أحمد أبو السعود كما عرفته

غيّب الموت أديبًا من أدباء القطيف وطنيًا مخلصًا لتراب الوطن الغالي صاحب الحس المرهف الذي عرفته وهو يحضر مجلس المرحوم العم الملا علي الطويل – رحمه الله – مفتشًا في زواياه عن البلاغة واللغة والنحو والصرف والشعر الذي يدقق في معانيه ومرامي أطراف بلاغته ونكاته الصرفية وأوزانه المختلفة، مجادلًا في اختلاف الآراء العلمية جامعًا بين الحداثة والكلاسيكية متقلبًا بين الرصافي والجواهري وأبي تمام والبحتري والمتنبي وبدر شاكر السياب ونزار قباني وبلاغة الزمخشري ولسان العرب والمصباح المنير والصحاح والألفية والمغني، لا يكاد يهدأ في البحث في طيات كتب الماضي وحاضرة الحاضر تعيش معه ثراء المعرفة وكأنه حوزوي في تلذذه في البحث العلمي لا تكاد تمل من الجلوس معه ولا يعرف الأنا بل ما يثلج صدره الحقيقة التي يصبو لها؛ هكذا عرفت أبا باسم في هذا الجانب وعرفته في حسه الوطني في الرحلات المكوكية التي يكون فيها أحد أفراد الوفد الذي يخرج من القطيف للقاء كبار المسؤولين في الدولة في الرياض أو جدة حينما تحل فيه القيادة ممثلًا لها في الأمور الوطنية التي يستشار فيها ويعطي رأيه بصراحة دون مواربة من أجل التربة التي ترعرع فيها فيما يعود عليها بالمصلحة العامة، وكم كنا نثير الحديث معه أثناء الطريق ونستمع إلى أطروحاته التي يدلي بها.. فرحمه الله رحمة البر والغفران وألهم ذويه الصبر والسلوان.


error: المحتوي محمي