«معًا نلتقي» تجمع مرضى التصلب العصبي والمختصين في مركزي القطيف

نظمت وحدة التثقيف الصحي بمستشفى القطيف المركزي فعالية توعوية تثقيفية، بمناسبة اليوم العالمي للتصلب العصبي المتعدد، تحت شعار “معًا نلتقي” يوم أمس الاثنين 28 مايو 2018 من الساعة 9 مساءً حتى الساعة 12 منتصف الليل بالمركز الترفيهي بالمستشفى.

افتتح الفعالية الدكتور كامل العباد مدير المستشفى موضحًا أن هدف الطاقم من خلال ما ينظمونه من فعاليات هو المشاركة المجتمعية والإجابة عن التساؤلات للمجتمع وكيفية التخلص من الأمراض، وقدم شكره للطاقم والقائمين عليه لما بذلوه من جهد في نقل صورة واضحة لكيفية مكافحة هذه الأمراض.

وتم استقبال عدد من المرضى من قديمي وحديثي التشخيص من المدعوين لحضور هذه الفعالية هم وأهاليهم للتوعية والتثقيف بالمرض ليستطيعوا التعايش معه، وألقيت عليهم الورود.

وجاء في جملة المحاضرات المطروحة في الفعالية نبذة عن التصلب اللويحي وكيفية تشخيصه وطرق علاجه وما هي الأدوية التي تعطى لمرضى هذا المرض، إضافةً لقسم العلاج الطبيعي الذي بيّن التمارين التي تساعد وتساهم بتقوية وتحسن عضلات المصاب بالتصلب اللويحي.

وأشار الدكتور يحيى أبو زيد اختصاصي الأمراض الباطنية والأعصاب إلى أنه لا يوجد سبب معروف حتى الآن، ولكن الدراسات توضّح أن الجينات أهم أسبابه، ونظرية التعرض للشمس ونقص فيتامين (د) من الجسم تزيد فرصة الإصابة به؛ حيث إن المناطق الباردة أكثر عرضة له من المناطق الحارة وخط الاستواء، ونوه أبو زيد على أن هناك دراسات حديثة تقول: إن التدخين قد يكون سببًا مهمًا وخطرًا أيضًا لهذا المرض ويزيد من فرص الإصابة به.

وأبان الدكتور علي المبارك المدير الطبي واستشاري الأمراض العصبية أن أدق طريقة للتشخيص هي الأشعة المغناطيسية، إضافة للتاريخ المرضي من الفحص السريري والتحاليل للمريض.

وأوضح “الدكتور حسن الفرج” استشاري المسالك البوليه أن نسبة 50-70% من مرضى التصلب اللويحي مصابين بمشاكل بالمسالك البولية وعدم القدرة على التحكم بالبول وسلس البول، وطرح علاجات وتدخلات طبية جراحية ودوائية لحل التبول ‏اللإرادي بالمثانة والتحكم بالعضلات.

وقالت الصيدلانية لمياء البيات: “إن الكورتيزون علاج وقتي ولحظي يعطى للتخفيف من الهجمات المصاحبة للجهاز العصبي ويتم التقليل من الجرعات إلى حد التوقف منه تدريجيًا، وتقسم الأدوية بحسب فعاليتها على جسم المريض سواء بالإبر أو بأدوية تؤخذ عن طريق الفم إن كان المريض يعاني من ضغط الدم أو السكري أو الأمراض القلبية، مبيّنة أهمية متابعة تخطيط القلب مع بداية الجرعات لما يسببه من أعراض جانبية خلال فترة العلاج.

وعن أهمية العلاج الطبيعي لمرضى التصلب اللويحي وأهمية التمارين الهوائية والرياضية قالت عبير العوامي اختصاصي العلاج الطبيعي: “ترتبط التمارين بهذا المرض للتقليل من حدة الإرهاق والاكتئاب كقيادة الدراجة الهوائية وتمارين الإطالة والتمدد أيضًا لتقوية عضلات الظهر والبطن والتغلب على اضطرابات التوازن”.

وتحدثت الاختصاصي النفسي فايزة العلق عن أهمية الجانب النفسي للمريض ومحيطه قائلة: “نقوم بتأهيل المريض وعائلته للتعايش مع المرض فهو مرض مزمن ونعرفهم كيفية تعامل المصاب مع البيئة المحيطة والتخفيف من حدة الأعراض النفسية المصاحبة له من القلق أو الغضب وسوء المزاج”.

وتخللت الفعالية كلمة لمجموعة من المرضى عن كيفية تعايشهم مع المرض بروح التفاؤل:
قال حسين الحماد: “منذ عشرين سنة صاحبتني مشاكل صحية حتى شُخّص المرض عام 2015م” وتابع: “لا أخفيكم مدى التعب والآلام التي تصيبني ولكن التعايش، بل والتناسي للمرض يجعلك تعيش بروح التفاؤل”، ونصح المصابين بقوله: “اصنع بنفسك التفاؤل وقل لها غدًا سيزول المرض، بل قل إنك في الساعة المقبلة ستكون أفضل”.

“يبني الإنسان نفسه من نقطة ضعف يجعلها قوةً له”؛ هذا ما قالته وفاء المغاسلة، إحدى المصابين بالمرض والتي تم تشخيص المرض لحالتها عام 2003 ولهذا اليوم لم يضعفها بل كان مصدر قوةً لها، فقد أنهت دراستها للبكالوريوس والماجستير رغم ما يلم بها من مشاكل صحية دون توقف.

وأوضحت زينب آل ربح أنها منذ ثماني سنوات في فترة المراهقة من عمرها عانت من الإغماء وتشويش النظر وعدم التوازن، وشُخّص المرص لها قبل ثلاث سنوات، قالت: “توقفت هواياتي وإبداعي بالرسم والكتابة المسرحية ولكن على الرغم من توقفي الدراسي إلا أنني عُدت بكامل طاقتي وواجهة المجتمع وبادرت بنشر الوعي ولم أخجل من إعلاني للمرض لتثقيف البقية فلا يوجد شيء يجعلني أخجل” وأضافت: “أنهيت مرحلة البكالوريوس في تخصص إدارة الأعمال، وأتطلع لتكملة الدراسة”.

واختُتمت الفعالية بجلسة نقاش تُجيب على التساؤلات وما يدور بأذهان المدعوين من مرضى وأهاليهم وتفاعل الطاقم الطبي متخفزًا للإجابة عليهم، ووعدت المنظمة للفعالية أماني المخامل الأستاذ بقسم التدريب والشؤون الأكاديمية بـ”وحدة التثقيف الصحي” بأن الفعاليات ستستمر وسيكون هناك المزيد من الفعاليات لنشر الوعي والثقافة بين أطياف المجتمع.


error: المحتوي محمي