أيها الزوجان .. تشاجرا في غرفة مقفلة!

حدوث المشاكل بين الزوجين أمر وارد وحالة طبيعية بما أنهما يعيشان معًا تحت سقف واحد ولأن الحياة لا تستقيم على حال واحدة كان لا بد أن تعتري حياتهما بعضُ المشاكل والمشاحنات بفعل الضغوط اليومية أو تباين الآراء والأفكار حول قضية ما.

تبدو مشكلة الخلافات الزوجية أكثر أهمية وأشد ألمًا عندما تحدث أمام الأبناء حين يشاهدون المعالجة السلبية للمشكلة من خلال حدة الصوت ورمي التهم وربما صدور الألفاظ البذيئة والحط من كرامة الزوجة أو النيل من مقام الزوج .

هذه المشاحنات وأجواء التوتر تخلق أطفالًا يعانون من اضطرابات عاطفية ونفسية – كما يؤكد المختصون – ولا عجب فهذه الثمرة من تلك الشجرة ، وقد تؤثر أجواء الصراخ على مستقبلهم إذ إنهم يَبدون قلقين على مستقبل علاقة والدَيهم مادامت المشاكل تعصف بهما يوميًا ولا توجد أرضية خصبة للحوار ولا مشتركات يتفقان عليها عند كل مشكلة والعقل حاكم غائب ، ناهيك عن أن الاختلاف أمامهم يزلزل قدرة الزوجين على إقناع الأبناء في القضايا الأخرى!

إضافة إلى أن هذه المعالجة السلبية للمشاكل تساهم بشكل كبير في تأخر الأبناء دراسيًا لأن أفكارهم تكون مشوشة ومشتتة وشخصيًا واجهت الكثير من الطلاب الذين يسرحون في الفصل واكتشفت من خلال مناقشتهم أن بعضهم يعاني من أجواء عائلية مشحونة بالمشاكل والمعارك اللفظية حيث يصل الحال ببعضهم أن يحط من شخصية زوجته ويزدري بها أو تقوم الزوجة بتحقير زوجها وتجاوز الأدب معه مما يُجرّئ الأبناء على العقوق ، فضلًا عن القلق والخوف والعدوانية وانعدام الثقة بالنفس !

نحن مع إخفاء القضايا الزوجية التي يُشم منها رائحة الاختلاف وتضارب الآراء من أجل استمرار الصورة النقية للوالدين في أعين أبنائهما ولكن ينبغي للزوجين إن اضطرا لمناقشة القضايا أمام أبنائهما أن يُخضعا حديثهما لمنطق العقل والحكمة بالمعالجة الهادئة لكل القضايا مهما بلغت ذروة الاختلافات ؛ فالزوجان الذكيان هما من يديران الحوار عند الاختلاف باحترافية فائقة ويستغلانه لتربية أبنائهما على الاختلاف بمحبة وأنه حالة صحية في الأسرة والمهم أن يعالج بلباقة وهدوء واحترام الآخر والاعتذار إن لزم الأمر والتراجع عن الخطأ لا الإمعان فيه وتربية النفس تأتي في المقام الأول وبعد ذلك تربية الأبناء وفي يقيني أن التعليم ليس المؤثر الرئيس في هذه القضية بقدر ما لأخلاق الزوجين من تأثير!

ولعله من باب الطرفة أن نختم المقال بالقول إن الشجار بين الزوجين من أسباب البدانة.


error: المحتوي محمي