أكدت الدكتورة هدى آل السيد أحمد إنه إلى جانب العلاج الذي يصفه الطبيب، على المريض أن يساهم بتقوية جهاز المناعة لديه حتى يدمر الخلايا السرطانية ويعيق تكاثرها، وهذا يحدث بعدة أساليب؛ منها تناول الفاكهة الغنية بمضادات الأكسدة على معدة فارغة، وهذه الفاكهة مثل القشطة (الجرافيولا)، والأناناس، والفراولة، والكيوي، وكذلك الخضار كالجزر والكرفس والبقدونس والصبار والزنجبيل، فهي تساهم في القضاء على الخلايا السرطانية تمامًا كما يعمل العلاج الكيماوي.
وأضافت أن الدراسات تشير إلى أن التقليل من السكر الاصطناعي يساهم بشكل فعال في موت هذه الخلايا الخبيثة عن طريق “تجويعها” بالصيام لمدة ٨ ساعات مرتين علي الأقل أسبوعيًا، كما أكدت بعض الدراسات في أمريكا، وواقع الأمر أن هذا هو ما سنه نبي الأمة (ص) من الحث على صيام الاثنين والخميس، فلنقف للحظة ونتأمل ونحمد الله على نعمة الإسلام.
وأشارت إلى أن العسل من نعم الله الكبيرة “فيه شفاء للناس”، وفاعليته مثبتة علميًا، لا سيما عند إضافته للقرفة، والأدلة البحثية تفيد بأن حبة البركة تقوي المناعة وتقاوم السرطان، ففي الحديث عن الرسول الأعظم (ص): “في الحبة السوداء شفاء من كل داء”.
هدى آل السيد أحمد، الدكتورة في الطب الجزئي (PhD in Molecular Medicine)، آمنت بأن الأمل شعاع يضيء في الظلمات، تنمو به شجرة الحياة ويمثل قوة دافعة للعمل والكفاح، شعرت بالمسؤولية تجاه مرضى السرطان ومعاناتهم، فكانت بذرة الطاقة المحركة لها للبحث في مجال الأورام السرطانية، وبذلت الجهود الممكنة لدعم مرضى السرطان.
عملت “آل السيد” كباحثة بـمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض بمجال سرطان الدم “اللوكيميا”، وقدمت رسالة الماجستير حول مرض سرطان الدم، كما قدمت بحث تخرجها لجامعة الخليج العربي بالبحرين حول سرطان الغدد الليمفاوية لإتمام متطلبات شهادة الدكتوراه، مركزة على تطوير طرق الكشف عن مرض السرطان وتطوير طرق علاج هذا المرض.
وكونها أخصائية مختبرات طبية في مجال الأورام والمناعة وبالتعاون مع زملائها الأطباء، ورغم التحديات، قدمت بحثًا حول مرض السرطان نشرته عدة مجالات طبية عالمية تهتم بنشر الأبحاث العلمية المتطورة ومنها: (Journal of Hematology Oncology Stem Cell Therapy) و(Journal of Cancer Prevention and Current Research).
تحدثت “آل السيد أحمد” لـ«القطيف اليوم» حول مرض السرطان، مؤكدة أن المرض أصبح مثل أي مرض آخر، لَم يعد الهلع منه مثلما كان قبل أكثر من عقدين من الزمان، على الرغم من أن الإحصائيات تشير إلى ارتفاع نسبة الإصابة بمختلف أنواعه عند جميع الفئات العمرية سنويًا على مستوى العالم بشكل عام، وعلى مستوى المملكة العربية السعودية ودول الخليج بشكل خاص.
لماذا القلق!!
بيَّنت “آل السيد أحمد” أن تطور العلم في المجال الطبي والتكنولوجيا والدراسات والأبحاث في بلادنا، فضلًا عن التعاون الدراسي والبحثي مع بقية الدول المتقدمة عالميًا، مكن الأطباء من السيطرة على مرض السرطان وانتشاره، فنحن نمتلك تقنيات عالية للكشف عن المرض، وكفاءات عالية من الأطباء المتخصصين السعوديين وغيرهم، ناهيك عن أفضل العلاجات التي تقدم مجانًا في المستشفيات الحكومية.
مسببات السرطان
وأوضحت أن مرض السرطان هو تحول الخلايا الطبيعية التي تتكاثر تحت سيطرة جهاز المناعة السليم في الجسم، إلى خلايا مجنونة ليس من السهل السيطرة على تكاثرها وسرعة نموها، ويحدث هذا عند اجتماع عدة مسببات ومؤثرات، منها الجينية والوراثية والبيئية والتعرض لمحفزات حدوث المرض كالإشعاعات والمواد الكيميائية، ومن نعم الله أنه لا يتوقف حدوث المرض عند التعرض مرة واحدة لهذه المسببات، بل يتطلب التعرض لها عدة مرات أو التعرض لجرعة عالية من المؤثرات ولفترة طويلة في بعض الأنواع.
ألم العلاج
ونوهت “آل السيد أحمد” بأن مريض السرطان يصارع ألمًا نفسيًا نتيجة صدمة تلقيه خبر الإصابة بالمرض، ويستمر في رحلة الألم النفسي والجسدي أثناء تلقيه العلاج، ويشعر المصابون بآلام شديدة في مراحل متقدمة من المرض، بالإضافة لعناء المخاوف من نسبة الشفاء أو حتى الاستجابة للعلاج، وقد تضاف إلى ما يعانيه نظرة الشفقة من قبل أفراد المجتمع.
ويمكن تخفيف ألم مرض السرطان بنجاح عن طريق مسكنات الآلام المناسبة لكل نوع من أنواعه.
الاطمئنان نصف الدواء
وذكرت أن مثل هؤلاء المرضى بحاجة إلى دعم نفسي بشكل أساسي، إذ أن اللعب على العامل النفسي ورفع المعنويات هو المسؤول الأول والأهم في علاج الأمراض المستعصية لا سيما السرطانات، ويجب التسليم بقضاء الله وشكره على النعمة لأن “من أحبه ربه ابتلاه”، فهو اختبار لصبر المريض والأهل على حدٍ سواء، وأنا من واقع خبرتي مع الكثير من المرضى أستطيع القول إن هؤلاء المرضى وأهاليهم هم أكثر الناس صبرًا وتحملًا، والصبر أولى خطوات الشفاء، فكل ما على مريض السرطان هو أن يحارب ويقاوم المرض بالإيمان والأخذ بالأسباب.
رحلة البحث
وأكملت حديثها قائلة إن البحث العلمي الطبي يجب أن يستمر من قبل الأطباء والباحثين المهتمين لتطوير أساليب العلاج الممكنة لمختلف أنواع السرطانات للاستجابة بشكل أفضل وللتقليل من الأعراض الجانبية غير المرغوبة، ليس ذلك فحسب، بل وأيضًا اللجوء للخيارات الطبيعية الموجودة في الطبيعة، مثل بعض المعادن كالذهب الذي تم اختباره حديثًا من قبل طبيب قطيفي نابغة وهو الدكتور سعيد الجارودي، كما أن هناك بعض النباتات التي تحوي مواد معادلة للعلاجات الكيماوية بدون أو بأقل الآثار الجانبية، وهي بحاجة للخضوع للبحث العلمي المحلي لإثبات فاعليتها.
وذكرت أن هناك مراكز أبحاث في بلدنا تدعم البحث العلمي المتقدم والعقول والمواهب الواعدة لتحقيق الاكتشافات في جميع المجالات، وهذه المراكز مدعومة من قبل الحكومة كجامعة الملك عبد الله للعلوم التقنية (KAUST)، ومركز الأبحاث بالرياض.
واختتمت “آل السيد أحمد” بقولها: “بالإيمان وزرع الأمل ومساندة مريض السرطان يمكن التغلب على هذا المرض الضعيف جدًا أمام قوة وعزيمة المريض، بين الألم والأمل يدًا بيد لندعم مرضى السرطان”.