ظلال تعرف وجهتها..

بدا نهاري متراخيًا كعادته فترة الصيف، ودائمًا نشتهي الأمور على غير ما هي عليه في الواقع.

هذا اليوم كان حافلًا بالحالات المختلفة على غير العادة وبمثل هذه الوفرة.. للحقيقة واجهتني قصص متنوعة وشخصيات مختلفة للغاية مرت بي منذ الفترة الصباحية حتى اللحظة.

بعضها كان محفزًا للغاية واعتبرته من الحالات اللذيذة التي تمتعني في العمل معها كالقضايا والخلافات الزواجية والوصول لنقطة التقاء خاصة بعد مرور عشرين أو أربعين عامًا من الشراكة.. بتفاصيلها الحلوة والمربكة معًا.

لنكتشف أن الحب لا يحتاج لأن يكون مثاليًا، لكنه يحتاج لأن يصبح حقيقيًا ويعيدنا لأنفسنا كلما تُهنا في طقوس الحياة.. ومن الحالات التي التقيتها اليوم وكنت مسبقًا التقيتها بمكان آخر للعيادة، والتي جاءت تطلب استشارة وبدا أنها سعيدة للغاية، وتفاجأت بوجودي بعد آخر لقاء لي معها..

كانت سعيدة جدًا لوجود العيادة والتي كما قالت غيرت كثيرًا من أمورها الحياتية والزوجية بنسبة 90%.
قالت: أشكركم جدًا فالعيادة مهمة لأناس كثيرين والناس بحاجة لها فعليًا.

فما الذي لدينا هنا؟ لدينا مشاكل متراكمة بتفاصيل صغيرة وتافهة تتقعر في أسفل حياتنا وتعيقنا عن التفاعل والاستمرارية فيها، وتحتاج لمن يخرجها للسطح، يسلط الضوء عليها ويعالجها ويعطينا علاجًا فعالًا لها حتى لا تهدم كثيرًا من الأسر دون مبررات حقيقية لذلك.

اختتمت لقاءها بي بقولها:

“جزاكم الله خيرًا، فأنتم تهدوننا خدمة حقيقية وتحيون بداخلنا أملًا متجددًا للحياة”.
كيف سأختم نهاري لليوم.

للحقيقة، سأُقر بأن بعض النهارات تحرضنا على ترك أثر طيب في أرواحنا.. كلما لامسنا ظلال الراحة لدى الآخرين حين تعرف وجهتها..


error: المحتوي محمي