تحية بحجم الحب والحرية التي تبثها الحياة في أرواح البعض المذنبة!! كم اشتقت لربي وعرفت إنه قريب جدًا مني!!! ليس غريبًا أن يمدني كوب قهوتي المفضلة بأفكار ومفردات جديدة!! هل تسمحوا لي أيها القراء أن أناغي مقالي مع مسحة وفسحة من نبضي!!! حيث تتجاور في رأسي تراتيل الطهر مع جنوني ومزاجي المتقلب!! ويكفيني جدًا أن يقرأني بعض القراء يتسمون بالسماحة!! فقد عشت حياة متباينة بين السلام والصخب، وما عشته من الصداقات والتجارب والانكسارات، لها وقعها الخاص في روحي ومصدر استلهامي لكتاباتي.
ولا يزال الكثير من الذكريات أتعايشها بشكل مستمر من خلال مقالاتي، وبين الحين والآخر عيناي تلمح بأن للأمل عنوانًا وهدفًا للحرية، كما أراني كل يوم في دروسي وكلامي ومقالاتي، في حديث البعض عني، حتى في شتائم البعض لي، أراني أكبر من كل التناقضات، وإن روحي تنبض بالحياة، كم جميل أن نرى الحرية وهي تقترب منا!!! ونحن نرنو للحرية بلهفة عابد ينتظر جنته وبيده مفاتيحها!! ويكاد يشم عبيرها، ولكن ما مفهوم الحرية!!! سأتجرأ بصوت خجول كعادتي إن الحرية لا تقبل الهوان أبدًا ولا التجاوز إطلاقًا!!! علينا أن نشم حريتنا كلما اشتقنا إليها وحتمًا سوف تطل علينا من ضفاف عاداتنا وقيمنا، ذلك الشوق الخفي لحنين طال غيابه وانتظاره.
قبل فترة سألتني إحدى معارفي عقب إهدائي لها كتابي المتواضع جدًا “بنت القطيف” أتشتغلين بالأدب أم هو على هامش حياتك؟ فأجبتها قائلة: الأدب لدى الخارج التي يمكن للأدب فيها أن يطعم خبزًا، نحن نمر على الحواشي ونترك لهم المتون، نعم أجبتها بحسرة.
كنت وما زلت أعتقد صادقة، أنه يكفي أن أعيش عمري بتروٍ كي أواصل مساري الفكري المتواضع بمزيد من العطاء والتميز، وكنت أوطن نفسي على الاستمرار وأدعي أنني لست متأثرة، بكوني لم أنشر بعد أيًا من أعمالي الكتابية، وكلها جزء مني أحفظها عن الإهمال والتسويق، التي يقذفها في وجهي من لا يتقن أو يقدر إحساسي أو من لا يقبل التجديد الفكري.
ولكي لا أرمي نفسي بالعجز، لأعمم كتابي على دور النشر، معتقدة دون وهم أن القراء يظهرون اهتمامًا ما بقراءة ما أكتبه هنا وهناك، ومن خلال كتابي المتواضع الذي أهديه لمن أشاء ولمن يرغب، وهنا أتساءل: فلم نكتب؟ ولمن نكتب؟ بالرغم من أن معظم كتاباتي الدفاع عن قيم ومبادئ وسلوكيات ليس إلا، يبدو أنها ليست للتداول، ولا تحظى بالحد الأدنى من التحفيز، الذي لا يبدي أدنى احترام للقيمة الأدبية أو الفكرية.
اعذرني أيها القارئ الكريم، ما قصدته هنا أزمة القراءة عند الكثير التي لم تصاحب ترفًا أو استغناء، في ظل ذلك، ما زلت أحتفي بك أيها القارئ هنا وأحتفي في حضورك بقراءة مقالاتي، وسأكتب ما تحتاجه شخصيًا من إبداع يقتضي أن أحترم تذوقك الأدبي في ظني، وعلى أثر ذلك علي إعادة توازني الفكري.
أرهقني التناقض ولي فيك أيها القارئ العزيز، على الرغم من الألم، أمل بعد قراءتي صدق مشاعري، حيث لا للمشاعر لا للبوح لا للصدق هنا علاقة بالمجاملة، لقد أرهقتني محاولة إرضاء القارئ وإن كانت متأخرة، هل يمكن أن نلغي من الذاكرة لحظات الكتابة الصادقة!! قد أكون في حالة توتر خفيف وذلك لشدة قسوة الحياة، وافتقارها للحرية الحقيقية، لقبح غلفها به البشر، يا ترى متى تتم إزاحة ذلك القبح!!!