
عندما تجيب دعوة إبراهيم النبي وتسلك ذلك الطريق السامي نحو الكعبة المعظمة حاملًا أمانيك ومعلقًا رجاءك بمن لا يخيب له داعٍ، سترى أن كل ما تبتغيه سيقال له “كن فيكون”، لأن رحمة الله وسعت كل شيء ولأن روحك الوالهة قد حلقت بيقين تام بعد ما لبت ربها وهي في الأصلاب وبادرت في الإجابة الآن!
إن قلبك الخاشع بعد ما يطوف مع الطائفين ستطوقه رأفة الله بحتمية وتقيده بوسام {الطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}، فأنت الذي فزعت إلى الله من كربتك، واستغثت إليه من كل شدة أحاطت بك، ولذت به وحده لا شريك معه ولا نظير.
في البقعة المطهرة ستدثرك رحمة الله في قضاء طلبتك بعد ما يخرق النور القدسي روحك ويرجعها على فطرتك التي خلقت عليها؛ موحدًا، نقيًا، آمنًا في دينك ودنياك ولا شيء سوى الله في عينك.
وبعدها حاذر أن ترجعك الدنيا إلى شتاتها وتلبسك مدلهماتها ثانية وتنسيك صيحاتك وآهاتك التي تعالت بالتوبة على اقتراف الذنب، وتعيدك متعطشًا للحياة وزينتها، فتصير “وكأن شيئًا لم يكن”!