دعا إمام وخطيب جمعة العوامية سماحة الشيخ عباس السعيد عموم المجتمع إلى الاستعداد إلى التحولات الاجتماعية المقبلة، مشددًا على ضرورة الإلمام بالأحكام والحدود الشرعية التي تنظم العلاقة بين الجنسين.
وفي خطبة الجمعة أشار الشيخ السعيد إلى أننا مقبلون على تحولات اجتماعية متسارعة، في نمط الحياة، وفي مستوى مشاركة المرأة في الحياة الاجتماعية، وفي طبيعة علاقتها مع الرجل، مما يقتضي التأكيد على الحدود الشرعية التي ينبغي مراعاتها في العلاقة بين الجنسين.
وأكد أن الدين لا يحصر دور المرأة في المهام البيتية وتربية الأبناء، ولا يعترض على خروجها من منزلها ومشاركتها في الحياة الاجتماعية، إلا إذا كان ذلك منافيًا لعفتها والتزامها الشرعي والأخلاقي.
وشدد على أن حديث المرأة للرجل والعكس، مما تفرضه بيئة العمل أو الحياة الاجتماعية، ينبغي أن يكون بأسلوب متزن يتصف بالجدية والرزانة، ويبتعد عن الميوعة والإثارة.
وأوضح أن هذا الأسلوب في غاية الأهمية، لأنه يضع حاجزًا بين الجنسين، ويجعل العلاقة بين الطرفين في إطارها الرسمي.
وأضاف أن حديث الرجل للمرأة، والمرأة للرجل، ينبغي أن يكون مستقيم المضمون، بعيدًا عن الريبة، وبكلمات محسوبة وموزونة، وبمقدار الضرورة.
وذكر أن الدين لم يتجاهل طبيعة المرأة وأنوثتها وميلها إلى الاهتمام بمظهرها وجمالها، فلم يحرم عليها أن تتزين وتتجمل، لكنه في ذات الوقت جعل أحكامًا شرعية توازن بين حاجتها للزينة والمحافظة على أجواء العفة والطهارة.
وبيّن أن الدين أجاز للمرأة إبداء زينتها في إطار علاقتها مع زوجها ومحارمها ومجتمعها النسائي، وحرّم عليها إبداء زينتها للأجانب، واستثنى من ذلك الزينة الظاهرة على اختلاف بين الفقهاء في تحديدها.
وأشار إلى أن التشريعات الدينية تشريعات واقعية تنسجم مع الطبيعة البشرية، وتتناسب مع الطبيعة الخاصة لكل من الرجل والمرأة.