إحجز لك موعد

المتميزون لا يخفقون.. ولا يتراجعون.. ولا يتنازلون.. وهم إن أصابتهم كبوة، أو منيوا بنكسة، أو صادفهم فشل، فذلك لا يكون لهم سوى الوقود والإصرار والعزيمة للنهوض من جديد لارتقاء العلا، وتسلق المجد، فتكون وثبة أخرى بعد استلهام العبر، وكـأن الفشل هو استراحة المحارب استعدادًا لجولة جديدة من جولات النصر.

إن ثقافة الانتصار واتقاد الروح هو من ديدن صناع النجاحات، وهم يضعون أمامهم دومًا الوصول للأهداف، متسلحين بالمقومات المتاحة مهما تضاءلت أو قلت، لأنهم يعوضون ذلك بشحذ الهمم، وإظهار القدرات الكامنة التي وهبها الخالق (عز وجل) للإنسان، وما عليهم سوى إشعالها والتسلح بها.

لم يكن الكواسر المضريون في يومٍ من الأيام خانعين مستكينين، بل إنهم من اللحظة التي عرفوا فيها طريق الانتصارات ودروب الأهداف، لم يتراجعوا، ولم يتيحوا للخصوم فرصة خلخلة هيبتهم وحضورهم، حتى وقت الإخفاق حين يخونهم التوفيق، فإنهم لا يتنازلون بسهولة بل إن حضورهم يظل مشتعلًا لآخر اللحظات، ولهذا من الصعوبة أن يقال إنهم انهزموا في ذلك النزال أو فازوا، فهم منذ عرفتهم البطولات لم ترغب بسواهم، ولم تذق طعمها مثلما كانت تذوقه مع الكواسر الأبطال وعشاقهم، حيث يكون الطعم مختلفًا والفرح بألوان أخرى أكثر زهاء وزهوًا وجمالًا .

من الوقت الذي احتفلت فيه القديح ببطولتي الدوري والنخبة وحتى اللحظة؛ نلاحظ أن مقياس الفرح بالانتصارات لا يزال مرتفعًا، ولا تزال البيوت بأسرها تطلب مقابلة الكواسر ومكافأتهم، لدرجة طلب حجز موعد لذلك، والكواسر يلبون الدعوات بكل رحابة صدر، ولا يزال الكبار والصغار يطلبون التصوير مع الأبطال والدرع والكأس وكأنهم شركاء في تحقيق الانتصارات، وهم فعلًا كذلك، فالقديح أسرة واحدة وكيان واحد وفريق متلاحم واحد، وقد أثبتت التجربة أن القديحيين حين يلتفون حول بعضهم فإنهم يشكلون البنيان المرصوص الواحد الذي يضم العائلة والأخوة والتعاون والتلاحم والدعم، تاركين الاختلافات جانبًا مهما بلغ حجمها؛ لأنهم في وقت ما ولحظة بعينها يجب أن يكونوا في قارب واحد، وهذا ما كان حين جلب لهم الكواسر الأبطال أكاليل الفرح في أزهى الألوان وأجملها.


error: المحتوي محمي