أكدت الاختصاصي النفسي أنوار الفتيل أن العلاقة الزوجية تتأثر بشكل كبير في ظل وجود توتر في العلاقة بين الزوجة وأم الزوج وعدم قدرة الزوجة على تفهم المرحلة العمرية لوالدة زوجها، وحاجاتها النفسية تجاه الابن، مشيرةً إلى أن ذلك قد ينعكس بشكل سلبي ويؤدي إلى صراعات أسرية قد تسبب عقبات في الحياة الزوجية.
جاء ذلك في حديثها لـ«القطيف اليوم» على خلفية استضافتها في ورشة “ختامها أحبك”، والتي نظمتها اللجنة النسائية المساندة للخدمات التربوية والتعليمية بسيهات “نساندكم”، يوم أمس الأول الجمعة 15 شوال 1439هـ، بحضور 40 سيدة.
وأوصت الفتيل بضرورة أن تكون الزوجة على وعي كافٍ بأهمية تقبل واحتضان أسرة الزوج منذ بداية الارتباط حتى تعيش في سعادة وهناء.
وقالت: “الحب في قلب الرجل موزع على العديد من الأشياء، والزوجة واحدة منها، إلا أن حبه لأمه هو الأساس، فهل تقبل الزوجة أن تتنازل عن حبها لأمها!”.
وذكرت أن المعايير المؤدية إلى الانفصال تتفاوت في الوقت الحالي، إلا أنه في فترة الخطوبة في ازدياد، مرجعةً ذلك لعدم أخذ المدة الكافية لفهم كلا الطرفين للآخر، وعدم الوعي بأن طبيعة الاختلاف شيء وارد في الحياة الزوجية، وأن الزوجين يكمل كل منهما الآخر.
وأوضحت أن المرأة الذكية هي التي تسعى لحل المشاكل ولا تدعها تتراكم، واصفةً إياها بالجرح، الذي لا بد من الألم عند تطهيره وتعقيمه، إلا أنه لا يبرأ دون ذلك الألم، مضيفةً أن الله كرم الإنسان بالعقل وعليه أن يستخدمه في حل تلك المشاكل، والتعامل معها بتبسيطها كي لا تتعقد.
وبيّنت أن هناك عدة عوامل تتداخل مع بعضها من شأنها أن تعود بالفائدة على الزوجين أو المقبلين على الزواج، موضحةً أنه في عصرنا الحاضر أصبح التثقيف النفسي للقضايا الزوجية أمرًا مهمًا، فقد لا يتقبل أحد الزوجين آراء الآخرين، ويعتبرها تدخلًا في الشؤون الخاصة، على حين يبدي تقبل الرأي من جهة خارجية محايدة كذوي الاختصاص، مما يسهل ويساهم في حل عدة صراعات تكاد أن تهدم العلاقة الزوجية.
وأشارت إلى أهمية وعي الأسرة بتلك الجوانب، بحيث لا تكون ذات عبء على الزوجين في تفاقم المشاكل بينهما، بل أن تكون عاملًا فعالًا في توجيهه الزوجين الوجهة الصحيحة حتى وإن كانت لذوي الاختصاص للحصول على الاستشارات النفسية والزوجية.
واتسمت الورشة بالتفاعل بين الحاضرات والاختصاصية الفتيل، حيث ناقشت معهن العديد من الإضاءات والتمارين المتعلقة بموضوع الورشة.
يجدر بالذكر أن “نساندكم” لجنة نسائية مهتمة بطرح المحاضرات والورش والدورات والرحلات التربوية والتعليمية الموجههة للسيدات والأطفال، وقد انطلقت قبل أربع سنوات وحصلت على المركز الثاني في جائزة رسالة للعمل التطوعي العام الماضي.
