرحوم إبراهيم السويلم والمرحوم عبدالله الربيع والمرحوم الكاتب عبدالله الباروت.

س: هل تذكر لنا وجوهًا فقدتها الساحة الفنية في القطيف في أوج عطائها؟
ج: الفنان القدير المبدع المرحوم عبدالرحمن فريج، إنه من أبرز الزملاء الفنانين المبدعين على مستوى المسرح القطيفي الأصيل -رحمه الله-، ولي الشرف أنني تعاملت وشاركت معه في بعض الإسكتشات المسرحية الكوميدية الهادفة “القصيرة”، كما لا يفوتني أن أذكر من شاركنا في تلك الفترة الجميلة، وهما: الفنان والملحن والمطرب المبدع سعيد عبدالوهاب المشهور بأغنية “بس حلال عليكم”، كذلك الفنان المبدع عبدالعظيم العبكري -الله يحفظهما-، واسمح لي أن أذكر عبر هذه الأسطر اسم فنان قطيفي مبدع بالفطرة، تشرفت بالعمل معه في أكثر من عمل فني، وهو أخي العزيز الغالي الخلوق خالد دهنيم.

س: برأيك؛ هل ثمة غياب نقدي للأعمال الفنية في محافظة القطيف؟ وما هي الأسباب وسبل الارتقاء بالجانب النقدي؟
ج: للنقد الفني مدارسه الخاصة وفلسفته العلمية العميقة، هناك المختصون الأكاديميون في هذا المجال ممن لديهم الخبرة الكافية والوافية لعملية تشريح الأعمال الفنية بشكل خاص وبدقة مهنية عالية، بعيدًا عن الإسفاف والتجريح بالآخرين، وعلى الضفة الأخرى هناك -للأسف الشديد- من هم في بداية مشوارهم الفني كممثلين، أو مخرجين، أو إداريين على حد سواء، ينسفون جهود زملاءهم القائمين على الأعمال الفنية، وما نراه ونسمع به حاليًا، لا يمت للنقد بصلة؛ فكل واحد في مجال الفن أصبح ناقدًا مرموقًا في وجهة نظره دون الإلمام بمبادئ النقد وأساسياته، هؤلاء ممن يطلق عليهم مقولة: “حب وقل وابغض وقل”، وما أكثرهم في الساحة الفنية في الوقت الحاضر.

س: كيف تقيّم المجال الفني الدرامي في محافظة القطيف؟ أمراهق يبدي خطواته ارتعاشًا؟ أم أينعت ثماره حتى النضج؟
ج: إذا كنت تقصد بالبناء الدرامي والمسرحي، فأعتقد أنه صعب التقييم بالدقة بالنسبة لي ولكني أستطيع القول عن ما يخص المسرح، بأنه أصبح مغايرًا للزمن الماضي، خصوصًا بالنسبة لبعض كتابات النصوص المسرحية، فإنها ضعيفة جدًا من حيث الفكرة والهدف والمضمون، إلا ما ندر منها ويعتمد كل هذا على المخرج المبدع، لإعداد فكرة النص المسرحي ومعالجتها فنيًا بما يناسب قضايا المجتمع سواء بالطرح الكوميدي، أو التراجيدي على حد سواء، كذلك اختيار الشخصيات المناسبة لكل دور دون محاباة ولا تحيز لأشخاص معينين من الممثلين، لقد أصبحت بعض المسرحيات للأسف الشديد “سلق بيض”، والسبب يرجع إلى سرعة التنفيذ من أجل الكسب المادي والالتحاق بقافلة موسم العروض المسرحية، خصوصًا مناسبات مواسم الإجازات المدرسية، أو مناسبات الأعياد، أو إحياء المهرجانات، والدليل أن بعض المسرحيات، يأتي وقت العرض الأول لها وبقية العناصر غير مكتملة على خشبة المسرح؛ وعلى سبيل المثال لا الحصر؛ اختيار الديكور المناسب والإكسسوارات المناسبة وتنفيذ الإضاءة والصوتيات، وغيرها الكثير من الأمور الفنية والتقنية، والأدهى والأمر من ذلك أنه لا يوجد ما يسمى بالبروفات النهائية؛ أي بروفات الجنرال، بمعنى وصل وعرض، حتى أغلب الممثلين غير قادرين على حفظ وتقمص أدوارهم لشخصيات العمل المسرحي، وهذا يجعل العمل المسرحي ركيكًا جدًا، مما يجعل الجمهور الكريم ينفر من المسرح، وأنا شخصيًا حصل معي هذا في بعض المسرحيات، وتفاجأت بوجود كل ما ذكرته، ولكن -إن شاء الله- لن أكررها في الأيام المقبلة مهما كان السبب.

س: كيف تصف العمل المسرحي الذي يرتع في الفشل؟ وما دور الممثل في تغذية هذا الفشل؟
ج: من أفشل الأعمال المسرحية، التي يتم عرضها على خشبة المسرح وبالذات في الآونة الأخيرة التي عاصرتها أنا شخصيًا، أن تتعامل مع شخوص ليس لهم علاقة بفن التمثيل على الإطلاق، خصوصًا ممن يتصفون بالأنانية وحب الذات والظهور على أكتاف زملائهم من الفنانين المخضرمين، حيث يمتاز بعضهم بعدم الاحترام والتقدير للممثل، الذي يقف أمامه، فتارة لا يفرش له وتارة أخرى يحرق الإفيهات عليه؛ ليقلل من شأن زميله، ويلجأ بقطع الجمل الهادفة عليه، حتى يخطف الأضواء ناحيته، كذلك يقوم بكشف أخطاء زملائه للمتفرج في سبيل أن يستجدي الضحكة من الجمهور الكريم، مبتعدين بذلك عن فن اللعبة المسرحية المحترمة ورسالتها الأصيلة، وهذا يدل على عدم احترام الممثل لزملائه الممثلين على خشبة المسرح، وراجع لبداية تأسيسهم في مجال الإعداد للتمثيل، متناسين أن الرسالة الفنية ليست تهريجًا في تهريج، وعسى ربي يعيد أيام زمان الممثلين الطيبين، الذين كان كل واحد منهم يشيد بالثاني، ويساعده إذا أخفق في بعض الجمل وينسجم، مع فريق العمل المسرحي على خشبة المسرح، إضافة إلى أن بعض الفرق المسرحية لديها سرعة تنفيذ العمل المسرحي، وذلك لإرضاء رغبة بعض المنتجين، ولو كان على حساب جودة العمل الفني، فهمهم الوحيد هو الكسب المادي، وخصوصًا المبالغة في ارتفاع أسعار تذاكر الدخول.

س: للمشتغلين بالفن الدرامي والمسرحي؛ ماذا تقول؟
ج: أقول للبعض كبروا عقولكم وحبوا زملاءكم فأنتم أصحاب رسالة فنية سامية وهادفة، ترسونلها للمجتمع بقصد التوجيه والنصح والإرشاد، لذا يجب علينا جميعا كفنانين أن نطبقها على أنفسنا أولًا وأخيرًا، قبل أن نرسلها للآخرين، كذلك يجب أن يفرح كل واحد منا للثاني، إذا ترشح لعمل فني؛ سواء على مستوى المسرح أو التليفزيون، ونشجع بعضنا البعض ونثني على أعمال وجهود زملائنا الفنانين ونساهم بنشر أعمالهم الفنية بكل ما أمكن، نعم، وأقول لبعض المحسوبين على الوسط الفني سواء كانوا من المبتدئين أو الكبار من النجوم: كفاكم حقدًا وحسدًا وغيرة من بعضكم البعض، فكل واحد مكتوب له نصيبه في الحياة من رب العباد، فبالتأكيد لن يأخذ أحد نصيب الثاني.

س: تزدهر محافظة القطيف بالكفاءات الفنية باختلاف ألوانها ومشاربها فنيًا؛ ماذا تحتاج هذه الكفاءات لتشق خطاها ناحية النجومية بدلاً من الانكفاء على المسرح في استحياء والأعمال الفنية في قنوات التواصل الاجتماعي -اليوتيوب-، والمشاركة بها في المسابقات محليًا وخارجيًا؟
ج: سوف أكون صريحًا في الإجابة على هذا السؤال؛ ففي واقع الأمر ومن تجربة غنية بالمواقف الإيجابية في مجال التمثيل، خصوصًا في الزمن الجميل، زمن الإنتاج التليفزيوني، من خلال تجربتي الشخصية في محطة تليفزيون الدمام لإنتاج المسلسلات المحلية، خاصة الشرقاوية كان المخرجون رائعين، مثل: المبدع رضوان القرقاوي والمبدع مبارك الهميم والمبدع عبدالرؤوف خليتيت والمبدع جمال قاسم والمبدع يوسف الدوسري، وغيرهم من المخرجين القدامى، الذين كانوا يخرجون البرامج التليفزيونية والمسلسلات المحلية برؤية واقعية، ويتمثل كل هذا في تقسيم الأدوار على جميع الممثلين وكل ممثل كان يتكلم باللهجة الخاصة به، لهذا فإن المسلسلات الشرقاوية كانت ناجحة ومتميزة في ذلك الوقت؛ أما الآن فأصبح العائق الوحيد الذي نعاني منه منذ توقف الإنتاج التليفزيوني لكافة محطات التليفزيون السعودي واقتصر على الإنتاج المؤسساتي، أنها تميزت بالشللية، حيث إن بعض المنتجين والمخرجين البارزين في المسلسلات المحلية لا يحبذون اللهجة القطيفية، فأبعدونا عن أعمالهم الفنية وهذا ما عانيته شخصيًا وما سمعته بأذني من بعض المخرجين المعروفين، فلهذا لا نرشح في مسلسلاتهم، ولذلك أطمح وأتمنى أن يكون هنالك إنتاج خاص لمسلسل اجتماعي قطيفي يتميز باللهجة القطيفية البيضاء ولا مشكلة لو تخللت تلك الحوارات بعض المصطلحات القطيفية غير المفهومة للبعض، وهذا حلم من أحلامي أتمنى أن يتحقق في القريب العاجل، وأما عن ما تحتاجه هذه الكفاءات، فهو الدعم المادي من قبل رجال الأعمال الكرماء الأفاضل والتشجيع المعنوي من قبل الجمهور الكريم.

س: هل تفتقد الساحة الفنية في محافظة القطيف لكُتّاب السينارست؟
ج: إذا كنت تقصد بالكُتّاب؛ المؤلفين للنصوص المسرحية في محافظة القطيف، فإنهم موجودون ولكنهم قلة قليلة جدًا، وفيهم البركة، ولكنهم بحاجة لمن ينفذ كتاباتهم المسرحية المركونة في زوايا الأدراج، وأما إذا كنت تقصد بكتّاب السيناريو والحوار الخاصة بنصوص المسلسلات، فنعم تفتقد الساحة الفنية بمحافظة القطيف لمثل هؤلاء الكتاب، وذلك بسبب عدم وجود منتجين للمسلسلات القطيفية على وجه الخصوص.

س: هل استطاع الفن في محافظة القطيف أن يسلط الضوء على ما يهم الإنسان ويحاكي تطلعاته ويعكس آلامه واحتياجاته؟
ج: بعض الأعمال الفنية بالتأكيد سلطت الضوء على بعض الأمور الحياتية، مما ساهم في حل الكثير من القضايا الاجتماعية في محافظة القطيف.

س: نحن مقبلون على اتساع الشرفة في المجال الفني كوجود السينما وتطوير المسرح وتفعيله.. كيف تقرأ هذا الاتساع؟ وما هية الخيارات المفتوحة للمشتغلين فنيًا؟ أنستطيع القول بأنه عصر الفن والفنانين في الوطن قد بدأ بزوغه وعنفوانه؟
ج: بمناسبة فتح المجال لإنشاء دور للسينما، أوجه رسالتي لرجال الأعمال بأن يتوجهوا، لبناء دور عرض للأفلام السينمائية، إنها فرصة استثمارية ذهبية ناجحة بدرجة امتياز، سواء كانت هذه الدور السينمائية في المجمعات التجارية، أو في منشأة منفردة، تحتضنها أماكن إستراتيجية، كذلك أوجه رسالتي للمخرجين المبدعين بأن يختاروا أفضل النصوص للأفلام السينمائية، من حيث الفكرة والهدف والمضمون والقريبة من الواقع الاجتماعي، أو الأفلام التي تمتاز بالخيال العلمي المعاصر، وذلك من أجل التنافس الشريف مع من سبقونا في هذا المجال.. كذلك بالنسبة لتطوير المسرح حبذا لو دخل رجال الأعمال أصحاب رؤوس الأموال في مجال الاستثمار بإنشاء المسارح المخصصة للعروض المسرحية، التي تناسب طموحاتنا وتلبي احتياجاتنا كفنانين، حيث إن الموجود حاليًا مسارح صغيرة مخصصة للمحاضرات والندوات فقط.

س: في عصرنا الحاضر الإعلام المرئي والمكتوب له فاعلية؛ كيف تصف الإعلام في محافظة القطيف فيما يخص الجانب الفني؟
ج: الإعلام في محافظة القطيف، أصبح في الآونة الأخيرة بارزًا بشكل ملفت للجميع رغم أن أغلبهم هواة، والقليل جدًا منهم حاصل على شهادة أكاديمية من كلية الإعلام أو ما يعادلها. نعم يحتاج الإعلام المرئي والمسموع والمقروء إلى كفاءات أكاديمية مختصة في هذا المجال، لكي نرتقي للأفضل في مجال الإعلام. نعم، محافظة القطيف تزخر بالفنانين المبدعين والمفكرين والمثقفين والعلماء الرائعين في شتى المجالات، وخصوصًا فن الإعلام، فأنتم ممن نشير لهم بالبنان، وفيكم البركة يا «القطيف اليوم»، فإنه بين كل فترة وأخرى، نقرأ ونشاهد من خلال صفحاتكم الإلكترونية عن إنجازات أبنائنا المبدعين والمبدعات في مجال الفنون التشكيلية وفنون التراث والعلوم الطبية والهندسية، وغيرها من الإنجازات، التي نفخر بها جميعًا، ويفخر بها الوطن الغالي -ولله الحمد-.

س: هل ترى أن الإعلام في محافظة القطيف يأتي كلاسيكيًا في تناوله الجانب الفني؟
ج: لكل قلم صحفي أسلوبه الخاص في تناوله للكتابة سواء كانت فنية أو غير ذلك، لهذا لا أستطيع القول بأنه كلاسيكيًا في تناوله للكتابة الفنية ولكنه يعتمد على خبرة صاحب القلم الصحفي، ونضوجه.

س: كم كان عمرك حين بدأت العمل التجاري وما هي نصيحتك لجيل الشباب بخصوص ذلك؟
ج: بدايتي في مجال التجارة كانت في العشرينيات من عمري، ونصيحتي لجيل الشباب بخصوص التجارة، اختيار النشاط التجاري المتميز والمناسب لميوله وتطلعاته، ولابد أن يكون دقيقًا في دراسة الجدوى جيدًا للمشروع قبل كل شيء، خصوصًا من حيث رأس المال ودراسة الخطة التسويقية جيدًا على حد سواء، والبيع بالجملة أو المفرق، واختيار الموقع المناسب، ولا ينسى رأس المال المعد للدعاية والإعلان، وذلك لأهميته في مجال التسويق.

س: ما هي الصعوبات التي واجهتك في عملك التجاري؟
ج: بالنسبة لي، لا أتذكر أن هناك صعوبات واجهتني في مسيرة حياتي التجارية، فأنا قادر على صنع التميز وخلق الابتكار في مشاريعي التجارية المتميزة والفريدة من نوعها، وأغلب مشاريعي التجارية، تفتح المجال للآخرين، فعلى سبيل المثال؛ فالجميع يعلم أنني أول شخص ابتكر مشروع الكوشات على مستوى مملكتنا الغالية والخليج، والآن ما أكثر محلات الكوشات -عد وغلط- هذا غير الموجود في البيوت، وأنا بصراحة يفرحني هذا وأكون سعيدًا عندما أرى أفكاري وإبداعاتي تنتشر على نطاق واسع، كذلك مشروعي المميز والفريد من نوعه في مجال تصميم وتطوير الملابس الرجالية والبشوت والدقل الملكية المطرزة بالكريستال للأفراح والمناسبات السعيدة.

س: ما هي مشاركاتك على الشاشة محليًا وخارج الأسوار الجغرافية للوطن؟ وكيف تقيم تجربتك فيها؟
ج: كانت انطلاقة بدايتي الفنية في مجال التمثيل في عام 1402 من خلال علاقتي بالتليفزيون السعودي، ففي المسلسلات شاركت في المسلسل الاجتماعي الرمضاني “النافذة الصغيرة”، بأجزائه الثلاثة -كما ذكرت- في عام 1402هـ، وعام 1403هـ، وعام 1404هـ، ومسلسل “مواقف رمضانية”، من إخراج المبدع رضوان القرقاوي، ومسلسل “خزنة”، من إخراج رضوان القرقاوي عام 1407هـ، وجزأين من مسلسل “مشكلة ورأي” من إخراج رضوان القرقاوي في عام 1408هـ، وعام 1409هـ، ومسلسل “حامض حلو”، من إخراج رضوان القرقاوي، مسلسل “أهل الديرة”، وكانت المشاركة فيه كممثل وماكير ومساعد مخرج، بالإضافة إلى مشاركة أولادي في البطولة المطلقة، وهم لؤي وعباس وابنتي مريم.

وشاركت أيضًا في مسلسل “عيال صابر” من إخراج المبدع زكي القاسم في عام 1412هـ، ومسلسل “الدوائر”، من إخراج المبدع جمال قاسم، ومسلسل “الزعرور”، من إنتاج مؤسسة المرحوم واصل حماد، ومسلسل “مطلع النور”، من إخراج المبدع محمد العوالي، ومسلسل “طقها والحقها” من إخراج المبدع أحمد الحسن.

وكنت ماكيرًا – ميك اب أرتست- في مسلسل “شؤون عائلية”، من إخراج المبدع باسم عجاوية والذي تم تصويره بالعاصمة الرياض، ومسلسل “للوفاء ثمن”، من إخراج المبدع غافل فاضل وتم تصويره بالعاصمة الرياض أيضًا، ومسلسل “المجهولة”، من إخراج المبدع عارف عامر والذي تم تصويره بالمنطقة الشرقية.

ولي مشاركتين بالتمثيل في سهرتين للتليفزيون بعنوان “غواصين القرن العشرين”، و”كيف تمتنع عن التدخين”، في سبعة أيام، وكلتاهما من إخراج المبدع زكي القاسم.

وبالنسبة للأفلام السينمائية: فشاركت في فيلم “الخطر الغير مرئي”، من إنتاج شركة أرامكو السعودية، ومن إخراج المبدع إبراهيم العرفج، مع طاقم أجنبي مختص في صناعة الأفلام السينمائية، بالإضافة لعدة أعمال صحية وإرشادية وتوعوية، والفيلم السينمائي “ليمون أخضر”، من إخراج المبدع مجتبى سعيد، الذي حصل على المركز الأول عندما عرض ضمن برنامج المسابقات “بعيون سعودية” الذس يقدمه النجم ناصر القصبي، على قناة mbc، كما عرض في نفس البرنامج ونفس القناة أيضًا الفيلم السينمائي الذي شاركت فيه أيضًا “ثلاثون يوم”، من إخراج المبدع موسى آل ثنيان.

وفي مجال التمثيل والمكياج، شاركت مع المخرج الفنان المبدع خالد دهنيم في الفيلم الاجتماعي القصير “أصابع أبو خليل”، والفيلم الاجتماعي “صورة إنسان”، من إخراج المبدع بسام العوى، والفيلم التوعوي “إلا مبالاة”، والفيلم الاجتماعي “دعيدع”، من إخراج المبدع سعيد عبد الحي.

وعن مشاركاتي خارج الوطن، فقد شاركت في المسلسل البحريني الكوميدي “سوالف أم هلال”، من إخراج المبدع محي الدين جلال وإنتاج هيئة الإذاعة والتليفزيون بمملكة البحرين، بالإضافة للجزء الثاني من مسلسل “سوالف أم هلال”، من إخراج المبدع أمير الشايب، والمسلسل الفكاهي “تصانيف”، من إنتاج التليفزيون السعودي، وتنفيذ مؤسسة فنية، تابعة للإعلامية المذيعة عائشة عبداللطيف، ومن إخراج المبدع صلاح جناحي.

وعلى خشبة المسرح شاركت بالمسرحيات الاجتماعية الموسمية؛ فقد أخرجت مثلت بمسرحية “الاختيار الأول” عام 1413هـ، من تأليف الشاعر علي المصطفى، ومسرحية “المصيدة” عام 14 14هـ، من تأليف الشاعر علي المصطفى، وأخرجت مسرحية الأطفال “أرنوب في خطر”، تأليف عبدالعزيز العطا الله في عام 1414هـ، وأخرجت ومثلت بمسرحية “الكراز”، تأليف الدكتور عبدالله آل عبدالمحسن عام 1415هـ، وقمت بالتمثيل بمسرحية “رسالة من إبليس”، من إخراج المبدع بسام العوى عام 1427هـ، ومسرحية “مكان والسندباد”، من إخراج المبدع ماهر الغانم عام 1428هـ، ومسرحية “الهبشبش”، من إخراج المبدع ماهر الغانم، ومسرحية “فطومة في روما “، من إخراج المبدع إبراهيم الدوسري عام 1438هـ.

وفي منطقة الخليج شاركت في مسرحيات خليجية؛ فمثلت بمسرحية “العشة”، ومسرحية”سر الطبخة”، ومسرحية هيلق ستايل، ومسرحية “بليسوه”، إخراج المبدع ماهر الغانم عام 1438هـ، ومسرحية “البيت بيتي”، في عام 1428 من تأليف علي عبدالهادي آل حمادة، وأما مسرحية “إللي يأخذ أمي أقول له عمي” فشاركني بالتمثيل فيها الفنان المبدع إبراهيم جبر وهي من تأليفه.

وعملت قبل عدة سنوات المكياج لعدة حلقات تم تصويرها بالمنطقة الشرقية من برنامج “آدم” الذي يقدمه النجم يوسف الجراح ومن إنتاج قناة mbc، وشاركت بعمل المكياج أيضًا لنجوم فريق “طاش ما طاش”، لبرنامج صحي تابع لمستشفى سعد التخصصي بمدينة الخبر.

وأخرجت عدة أوبريتات غنائية آخرها أوبريت حفل التكريم للطلاب المتفوقين تحت رعاية سعادة محافظ القطيف خالد بن عبدالعزيز الصفيان وإشراف عام مكتب تعليم محافظة القطيف؛ كل من حسين الصيرفي، وعماد الجراش.

وتوجد لي مشاركات على صعيد التمثيل والإخراج، والإنتاج الخاص لفرقة الثنائي الفنية الأهلية في مهرجان “الدوخلة” بسنابس، ومهرجان “واحتنا فرحانة”، و”مهرجان القطيف” الوطني بمحافظة القطيف، ومهرجان “لملوم” بالجارودية، ومهرجان “الوفاء”، بسيهات، وفي عدة برامج منوعة بملاهي الحكير الترفيهية بمدينة الدمام، ومدينة الخبر بشاطئ الغروب التي جاءت مع الفنان طارق العلي في برنامج ترفيهي ومسابقات خاصة للعائلات، من إخراج المبدع موسى أبو عبدالله، وبالأوبريت الغنائي بمدينة الجبيل من إخراج المبدع ماهر الغانم، وقدمت من خلال فرقة الثنائي الفنية الأهلية عدة أعمال فنية في مجال “التأليف والتمثيل والإخراج والمكياج” وذلك على خشبة مسرح قلعة القطيف الترفيهية، ومن ضمنها الإسكتش المسرحي الاجتماعي “فوزي والزمن طويل”، بمشاركة الفنان البحريني فوزي أحمد وألحان وإشراف عام للفنان المبدع نبيل الغانم، وشارك بالتلحين لبعض لوحات الإسكتس المسرحي الغنائي؛ كل من: الفنان والأكاديمي حسن زين الدين بغدادي، والموهوب المبدع علي الضامن، وتم تسجيل الأغاني للإسكتش المسرحي بمملكة البحرين، مع العازف المبدع عارف عامر، وفي السعودية مع الفنان المبدع محمد رمضان.

وأنتجت وأخرجت ومثلت بالإسكتش المسرحي “يا من شرى له من حالة علة”، في عام 1427هـ، من تأليف علي عبدالهادي آل حمادة، كذلك أنتجت ومثلت وأخرجت الإسكتش المسرحي “إللي يأخذ أمي أقول له عمي” من تأليف وتمثيل الفنان المبدع إبراهيم جبر

س: ما هي أبرز الجوائز والإنجازات التي حققتها للآن في مسيرتك الفنية؟
ج: أنا من الممثلين المنتمين للمسرح الواقعي التراجيدي الجاد، أو الفكاهي الشعبي القريب من الجماهير البسيطة، ولست من الممثلين المنتمين للمسرح التجريبي النخبوي، المعد لغرض مسابقات المهرجانات الفنية، ولكن -ولله الحمد-، حصلت على عدة شهادات شكر وتقدير وعرفان وعدد كبير من دروع التكريم من بعض القطاعات والمؤسسات الحكومية والشركات التجارية الكبيرة والمهرجانات، نظير إنجازاتي في المجال الفني والمسرحي، وأبرز الجوائز، التي أفتخر بها في مسيرة حياتي الفنية هي محبتكم ومحبة الجمهور الكريم لي شخصيًا وفنيًا، ويسعدني ويشرفني حضوره المشجع لمشاهدة أعمالي المسرحية، أو التليفزيونية ويكفيني كل هذا فخرًا واعتزازًا.

س: كلمة أخيرة لك؛ ما هي ولمن توجهها؟
ج: كلمتي الأخيرة، التي أود أن أوجهها لمن يستحقها بالفعل، وتحمل بين طياتها كل معاني الشكر والتقدير والعرفان والامتنان، لكل من أحب موهبتي وأعمالي الفنية وهم جمهوري الكريم، موصلًا ذات الشكر لكل من شجعني وساندني ورشحني لهذه الأعمال الفنية الهادفة وأخص بالشكر والتقدير والعرفان “مؤسسة قيثارة للإنتاج والتوزيع الفني الصوتي والمرئي”، و”مجموعة قطيف فريندز”، وعلى رأسهم المبدع في كتابة السيناريو والحوار وأغلب الأفكار الهادفة، التي مثلتها من خلال “مؤسسة قيثارة” فاضل الشعلة، وكذلك المخرج المبدع موسى آل ثنيان، والمخرج المبدع أحمد الجارودي، والمتميزين المبدعين في مجال الجرافيكس جاسم العقيلي، وميثم البحراني، ومدير الإنتاج الخلوق فايز الخنيزي، كذلك المخرجين والمنتجين سواء كانوا في المسرح، أو التليفزيون بشكل عام، ولا أنسى من وقف بجانبي وساندني في إدارة الإنتاج المسرحي أثناء عروض فرقة الثنائي الفنية الأهلية التابعة لي شخصيًا في قلعة القطيف الترفيهية، أو في كافة المهرجانات بمحافظة القطيف والمنطقة الشرقة، وهم الأخوة الأعزاء: علي الدحيلب وعلي آل حمادة ويوسف الجصاص وعلي الضامن وعباس الجصاص، والمشرف العام الملحن المبدع الفنان نبيل الغانم، ولا أنسى الأخوة الأعزاء رجال الأعمال الكرماء الأفاضل أصحاب المنشآت التجارية -حفظهم الله ورعاهم-، وكثر خيرهم، فلهم الفضل الكبير في دعم مسيرتي الفنية ماديًا ومعنويًا، وطبعًا أوجه هذا الشكر والتقدير لك أخي العزيز الغالي أستاذ جمال الناصر وإلى منسوبي وأعضاء «القطيف اليوم»؛ وعلى رأسهم الأخوان العزيزان خالد السنان والسيد ماجد الشبركة على إتاحة الفرصة لي، للتحدث عن مسيرة حياتي الفنية والالتقاء بجمهوري الكريم من خلال هذا الحوار الصحفي، وأتمنى لكم كل التوفيق والنجاح في مسيرتكم الصحفية الرائعة بمحافظة القطيف الحبيبة.

 


error: المحتوي محمي