قطيف البحر

أنا المدفونُ
في خوفيْ
وفي وَجَلي ..

أنا المَفقودُُ
في حُضنِي
وفي أملي ..

أنا المغبونُ
في ذاتي
التي ضاعتْ
على عجلِ..

أنا المَسجونٌ
في أرضِي
وفي بَيتي
وفي مُقـلي ..

فلا ألقى
سوى مـَاضٍ
يداعبني ..

سوى مـَاضٍ
طـواهُ التـيهُ
والنسيانُ
والحَسرَة ..

أنا يا خطّ
أبحثُ عنكِ
عن أهلي
وعن ناسِـي
وجُـلاسي
وعنيْ
عن بقايا الروحِ
في جـَدِّيَ
عن التاريخِ
والماضي ..

عن الآتـي ..

ولكن لا أرى نـوراً ..

ولا ألقـى
سوى الغَرقَى ..

سوى الحَمقى ..

سوى الفُرقة ..

سوى أشتاتَ
أشتاتٍ
تُعادي
بَعضها بَعضا ..

ويَمضِي
بينها شيطاننا
بُغضَا ..

ولا أنكى ..

من الأهلين
إن عَاثـُوا
بنا ذُلاً
وتفتيتاً ..
وتشتيتا ..
ولا أمضَى ..

تَعِبنَـا
يا قَطيفَ البحرِ
والتنور والسُّدرَة ..

تعِبنا
يا بلاد اللوز
والليمون
والريحان
والخُضرَة ..

فما عَادت لنا
أحلام تأوينا ..

ولا عادت لنا أيامُ
حظٍ سوف تَأتينا ..

فقد سَرقوا
أمانينا ..

وقد بَاعوا
بواقينا ..

لنبقَى في جَفاف
العَـوزِ والحَاجةْ ..

لِنلبسَ أرذلَ الأوهَام
من أفضَالِ أهلينا ..

متى يَصحوا أهالينا ؟

متى يَصحوا أهالينا ؟

فما بَقيت
لكِ يا ( خُطّ )
في الأسمَاءِ
غير الأحرفُ البلهاءِ
معناً ليسَ يَِعنِينا ..

فقد ضاعَت حروفٌ
كانت المَعنى ..

وتاه الفعلُ
والمَفعولُ
والفَاعلْ ..

وصَار الفاعل
المَرفوع
مكسورا ..

وصار الجارَّ مَجروراً ..

وصار الجارُ لا يدري
عن الجيران ..
وأمسَى كلنا يَمشي
على حَدِّ الأنانِّـية ..

وأضَحى الدِّين
في غُربة ..

وبات المَرجعُ
المَطلوب مَعُدوما ..

لأن مَراجع التقليدِ
لا تَمشي على الرَغبة ..

متى يا ( خُـطَّ )
نصحُوا من تراخينا ؟

متى نصحوا
لنَبني ما تَداعى
من تآخينا ..

متى تَلتـفّ عِمَّتُنـا ؟

متى يَلتمّ شملٌ
كان يَجمعنا
ويؤينا ويحمينا ..

لنَزرع إلفةً تزهو
كما كانت
كما كُـنا ..

كما عِـشنا ..

ونَنشُد مرة أخرى ..

بـلادُ ( الخـُطِّ ) أوطاني ..

بـلادُ ( الخُـطِّ ) أكفاني ..


error: المحتوي محمي