“قبل أيام قليلة بدأت العمل في أحد أكبر مستشفيات المنطقة كطبيبة امتياز، منذ اليوم الأول بدا لي الأمر وكأني لست في منطقتنا.. أو لست في المملكة العربية السعودية أساسًا”.
رأيت وسمعت عن الكثير من حالات الأورام الخبيثة والحميدة التي تتردد على المشفى.
كنت أعلم سلفًا بزيادة انتشار المرض.. لكن الحقيقة أشد مرارة من الكلمات.
المؤلم في الموضوع أن الغالبية العظمى منهم من فئة الشباب.. صناع المستقبل وآباء الغد.
الأسباب كثيرة ملخصها “الإهمال”.. أصبح الشاب غير مبالٍ بصحته أبدًا، الكثير من العادات الغذائية السيئة، وعدم ممارسة الرياضة، والطامة العظمى التدخين.
أمسينا في عصر جاهلية وليس عصر العلم و التحضر.. فمن المفروض أن الفئة الشابة من البنات والأولاد على علم تام بمخاطر الدخان والشيشة إلا أنه ومع شديد الأسف هذه الظاهرة السامة في انتشار مجنون.
الكثير من حملات التوعية والكثير من المبالغ تصرف عليها بلا فائدة.. ذلك بسبب وجود العنصر الفاسد “رفيق السوء” ربما لا يجب وصفه برفيق السوء.. وربما كان على خلق عالٍ وقدر من الإيمان و الأدب، لكنه على قدر كبير من الجهل والضلال أيضًا.
إذا قيل لك إن التدخين يخلّصك من التوتر ويساعد على تحسين المزاج.. فعلًا فتأثيره كالمخدرات على الجسم بسبب الإدمان الدائم على النيكوتين.
القليل من التفكير والعزيمة ومقاطعة أصدقاء المرض كفيلة بتغيير حياتك للأفضل.. و لا تعتقد أبدًا أنك لا تستطيع تحمل أعراض انسحاب النيكوتين من الجسم، أيام قليلة فقط وتوجد أدوية مساعدة.
الإنسان قادر على ترويض الطبيعة وصنع اختراعات جديدة كل يوم.. بالتأكيد سيكون قادرًا على قطع علاقة سيئة.
قال تعالى: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾.
وقال رسولنا الأعظم: “لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ؛ عَن عُمُرِه فيما أفناهُ وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ”.
مالك الذي تنفقه على الدخان ستحاسب عليه، كذلك جسدك الذي أتعبته، فلا تُضحّي بصحة الدنيا وجَنة الآخره.