جزيري العطاء

الكابتن عبد رب الرسول الجزيري عرفناه منذ عقد من الزمان كمدرب لفريق الناشئين 1426، ومساعد مدرب لفريق كرة اليد، حيث أصبح بعدها مدرب الفريق الأول بمضر، وكانت مقولته الشهيرة أن مضر لن يغادر منصات التتويج العشر السنوات القادمة، وبالفعل لم يغادرها العالمي.

ومنذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا كان ومازال صاحب عطاء لا محدود مع الجميع دون استثناء، عطاؤه بلا حدود، حريص ومحب لعمله ولجميع من يعمل معه، دائم الابتسامة مع الجميع من إداريين ولاعبين وجماهير، حتى أصبح في وقت قصير جدًا يتربع في قلوب أهالي القديح كافة.

حقق مع مضر بطولة الدوري، والكأس، ووصيف الآسيوية، ووصيف الخليجية لكرة اليد، ورغم انتهاء عقده مع فريق مضر، إلا أن حبه للقديح وأهله لم يتغير بل بالعكس صار أكثر، وكان حاضرًا ومساندًا للفريق أثناء مبارياتهم.

عمل مع أكثر الأندية في المنطقة متنقلًا بين الأحساء والقطيف، حتى أصبح مدربًا للفريق الأول بنادي الهدى، أخذته الرياضة إلى أحبتنا بجزيرة تاروت ليصبح مدربًا للوردي ليكسب جماهيره وعشاقه كما كسب كل من تعامل معه وعرفه بأخلاقه وابتسامته.

وليس غريبًا على هذا الرجل، فاليوم أنحني له احترامًا وتبجيلًا، وأقبل جبينه عندما سمعت خبر تبرعه بإحدى كليتيه لشقيقه الذي كان يعاني من فشل كلوي، ليعيد له الحياة بعد معاناة مع المرض، إنها التربية الصالحة والأخلاق الحميدة، فالرياضة قبل أن تكون ممارسة فهي حب وإيثار وعطاء.

هكذا هم الرياضيون في بلادنا يسطرون أروع القصص الجميلة، يعطون دون مقابل للقريب والبعيد بلا كلل أو ملل دون أن ينتظروا شكرًا وثناءً من أحد، إنه واجبهم الديني المستمد من الشريعة السمحاء وصفاء قلوبهم الناصعة بالبياض.

يجب أن يخلد اسم هذا الرجل في صفحات الشرف، ويدرس عطاء ذلك الإنسان في الوسط الرياضي ليكون المعلم القدوة، يحق لكل رياضي أن يفخر بك، إن جميع من حولك ومن مهتمين ومتتبعين للرياضة يغبطوك لعطائك، فأنت عكست النموذج المشرق للأخ والإنسان بإيثارك وتضحيتك، وهذا ليس غريبًا عليك.

دمت بخير، أتمنى لك وإلى شقيقك وإلى جميع من يرقدون على السرير الأبيض، الشفاء العاجل والسلامة والحب.


error: المحتوي محمي