الفيروز: غياب الرعاية للبراعم وفقد الاستقرار الإداري من أسباب غياب «القدم» من الأندية

ناقشت “ديوانية سنابس” في “لقاء يوم الجمعة الأسبوعي” الذي عقد أمس الجمعة 29 شوال 1439هـ، واقع الأندية الرياضية في القطيف، مع طرح المعوقات التي تعترضها والعمل على صناعة وصقل موهبة رياضية منذ الصغر وبشكل احترافي يرفع اسم اللاعب والقطيف في مصاف الإنجازات الرياضية والعالمية.

جاء ذلك خلال استضافة لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بسنابس المدرب عثمان مرزوق الفيروز، للحديث حول “النجومية بين الصناعة والموهبة”، بحضور نخبوي من المهتمين بالشأن الرياضي والثقافي في المجتمع.

بدأ اللقاء الذي قاد حواره زهير الضامن بالتعريف بالضيف الفيروز الذي يعتبر أحد الرواد المنجزين للرياضة السعودية، في لعبة كرة القدم، وأحد اللاعبين السابقين في نادي الشاطئ والاتحاد السعوديين، والمنتخب السعودي، بالإضافة لكونه مدربًا سابقًا لكرة القدم، إلى أن انتهت علاقته بالتدريب عام 2012م.

ودعا الفيروز إلى صناعة الموهبة لكرة القدم في أندية القطيف، وغرسها منذ الصغر في فئة البراعم، حيث يتم تركيزها في خمس مهام هي: حارس مرمى، ومحور، وصانع لعب، وهداف، وقائد، وهذه تساعد الفريق على التقدم.

وتحدث عن تجربته في نادي الترجي بتأسيس مدرسة “شمروخ للبراعم” والتي تكونت من 78 لاعبًا، أوجد من خلالها لاعبين حقيقيين كان لها شأن رياضي في القطيف.

وركز على حاجة اللاعبين في القطيف للاهتمام والتي تكون بالرعاية المتواصلة من النادي والأسرة، وتثقيف من أفراد الأسرة بقيمة الرياضة للأبناء، بالإضافة إلى إعطاء الطفل حقه بإيجاد حلول دائمة لصناعة هذه الموهبة، مع توحيد ذلك من المدرسة، واتباع نظام غذائي صحي، مع نفي الاعتقاد أن إلحاق الطفل للنادي مضيعة للوقت.

وتميز اللقاء بسيادة الحوار المفتوح بين الضيف الفيروز وبين الحضور الذين ألهبوا الحديث بما يدور على الساحة من معوقات، وبين ما ينظر له من حلول للطرفين.

وتساءل الباحث الحرز؛ هل يملك الفيروز أرشيفًا للإنجازات التي حققها؟ وما رأيه في الدمج بين الأندية بعد خروج نادي الترجي من دمج ناديا الشاطئ والبدر؟ فأجابه الفيروز بأنه كان يملك أرشيفًا زاخرًا إلا أنه فقده بسبب سطوة الأمطار على الحقيبة التي كانت تحفظهم، فيما أعرب عن أنه أحد المناصرين للدمج بين الأندية، لخلق حالة من التنافس والرقي بالنادي.

وأجاب عن تساؤل حسن آل حسن ما سبب غياب كرة القدم في الأندية؛ بقوله: “لما وجد من تعامل في الأندية بتعاقب أشخاص وبصورة منفصلة، وليس عبر التخطيط واستكمالها بين الرؤساء، وتبادل الملفات والبحث عن المفقود منها، مع غياب الرعاية الرياضية للبراعم نتيجة لفقد الاستقرار الإداري والفني.

وأشاد الصحفي سلمان العيد بالإنجازات التي حققها الفيروز، مع الدعوة لتغيير نظرة المؤسسات الدينية والاجتماعية والتعليمية للنشاط الرياضي، وإحداث حالة من التواصل فيما بينهم والخروج من الغفلة عن القيم التي توصلها الرياضة ومنها العدل والمنافسة.

وطالب حسين عبدالله جلال إلى اهتمام بتعلم كرة القدم في المدارس وتدريب الناشئة عليها منذ الصغر، وتطرق علي محمد العليوات إلى تأسيس “نادي القطيف” بنجوم القطيف ويكون بتضافر جميع الأندية في القطيف.

وعقب الفيروز على أن الطلاب في المدارس بأنهم يفقدون الوقت الذي يخضعهم إلى التدريب الاحترافي، مع غياب الحوافز المادية مع وجود الحافز المعنوي، مع التأكيد على التغذية الصحية لهم.

وأشار اللاعب السابق ميرزا الضامن إلى مدى الاستفادة من فرق الحواري لظهور المواهب والذين يتراوح عددهم بين 20 – 25 فريق، من جانبه اعتبر الفيروز أن ملف لعب الحواري شائك ومعقد، كما أنه منبع جيد لاكتشاف المواهب، إلا أنه يفقد التخطيط الاحترافي، وعدم الربط بينها وبين النادي، كما أن تعدد الأعمار بصورة غير منتظمة ولعب الكبار غيب دور الشباب والناشئة، بالإضافة إلى أنها تسيطر عليها المحسوبية الاجتماعية، داعيًا إلى سن قوانين لتنظيمها.

وانتقد علي الجاسم الأكاديميات التدريبية، لتدريب البراعم في ظل عدم وجود مدربين محترفين، وأدوات تدريبية، مع طغيان الرغبة للربح المادي.

من جانبه، اعتبر الدكتور عبدالعزيز المصطفى صناعة اللاعبين الموهوبين قضية مثارة منذ عقود، وليس قضية اليوم، والموهوبين لابد أن يمرون بمراحل عدة للحصول على الإنجازات ولا يكون هدرًا للمال، مشيدًا بالإنجازات لأبناء القطيف المحلية والعالمية منها.

ونبه إلى ضرورة التفريق بين الرياضة والصحة، والاحتراف، والترويح والهواية، كون كل منها إدارة خاصة، ومشكلة القطيف ليست في قلة الكفاءة والخبرة، مطالبًا بحلول وعمل من قبل المؤسسين وليس الأفراد، وإدارتها بشكل احترافي ليس من جهة الهواة ورجال الأعمال بل من الاختصاصيين.

وعقب حبيب المضري على ذلك بالحديث عن الرياضة المدرسية، مع وجود الشغف وحب الرياضة عند الطلاب، حاصرًا مشاكلها في قلة الوقت وعدد الحصص، وعدم وجود التجهيزات بشكل صحيح بالإضافة إلى الأدوات الخاصة.

من جانبه، شجع رئيس نادي النور السابق حسن آل طلاق على اعتماد صنع المواهب في النادي وليس استقطاب الاحتراف الخارجي، مثمنًا الإنجازات في بروز 10 مدربين على مستوى المملكة، مؤكدًا على أهمية التخطيط السليم، البعيد عن الشخصنة وبناء قاعدة لصقل المواهب الناشئة، ومحاولة الاستقرار الإداري والفني في الأندية.

 


error: المحتوي محمي