
تمثلت فرحة العيد قديمًا في منطقة القطيف بلباس المرأة التراثي بأدق تفاصيله أمام زوار مطار الملك فهد بالدمام، بعد أن نقل الفنان التشكيلي عباس آل رقيه والفنانة التشكيلية فرحة آل سالم تراث القطيف، وبعض الحكايا القديمة التي تسكن المنطقة، والمتمثلة في طقوس الفرح، أو الزي الخاص بالأمهات والجدات في وقتٍ مضى.
جاء ذلك خلال مشاركة الفنانين بلوحة “فرحة العيد” لـ آل رقيه، ولوحة “أمي وعبق الماضي” لـ آل سالم، ضمن 43 فنانًا تشكيليًا من فناني القطيف، من أصل 50 مشاركًا في معرض “الفن بريشة شرقية” والمنظم من شركة مطارات الدمام بالتعاون مع جمعية الثقافة والفنون.
وعبر “آل رقيه” بجدارية مترين في 1.5 متر من الكانفس، رسمها بألوان الأكريلك، عن فرحة العيد وخصوصًا عيد الأضحى، عبر تصوير مجموعة من الأطفال يلهون ببالوناتهم المشهورة قديمًا، متنقلًا فيه بموسيقى لونية جمعت الضوء والظلمة في آن واحد.
وعن اختيار العمل قال لـ«القطيف اليوم»: “الاختيار للمشاركة بهذا العمل تحديدًا جاء عن طريق الصدفة، وذلك لقرب عيد الأضحى”.
وبين أن الأعمال المشاركة لفناني القطيف تختلف أطروحاتها، باختلاف الرؤية الفنية لكل تشكيلي، وأضاف: “عن نفسي فإنني مهتم بالتراث القطيفي، والنواحي الشعبية”.
ووصف تراث منطقة القطيف بـ”الغني”، موضحًا بالقول: “أنا أجد نفسي فيه، وقد رسمت الكثير منه ما بين فرح وحزن واحتفالات وكل ما يتعلق ببيئتي التي أعتز بها”.
وأمام لوحة آل سالم يقف الزوار متمأملين المرأة القطيفية بزيها التراثي الأصيل المتمثل بالمشمر والحجاب والجلابية المطرزة، كما يصور بعض ملامح التراث، حتى في الباب ذي النقوشات والزخارف البارزة، والمتضمن بعض الحروفيات التي كانت في إحدى زواياه، وحلقته المستديرة وهي السمة المتميزة في الأبواب القديمة.
وذكرت آل سالم أنها استخدمت في لوحتها الألوان الزيتية على كانفس بمقاس 90×90، موضحةً أنها اختارتها للمشاركة في المعرض دون غيرها لأنها من الأعمال القريبة إلى نفسها، كونها من عشاق التراث في كل شي.
وبينت أنه يحكي أصالة الماضي، وحشمة المرأة وتمسكها بالحجاب والوقار والسكينة البادية على ملامح وجهها، وأيضاً جمال التراث الموجود في منطقتنا العربية.
وعن محاولة إظهار تراث القطيف من خلال المشاركة في المعارض الفنية قالت: “مما لا شك فيه إن إتاحة الفرصة للفنان بالمشاركة في هذه المحافل والأماكن المفتوحة يعطي دعمًا كبيرًا جدًا للفنان، ويتيح له معرفة أكبر قدر من الفنانين والفنانات في الوسط، وأيضًا معرفة المجتمع وأفراده بالفن والتعرف على الفنان بشكل واضح، وهذا يفيد في نشر ثقافة القطيف وتعريف الآخرين من شتى أقطار العالم بحضارة وفن وتراث هذه المنطقة الحبيبة على قلوبنا”.
لوحة الفنان التشكيلي عباس آل رقيه
لوحة الفنانة التشكيلية فرحة آل سالم