تبارى الأطفال لعمل خزينة مالية كبيرة، ومن ثم ملأوها بالأوراق النقدية؛ متعلمين منها أهمية الادخار، وقاموا بعدها بافتراش طاولة كبيرة ناثرين عليها أنواعًا من الحلويات مكونين منها بقالة صغيرة ليتعلموا منها معنى الاستثمار ليزيدوا من وعيهم المالي.
جاء ذلك في أمسية «المليونير الصغير والوعي المالي» التي نظمتها مجموعة نخب العطاء بالتعاون مع نادي اللغة الإنجليزية؛ بهدف تحقيق عدة مبادئ في الاقتصاد، وتعزيز قيم ومفاهيم مالية عند الصغار كان من أهمها «الادخار» وكيفية المحافظة على نقودهم؛
وقادت هذه الأمسية المدربة ومربية رياض الأطفال علا الخباز، والتي ضمت 34 طفلًا وطفلة قدموا من مختلف أحياء القطيف إلى بلدة الجارودية مساء أمس الأحد 12 رمضان 1439هـ.
وعرّفت الخباز الأطفال خلال الأمسية معنى المعاش الذي هو أمر رسمي وقانوني يتألف من أوراق نقدية وعملات وصكوك وبطاقات مصرفية، وأنه الوسيلة الأساسية للتعامل وفقًا لتحديد حكومات الدول لكل دولة من مال وعملات خاصة بها، وأوضحت أن أهميته تكمن في قدرتنا على توفير الحاجات الرئيسة من خلاله كالحاجة للطعام والشراب، والمسكن والملبس، والمواصلات والتعليم والعلاج وغيرها.
وعرجت على الاستثمار الذي أبانت معناه بأنه إدخال الأموال التي يملكها الفرد في مشروع معين والحصول على فوائد منه، وتتضح أهميته في أنه يعطي الإنسان زيادة في الدخل المالي، وبالتالي تحسين مستوى معيشته، كما يوفر فرص عمل مختلفة وبالتالي تقل أعداد العاطلين عن العمل وتتوفر تخصصات مختلفة ويُتعلم مهن جديدة.
وشاركت الأطفال بتعليمهم كيف يكونون مفكرين ومدراء ناجحين؛ وذلك عن طريق تحديد ميزانية، وتسجيل المصروفات، والتخطيط المسبق للمشتريات وعدم الاندفاع في الشراء دون هدف، وكذلك تحديد المستلزمات الضرورية وتصنيفها عند الشراء من الأهم فالمهم، ثم الأقل أهمية وغير المهم، وما لا ينفع والزائد على الحاجة.
واستقطعت المدربة وقتًا كي تضفي المرح والنشاط على الأطفال بأن يقوموا بتمارين رياضية خفيفة كي يستعدوا لمفاهيم جديدة، وطرحت عليهم سؤالًا ليستنتجوا إجابته وقالت: هل أنا مدير مال إيجابي أم سلبي؟
وشددت على أهمية وجود حصالة جميلة يقومون بتزيينها بأنفسهم ليجمعون فيها المال، وألا ينخدعوا بالإعلانات ولا يحملوا ما ليسوا بحاجة إليه ولربما صرفوا مالهم دون داعٍ وربما أضاعوه، وكذلك ضرورة أن يكون للفقراء نصيب من أموالهم ومساعدتهم.
وفرّقت الخباز بين التوفير والبخل مع ذكر أنواع أولهما، متطرقة إلى معنى الشح، وبيّنت أنواع المعاش؛ مستعرضة صورها على شاشة العرض وقاموا بعدها بأداء تمريني الخزينة والبقالة مختتمين بهما الأمسية.
وأعرب الأطفال عن استفادتهم بما تعلموه إذ قال الفتى مجتبى عادل الناصر الذي قدم من الآجام: “تعلمت الاستثمار وأن أحافظ على النقود ولا أصرفها على أمر لست بحاجة إليه”، أما الطفلة زينب علي فذكرت أنها تعلمت كيف تصرف المال، وأوضح موسى جعفر من الخويلدية أنه تعلم كيف يصرف النقود أيضًا لأنه يصرف الكثير منها وخاصة لشراء اللحم.