لن نجد الاطمئنان وراحة البال وهناء العيش إلا برضا الله ورضاء الوالدين فالله (عز وجل) قرن عبادته وطاعته بالإحسان إليهما فقال: ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ﴾.
ومن أعظم التقرب إلى الله تعالى هو أن ترعاهما وتتلطف بهما وتقضي حاجاتهما ففي ذلك الخير العظيم والفضل الكبير والأجر المضاعف من رب العباد.
فدعوة الأب مستجابه ودعوة الأم تصل إلى السماء بأقل من طرفة عين قال سبحانه: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ﴾.
فإن من بر الوالدين في حياتهما أن تحسن إليهما وتعرف لهما جميلهما وأفضالهما ومعروفهما بما تكبداه من التعب والألم والتربية حتى ترعرعت وكبرت فليس هناك عليك حق بعد الله ورسوله غير برهما ورضاهما والإحسان إليهما بالسمع والطاعة والاحترام والتقدير والإكرام لهما، وإنّ أجر صلة الرحم لغيرهما لا تصل إليك إلا بعد رضاهما عليك.
فإن بر الوالدين غرس لا يموت وهو عشق لولاه لما كان للحياة طعم فمكانتهما في القلب باقية وحبهما في العروق ساريًا، وأن برهما لا ينقطع بمماتهما فالصدقة الجاريه والدعاء لهما بعد الممات هي من الإحسان والمعروف الجميل وفيها من الثواب ودفع البلاء وطول العمر وسعة الرزق، وهي يجسّد معاني الحب والجمال والوفاء ورد الجميل؛ قال تعالى: ﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ﴾.