العالمي سامي اليتيم

على امتداد عمر النادي والسنوات الخمسين التي احتفلنا بمرورها منذ إنشائه قبل فترة قصيرة، شكل سامي ظاهرة متفردة بالتميز، وصنع لنفسه – بفضل الله – مجدًا متميزًا مطرزًا بالذهب والمحبة المجتمعية، وهو الذي قاد الكيان متفانيًا ومضحيًا بجهده ووقته وماله وعرقه، وكل ما أتيح بين يديه حتى اللحظة الأخيرة.

أقول ذلك وهو أكثر شخص اختلف معه الآن وقبل الآن، وهذا العام بالذات بسبب النادي، ولكني أريد أن أضع الحقيقة بين يدي وعيني القارئ المحترم ليعرف والكثير يعرف من هو سامي يتيم المضراوي المتيم والذائب والمنصهر عشقًا وحبًا وغرامًا في الاسم الذي لم يعد ينفصل عن سامي آل يتيم، فحين تذكر مضر لابد أن تقرنه بـ”سامي”، وحين تذكر سامي فلابد أن تذكر أحلى وأعز الأسامي عليه وهو مضر.

لا يوجد بيننا من هو منزه عن الأخطاء، ولم يحدث أن وصل أحد للنجاح دون محطات فشل، ولكن ما يعنينا هو المحصلة النهائية، والمحصلة تقول إنه نجح بامتياز وتفوق.
نجح في حصد الألقاب، نجح كرئيس ذهبي وعالمي، نجح كرجل ذي علاقات عامة مميز، نجح كرجل اجتماعي من الطراز الأول، نجح في الإخلاص والتفاني، نجح في حصد المحبة، نجح في أن حفظ الكيان لفترات كان فيه يعمل وحيدًا، نجح ماديًا حين أفلس من المادة عدة مرات من أجل أن يسير النادي دون أن يلتفت لأهله ومنزله ونفسه.

ماذا أقول في رجل لا يدع مباراة مهما كان شأنها ومستواها دون أن يحضرها؟
ماذا أقول في رجل لا يدع مناسبة في قريته أفراحًا أو أتراحًا إلا وكان أول الصفوف وكأنه من أهل المناسبة؟

ماذا أقول فيه وهو يلبي الواجب والدعوات التي تأتيه فلا يتردد في تأدية الواجب؟

وما الذي أقول فيمن تسبق دمعاته فرحه وحزنه؛ يقطر طيبة ومحبة للقديح في كل شاردة وواردة؟

لقد طرق القلوب والأحاسيس والمشاعر التي اتفقت واختلفت معه، فكان نصيبه هذا الوهج الرائع من الحضور الاجتماعي والرياضي العريض.

لقد تحمل كل الصعاب والصدمات والانتقادات منذ اليوم الأول الذي تسلم فيه النادي، وأصبح كل يوم يفاجأ بانتقاد وهمز ولمز، وكم كان يتألم، ولكن ذلك لم يحبط من عزيمته وقوته ومعنوياته، بل كان كل ذلك وقودًا للاشتعال تبشيرًا بالفرح الذي لم تشهده القديح قبل قيادته للنادي.

أيها الرئيس العالمي، لقد أصبحت أيها العزيز ظاهرة، والظواهر لا تتكرر، فلم يعد اسمك خافيًا على أحد، ولا ينكر ما حققت من إنجازات للقديح أحد، ونحن نفتخر بك في القديح والقطيف والمنطقة، لأنك أصبحت من المتميزين، كيف لا وأنت ابن القديح الذي لا يزال يملك الكثير من القدرة والإمكانيات على العطاء، والقديح والرياضة، والعمل الاجتماعي الآخر يحتاجك، فلن ندعك تستريح، وأنت لا تزال تتقد بالحماس والرغبة في العمل، وهذه الإدارة الجديدة بقيادة الأخ العزيز المهندس أحمد عبدالله المرزوق أبو عبدالله قد فتحت ذراعيها لك، فعليك تلبية النداء والبقاء أينما وكيفما تريد، وقد أصبحت من الآن الرئيس الفخري للنادي وهو قليل في حقك، وأنت كذلك جزء لا يتجزأ من المجتمع القديحي ووجيه من وجهائه، فهنيئًا لك هذا التاريخ الناصع، وهنيئًا لك هذه المحبة التي أجمعت عليها كل قلوب القديحيين صغيرًا وكبيرًا.. ولا يزال لليتيم بقية.


error: المحتوي محمي