البيئة الاجتماعية التي يعيشها الإنسان نوعان:
الأولى: متوافقة.
الثانية: مختلفة.
في الأولى يعيش (غالبًا) التكيف والانسجام والتفاعل، وبالتالي العطاء والإبداع.
وفي الثانية -إذا لم يستطع التكيف والانسجام- ستكون الوحشة والنفور، وبالتالي الابتعاد والتقهقر.
جهات التوافق والاختلاف
هناك جهات توافق/ اختلاف بين الإنسان (الفرد) وبين المجتمع الذي يعيش فيه أو يريد الذهاب إليه ليعيش فيه فترة زمنية قصيرة أو طويلة:
1-اللُّغة، إذا كانت اللُّغة واحدة (العربية مثلًا) فإن ذلك مدعاة للتوافق؛ ذلك لأن أهم وظيفة للُّغة هي التواصل، فإذا ما اختلفت اللُّغتان كان ذلك سببًا من أسباب الاختلاف.
2-الدِّين (الإسلام مثلًا)، إذا كان واحدًا فهو من عوامل الاتفاق، وإذا كان مختلفًا فهو من أسباب الاختلاف.
3-الثقافة، التشابه في الثقافة والفكر (والقناعات) هو من أسباب التوافق.
4-العادات والتقاليد، في المأكل والمشرب واللباس، ونحو ذلك.
5-التاريخ والجغرافيا، هما عاملان من عوامل التوافق/ الاختلاف.
مثال لبيئة المتوافقة
السفر إلى مكة المكرمة لأداء العمرة.
مثال لبيئة مختلفة:
السفر إلى تركيا للدراسة أو للسياحة والاستجمام.
وهنا نطرح سؤالًا ذا أهمية:
ما الموقف الصحيح الذي علينا اتخاذه، إذا ذهبنا إلى بيئة مختلفة عنا؟
هناك ثلاثة أساليب:
الأول: التنافر وعدم القبول، وهذا مرفوض.
الثاني: الذوبان، بحيث يكون على حساب دينك وعاداتك وثقافتك، ما يسبب محو الهوية، وهذا مرفوض أيضًا.
الثالث: التكيف والتعايش، وهذا هو المطلوب.
قواعد وتوجيهات للتعايش
قبل أن ترحل إلى بلد مختلف عنك لغةً ودينًا وثقافةً وعادات وتاريخًا وجغرافيا (كل ذلك أو بعضه)، عليك أن تَطلِّع وتبحث عنه، اقرأ وتعرف عليه فيما ذُكر آنفًا، حتى تتهيأ (نفسيًا) للتعامل معه، ولا تُصدم بشيء يختلف فيه عنك، إن الاستعداد النفسي للتعامل مع المختلف يهيِّئ لك الأرضية لاتخاذ الموقف الصحيح معه.
عن أمير المؤمنين (عليه السلام): “النَّاسُ صِنْفَانِ: إِمَّا أَخٌ لَكَ في الدِّينِ أَو نَظِيرٌ لَكَ فِي الخَلْقِ”.
وهنا نشير إلى مجموعة من القيم والسلوكيات، وهي في أساسها قيم دينية ومن صميم عاداتنا الطيبة، ونكتفي بذكر عناوين:
– الاحترام.
– التحية والسلام.
– الشكر والثناء.
– البشاشة والابتسامة.
– النظافة الشخصية.
– تعرف على زملائِك في الرحلة، وصادقهم.
– تعرف على أصدقاء آخرين ممن يحيطون بك.
– تحدث بصورة إيجابية عن بلدك.
ولعل سائلًا يسأل: ماذا نأخذ من هذه البيئة المختلفة؟
ويمكن أن نجيب عن ذلك بالتالي:
1- اللُّغة: كَرِّس جهد للهدف الذي ذهبتَ من أجله، وهو اكتساب اللغة. لا تكتفِ بالدرس الذي تأخذه من المعهد، بل:
أ. اقرأ كتابًا – قصة….
ب. احفظ كلمات إضافية.
ج. اكتب جملة، قصة، محادثة.
د. استفد من وجودك في هذه البيئة، اختلط مع الناس وتحدث معهم، وإن كانت بلغة “مكسَّرة”.
هـ. اكتب مذكراتك اليومية باللغة العربية وباللغة الإنجليزية (أو بلغة البلد الذي تسافر إليه).
2-الاطلاع على معالم البلد التاريخية والحاضرة، والكتابة عن ذلك في صورة مقال أو مذكرة أو خاطرة.
سلوكيات مطلوبة:
– احترام النظام.
إذا سكنت مع عائلتك فاعرف أن لديهم نظامًا في الأُسرة، فعليك أنت تتكيف معه وليس هم الذين يتكيفون معك!
– تقدير قيمة الوقت:
أ- الالتزام بأوقات النوم وأوقات الوجبات.
ب- الالتزام بأوقات البرامج والذهاب إلى المعهد.
ج- الالتزام بأوقات الخروج مع المجموعة.
– قيمة المساواة بين بني البشر؛ فلا عنصرية على أساس اللون أو الدين أو الجنس.
– مراعاة قوانين البلد، أنت ستذهب إلى بلد يقدس القانون، وهو يطبق على الجميع دون استثناء:
* احذر من مخالفة القانون، فإن فيه جزاءً وعقابًا (غرامة…)
* تعرف على القوانين التي تخصك.
* عدم المعرفة بالقانون غير مبرر لعدم إيقاع العقوبة؛ فالقانون لا يحمي المغفلين.
قضايا شرعية تهمك
1- الالتزام بالصلوات اليومية في أوقاتها.
2- الصلاة في الطائرة: يجب الإتيان بالصلاة في الطائرة إذا كان الوصول بعد فوات وقتها، ويراعى فيها ما أمكن من استقبال القبلة ونحوها.
3- مراعاة أحكام صلاة المسافر (القصر والتمام)، وسؤال العارفين عند عدم معرفة الحكم الشرعي.
4- القبلة، تنزيل تطبيق موثوق في جوالك يحدد اتجاه القبلة بدقة.
5- حَمْل سجادة، مصحف، كتاب دعاء.
6- تلاوة آيات من الكتاب الكريم، والأدعية (اليومية).
7- مراعاة الحجاب الشرعي لفتياتنا، وعدم التساهل فيه، حتى إذا كانت البيئة المسافَر إليها منفتحة.
8 – أحكام الطهارة:
أ- الحكم بطهارة الملابس في الغسالة، ما لم تعلم بوجود النجاسة.
ب- الحكم بطهارة الأثاث الموجود في الفندق أو الشقة، ما لم تعلم بنجاستها.
– يرى بعض العلماء طهارة الكتابي (المسيحي مثلًا).
—————————
* ألقي هذا الموضوع على الطلاب والطالبات الذين سيتوجهون مع مجموعة جود لدراسة اللغة الإنجليزية في الإجازة الصيفية.