مشكلة تتكرر كل عام والضحية أطفال أبرياء ضاعوا في بركة ماء.
هناك تساؤلات كثيرة ربما الكل خطر بباله؛ من المسؤول؟
1- الأهل.
2- أصحاب البرك.
3- القدر.
4- الجهل وغياب الوعي.
طبعا الإجابة لن تكون شافية، هناك مثل يقال: “إذا فات ما ينفع الصوت، إذا وقع المحذور ما ينفع اللوم”.
هل هي مشكلة مستحيلة الحل؟
نحن عادة لا نشعر بوجود المشاكل إلا بعد وقوعها.. فها هو السيناريو يعاد كل عام بنفس الأحداث وبنفس الأشخاص (فلذات أكبادنا)، والمكان هو المكان والقصة هي القصة والعنوان نفسة رحلة إلى مزرعة لمدة يوم في نهاية الأسبوع، والهدف تغيير جو، واللمة مع الأهل، وتفريح الأطفال.. الجو الحار، وقضاء يوم ممتع، أهداف جميلة جدًا لكسر الروتين وتجديد النشاط والحيوية.
تبدأ فصول المسرحية بأول فصل؛ فصل الحماس والبهجة والفرح والاستمتاع بالرحلة مع الحذر الشديد من قبل الأهل حيث يكون الأطفال تحت نظرهم ومتابعتهم ومع مرور الوقت يبدأ الاطمئنان يأخذ مكانه في قلوبهم وتبدأ العيون تتحول وتقل المتابعة للأطفال وهنا يبتعدون عن الأهل مستغلين انشغالهم.
الفصل الثاني لعب ومرح وحب فضول ومحاولة لخوض التجربة بمفردهم وبعيدًا عن والديهم.
الفصل الثالث يتدخل القدر ليضع النهاية؛ هل يسدل الستار على نهاية سعيدة لرحلة موفقة؟ أم نهاية مفجعة؟
شاء القدر أن يكون لي نصيب في حضور لحظة إسدال الستار على إحدى النهايات المفجعة.. فمنذ أربع سنوات كنت منومه مع طفلي في مستشفى القطيف المركزي وفي غرفة العناية وفي الساعة الثانية عشرة ظهرًا تم إحضار طفل إلى العناية المركزية كان قد غرق في إحدى البرك، وكانت حالة الطفل صعبة جدًا وكان أزرق اللون والأصعب من ذلك حالة الأهل، طبعًا تم إجراء عملية إنعاش للطفل ومحاولات لإنفاذه ولكن قضي القضاء.
موقف لا أحسد عليه زادني كربًا على كربي حيث كان طفلي بين الحياة والموت وتحت رحمة رب العالمين وأنا أرى طفلًا يفارق الحياة أمام نظر والديه وهما واقفان مكتوفان الأيدي.
إلى متى نعيش هذه المأساة؟
يجب علينا جميعًا الوقوف والتصدي لحل هذه المشكلة التي تحصد منا أرواحًا بريئة لا ذنب لها.
ومن هنا نطالب بما يلي:
– أن تكون هناك هيئة رقابة في كل منطقة تلزم أصحاب البرك والمنتجعات بتوفر ما يلي:
– لا يسمح بالسباحة للأطفال دون سن الثانية عشرة مثلما يجري في المتنزهات وأماكن الألعاب، حيث إن كل لعبة مخصصة لسن معين ولا يسمح بتجاوز ذلك لسلامة الأطفال.
– حتى مع اصرار الأهل والطفل في بعض الأحيان أن يركب اللعبة يكون القانون صارمًا لا يسمح بتجاوزه.
– أن يكون هناك فريق للأمن والسلامة في جميع المنتجعات والمزارع والبرك.
– أن تكون هناك برك مخصصة للأطفال منعزلة عن الكبار أي ليست مع الكبار في نفس المكان.
– أن تكون السباحة برفقة شخص يجيد السباحة والإسعافات (سباح وسباحة).
– إلزام الأطفال بنزول البرك المخصصة لهم بأدوات السباحة الخاصة وتحت إشراف الشخص المسؤول.
– أن تكون هناك متابعة من قبل هيئة الرقابة للتأكد من توفر الشروط اللازمة للسلامة.
وفي نهاية وجعي أتقدم بأحر التعازي لذوي شهداء الغرق رياحين الجنة وأسأل الله أن يمسح على قلوب فاقديهم بالصبر والسلوان وأن يعوضهم بالجنة والرحمة.