هل من مبادر ؟ ..

نوء الأندية الرياضية وخاصة ما تسمى “أندية الظل”، بالديون التي تتراكم تباعًا بسبب احتياجات فرقها دون أن يكون هناك بصيص أمل لسدادها لجهاتها المستحقة والتخلص منها، وتتفاقم المشكلة عندما يحالف الحظ أحد فرقها أو أكثر حين تنافس وتصعد لدرجات أعلى فتزيد متطلباتها المادية واحتياجاتها الأخرى والتي تختلف عن باقي الفرق بلا شك، خاصة إذا ما أرادت البقاء والمنافسة على البطولات وما يتبعها من مشاركات خارجية حال تكليفها بذلك من قبل الجهات المسؤولة، وهو أمر طبيعي في الدوريات الرياضية المحلية والدولية، والاعتذار عنها يسبب مشاكل أخرى تتمثل في العقوبات والغرامات المحلية والخارجية.

ونحن هنا نضع حالة نادي مضر بالقديح كوننا أحد منتسبيه، والذي يعاني من تراكم الديون حاله حال غيره من الأندية، للأسباب المذكورة آنفًا، في الوقت الذي لا تكفي فيه الإعانات السنوية التي تصله من هيئة الرياضة للوفاء باستحقاقات الموسم الواحد، فضلًا عن الإضافات الأكثر والتي يستلزم توفيرها للفرق المنافسة مثل فريق اليد والحاصل على بطولتي الدوري والنخبة والذي تنتظره مشاركات تحتاج لسيولة مادية فورية لا ندري كيف يمكن توفيرها.

نعود لموضوع الديون والذي نود التركيز عليه، حيث يمثل عادة استحقاقات لمؤسسات وجهات رسمية تتعامل مع الأندية، ورواتب متأخرة للعاملين في النادي وكذلك المصاريف التشغيلية، ومبالغ أخرى عبارة عن سلفيات من الإداريين أو المحبين تم قيدها على النادي، وهي مبالغ كثيرة وساعدت كثيرًا في تسيير وتسهيل أعمال النادي، وهي في بعضها قديمة وبعضها الآخر جديد تبعًا لتعاقب الإدارات واختلاف أعضائها، مما يجعل الأعضاء الجدد يُدينون النادي حتى تسير أعماله وتستوفى استحقاقات العاملين فيه.
وهنا نود أن نطرح فكرة على هؤلاء الذين بذلوا الكثير من أجل أنديتهم، سواء إداريين أو داعمين ممن لهم استحقاقات على الأندية بعضها ضئيل جدًا فيما يقل عن الألف ريال، وبعضها يزيد فيما ما لا يتعدى أصابع اليد الواحدة، وبغض النظر عن الزيادة والنقصان، نقول لهؤلاء الكرماء النبلاء، والذين وقفوا موقف المخلصين ونعلم أن بعضهم تبرع من جيبه بمبالغ أخرى غير تلك المسجلة كديون، نقول: ألا يمكنهم أن يتفهموا وضع أنديتهم والحال التي هي عليه؟ وانعدام الأمل والحيلة لتوفير مستحقاتهم ويتخذوا قرارًا بالتنازل عن هذه المستحقات لصالح أبنائهم، فهي لم تذهب سدى، ولم تدخل جيوب أحد، وليس هناك من أمل قريب بتوفر الأموال لاسترداد حقوقهم، وهم بهذا يفعلون الخير في أقصى درجات الإيثار، وأعلى مراتب الجود، ويزيحون عن كاهل الأندية العبء الكبير والذي طالما جعل خيرة الشباب يمتنعون عن الانخراط في خدمة الأندية بسبب الظروف المادية. إن هذه الخطوة الكريمة لو اتخذت فستكون سابقة مشرقة، وفعلًا لابد أن يكون عليه الثواب جزيل بمشيئة الله سبحانه وتعالى ، ولا أقل من التنازل ولو عن جزء من المبالغ خاصة الكبيرة منها وليكن النصف مثلًا إذا تعذر الكل، وأما المبالغ الصغيرة والتي ذكرنا أمثلتها، فهي لن تؤثر على أصحابها الكرماء إن هم تنازلوا عنها إكرامًا لأنديتهم، وأبنائهم.

وإننا في الوقت الذي نعرض فيه هذا المقترح، نناشد صاحب الأيادي البيضاء وفأل الخير على الرياضة السعودية سعادة الشيخ تركي آل الشيخ / أبو ناصر، أن يتفضل ويدرس ملفات الديون، خاصة ديون هذه الأندية المعدومة الدخل، والتي تحقق النتائج الباهرة والبطولات المتوالية اللافتة، وتغذي المنتخبات الوطنية باللاعبين المتميزين، ومنهم نادي مضر على سبيل المثال، وفريق اليد بالذات، والذي يمثل لاعبوه نصف لاعبي المنتخب الأول، فضلًا عن منتخبات الفئات السنية الأخرى، وهو الحاصل مؤخرًا على بطولتي الدوري والنخبة، والمشارك بعد أشهر معدودة في بطولة آسيا المؤهلة لكأس العالم والمقامة في الأردن الشقيق.

إن ديون هذه الأندية جميعها لا تمثل في محملها قيمة لاعب كرة قدم واحد سواء محلي أو أجنبي، وإن زادت فهي ليست بالزيادة الصعبة التي تقف في طريق أبو ناصر، ليزيل ثقلها من طرق هذه الأندية، والذي أثبت ويثبت أنه الرئيس الفعلي لجميع أندية الوطن، وهو القائد العصري بجدارة للحركة الرياضية السعودية، والذي لا يرضى إلا أن تكون أندية الوطن في طليعة الأندية العربية والآسيوية والعالمية، في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز “حفظهما الله تعالى”، وإن لنا لكبير الأمل بأن يتخذ سعادته القرار الذي يثلج صدور أبنائه اللاعبين وإخوانه الإداريين في هذه الأندية، وأن يريحها من هذه الديون، والتي لا تجد عادة الإداريين الذين يتحملون المسؤولية خوف التبعات المادية المتتالية والمرهقة.


error: المحتوي محمي