لو عدنا إلى الماضي وحفلات الزواج سنختلف في جمال أي منها مع اختلاف الزمن وعدم مزامنة الجيل الحاضر لها ليستوعب قيمتها النفسية والعرفية وأيضًا التغيرات المتجددة للحالة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية.
لكننا واقعًا سنفكر مليًا في حفلات الحاضر وما تحتاجه من تعديل وتطوير لتكون حفلًا باعثًا للسعادة والبركة ويحضرها المدعون بفرح وارتياح.
وأيضًا لم يعد حفل الرجال مختلفًا شكلًا عن حفل النساء إلا بعضًا منه مع أن توسع مفهوم “حضرنا” من أجل توقيع الحضور ورفع الشرهة أصبح شاملًا للجميع وإن كانت النساء أكثر مشاركة في الماضي، ولم يعد حفل الزواج ولحظات الزفاف لها ذات القيمة المرجوة والزهوة القديمة من ليالي الحناء للعروس والمولد وحفاوة الصديقات.
لدينا تعبيران وهما؛ مفهوم تلبية الدعوة، والآخر المشاركة الوجدانية وبينهما تتراوح فترة الحضور والفترة التي تقضيها في الحفل طولًا وقصرًا.
للأسف فإن “شكلية” الحضور – خصوصًا الرجال – أصبحت هي الرائجة، وربما لو قلت للتوقيع على ذلك لربما لم أجانب الصواب فإن أغلب من يقفون في الصف ينتظرون الوصول إلى العريس وعائلتيهما وأخذ بعض الصور التذكارية ومن ثَم الذهاب إما إلى عرس آخر أو لانتهاء المهمة، ولكن أين القيمة المعنوية للمشاركة فأكاد أن أدعي غيابها لأن الإنجاز قد تم.
أكثرنا يعمد إلى حضور الحسينية مبكرًا لتفادي الزحام المتوقع ولأجل أن يتمكن من التوقيع في مكان آخر، ونحن حقيقة أمام ظاهرة الشكل في المشاركة وهي بحاجة إلى إعادة صياغة وتفكير أوسع لبلورة صورة أجمل مما نرى وبمقارنة بسيطة لما هو عليه الماضي عن اليوم لوجدنا أن فعلية المشاركة كانت أقوى وأفضل مما هو عليه اليوم؛ خصوصًا مع مشاركة الجيران والأهل وحضور الموائد والمولد والزفة بشكل جميل جدًا ولم يكن موضوع السلام إلا فرع صغير وإلا فإن أصوات الصلوات تعلو زفة المعرس وإن طال الطريق.
ثلاثة أيام للرجال غالبًا وأيام مفتوحة للنساء هي أيام المباركة للعريسين، وقد دخل عليهما التغيير أيضًا فاضمحلت عند الرجال ودخل عليها تعديل مدة وتوقيتًا عند النساء، وفي كليهما لا يشعر بالتغيرات السلبية إلا من عاصر الماضي.
أرى من المناسب إعادة التفكير الجدي في بلورة صورة تكون أكثر جاذبية وفاعلية في المشاركة الاجتماعية والأهلية لتبعث على العريسين مزيدًا من السعادة بحفاوة الحاضرين وأن يكون للحضور بهجته الحقيقية لا مجرد توقيع حضور فقط.