دقيقتين وأنا عندك!

من أبرز المظاهر السلبية اليومية التي يعيشها أغلبنا هي قلة الالتزام بالوقت ولن أقول بالمواعيد ؛ فأكثرنا لا يكترث للدقائق المهدرة والمستنزفة بعد الوقت المحدد الذي ضربناه مع آخرين ..

لعل مبررات بعضنا واهية في التأخر وعدم الالتزام بدقة المواعيد والأعذار جاهزة وباهتة فأحدنا يريد إظهار أهميته من خلال التأخر ولفت الأنظار إليه وانعطافها نحوه ، وآخر يقول : هي دقائق بسيطة قد تطول لنصف ساعة فما الضير في ذلك ؟ حتى تحوّل المثل المعروف من “مواعيد عرقوب” لمواعيد عرب!

عندما أراد الله – جل وعلا – مدح أحد أنبيائه (إسماعيل) قال عنه ” إنه صادق الوعد ” ليبرز لنا أهمية هذا الخُلق العالي وفيه دلالة على رقي الإنسان وذوقه الرفيع وانضباطه وإحساسه اليقظ.

هل يثقل علينا مصارحة الشخص الذي نتفق معه على موعد معين إن كنا لا نستطيع الحضور في الوقت المحدد ؟!
لا أجد ضيرًا في تأخير الموعد إن لم أكن واثقًا ومتأكدًا من الالتزام به.

كم هي مظلومة مفردة ” الدقيقتين ” التي تلوكها ألسنتنا دائمًا وهي قد تتحول لنصف ساعة وربما ساعة وساعتين بقدرة قادر ..

من الجميل أن نربي أنفسنا وأبناءنا على الاهتمام بالمواعيد المضروبة بيننا وبين الآخرين والتقيد بالحضور في الموعد المحدد حتى لا نفقد ثقتهم أو نهدر أوقاتهم ومن المُعيب والمخجل عدم المبالاة بالوقت واعتباره جوهرة ثمينة بيد العقلاء !


error: المحتوي محمي