صدر حديثًا عن دار “أطياف للنشر” و”منشورات ضفاف”، كتاب “التربية على الحرية”، للكاتب محمد محفوظ، ويقع في 168 صفحة، ويحتوي على مقدمة وتمهيد، وفصلين وخاتمة.
ويتحدث “محفوظ” في الفصل الأول عن “الإيمان والحرية: أية علاقة؟”، ويتناول فيه عناوين مهمة، هي: معنى الحرية، والإسلام وجدلية الإيمان، والحرية المسؤولة، ومفهوم الكرامة الإنسانية في القرآن الكريم، والإسلام والتجربة المدنية، ومقارنة أولية.
وعنون الفصل الثاني بـ”الحرية وآفاقها السلوكية”، ويتحدث فيه عن الحوار الديني وأسس التفاهم المدني، والتنمية وجدليات الحرية، وتأملات حول مفهوم حرية التعبير في المنظور الإسلامي.
ويفتتح الكاتب الفصل الأول بحديث عن معنى الحرية، حيث يعتبر “النزعة إلى الحرية والانعتاق من القيود والأغلال لدى الإنسان من النزعات الأصلية العميقة في وجوده الطويل، وتُعتبر حياة الإنسان السوي كلها، بحثًا مستمرًا عن معنى الحرية المتأصل في وجوده وكيانه، والمتجذر في مختلف مستويات تجربته الإنسانية”.
ويؤكد “محفوظ” أن التقوى هي حجر الأساس في مسألة الحرية، محددًا رؤية الإسلام لمسألة الحرية بمستوياتها المتعددة من خلال العناصر التالية: الأدلة العليا للشريعة الإسلامية التي ترفض الظلم بكل أشكاله ومستوياته، ويشير إلى أن الظلم هو السبب الأول لدمار المدنيات والحضارات، بالإضافة إلى القواعد الفقهية المستنبطة من الأدلة العليا كقاعدة نفي العسر والحرج، ويوضح أن الإسلام يقف ضد كل الأضرار النفسية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والسلوكية التي تؤثر سلبًا في حياة الإنسان الخاصة والعامة.
ثم يتحدث عن العلاقة الحميمة بين الحرية والعدالة، مؤكدًا أن الحرية لا تنمو في واقع إنساني بعيد عن مقتضيات ومتطلبات العدالة، لأن الظلم نقيض العدالة.
وفي الخاتمة، يؤكد الكاتب أن الحرية هي التي تسمح لجميع الأطياف والقوى في المجتمع، بأن تمارس دورها في إغناء الوحدة الوطنية، وتكريس قيم العدالة والتسامح في مسيرتها التصاعدية، وأن التجارب تعلم أن تأجيل مشروع الحرية لإنجاز الوحدة لا يؤدي إلى نتيجة إيجابية، بل الاستبداد هو الذي يئد مشروع الوحدة، وهو الذي ينهي الحلم بها، ويوصل الجميع إلى نتائج كارثية، مؤكدًا ألا وحدة بدون حرية.