أختي .. أمي الصغرى!

ما إن يفكر أحدنا في التعرض للحديث عن الأنثى إلا وتمثلت أمامه صورة الأم أو الزوجة وربما البنت بدرجة أقل فتبدأ عبارات الإطراء والثناء فيهن فنغرق في المديح متناسين أن هناك من سقط سهوًا ويستحق الذكر!

نعم ، هي الأخت !

ولأننا في شهر رمضان وفيه تتضاعف المسؤولية في المنزل على الأم تضطر الكثير من الأمهات لإحالة بعض مسؤولياتهن على بناتهن ليضطلعن بهذا الدور الكبير في خدمة أبيهن وبقية أفراد الأسرة دون كلل وملل وربما جاءت المبادرة من البنات دون أوامر من أبويهن ..

في خضم انشغالاتنا واهتماماتنا تغيب – أو قل إننا غيّبنا – هذه الأخت عن مسرح الاهتمام والتكريم والتقدير فلا أبٌ يحفل بما تقوم به ابنته ولا إخوة يثمنون دورها وحتى الأمهات اللاتي يعرفن طبيعة الدور الذي تقوم به بناتهن فإنهن يعتبرنه واجبًا لا مناص لهن من التهرب منه فهن مسؤولات عن المذاكرة لإخوانهن وتنظيف البيت وترتيبه وغسل الثياب وطهي الطعام وغير ذلك وليس لهن أن يبدين الامتعاض أو الانزعاج لتراكم الأعمال وكأنهن آلة خلقت للعمل!

ناهيك عن دورها العاطفي بحنانها المتقاطر الذي يجبر الخاطر تجاه أخواتها وإخوانها وحبها النقي الصافي الذي لا تخالطه المصالح ولا تُرتجى منه غايات فهو من أنبل الحب وأعلى درجاته ولنا في قصة موسى عليه السلام عظة وعبرة حيث لم تجد أمه أقرب وأحن على موسى من بعدها غير أخته ” وقالت لأخته قصّيهِ ” أي تتبعي أثره ، فأي شجاعة تمتلك هذه الأخت لترى أخاها في تابوت على سطح الماء ؟!

من الجميل أن تبادر الأسرُ بمنح هذه الأخت وسام الفخر والاعتزاز بها وبما تقوم به وأن يتم تقديرها معنويًا وماديًا بهدية أو رحلة سفر حتى من إخوانها المتزوجين فلا مزاحمة بين الاعتزاز بالأخت والاحتفاظ بمكانة الزوجة فالأمر ليس فيه مفاضلة أو منافسة فيما نظن .

تحسّسوا أوضاع أخواتكم واستمعوا لبث شكواهن واحتضنوا مشاعرهن وأغدقوا عليهن الاهتمام فهنّ فوق أن تصفَهنَّ صياغة أو يبلغَ شأوَهنّ بلاغة!


error: المحتوي محمي