القطيف.. آل شيخ ناصر يرد على الشائعات حول التطعيم.. ويؤكد الإنفلونزا ليست مرضًا خفيفًا

نفى مدير الخدمات الوقائية بقطاع القطيف الدكتور هادي آل الشيخ ناصر، صحة ما يعتقده البعض بأن الأطفال يكتسبون المناعة الطبيعية بالإصابة بالمرض، وكونها أفضل من أخذ التطعيمات الوقائية، وذكر أنها ستكون أهون لو كنا نتكلم عن زكام أو كحة أو مرض هين، لكن حين يكون الحديث عن مرض كالحصبة واحتمالية وفاة طفل من كل 500 طفل، ففي تعريض الأطفال للمناعة الطبيعية خطر، وهو لا يقتصر على الوفاة فقط بل ربما يصيب البعض مشاكل بالدماغ، أو إصابة بالصمم وغيره.

وأوضح آل الشيخ ناصر أن تطعيمات الإنفلونزا فعالة لكن بعض الناس يشككون في فعاليتها بشكل كبير، فهي تختلف عن التطعيمات الأخرى لأنها كل سنة يظهر تغيير في سلالاتها، فحين توضع في التطعيمة أشهر ثلاث سلالات وفي بعض الأحيان تظهر سلالة رابعة لا تغطيها التطعيمة، يمكن أن تخفف من حدة الالتهاب لكن لا تمنع الإصابة، لأن الفيروس قام باستخراج نوع جديد وتعامل بذكاء لمقاومتها.

جاء ذلك في معرض الأسبوع العالمي للتحصين 2018 “محميون معًا”، الذي نظمته إدارة المراكز الصحية ممثلة بالإشراف الفني لبرنامج الطفولة والتطعيم، المقام في “سيتي مول” القطيف، وختم أمس، السبت 5 مايو 2018، حيث استمر التعريف بأركانه ثلاثة أيام.

أعظم إنجاز في تاريخ الطب

وقال آل الشيخ ناصر لـ «القطيف اليوم»: “إن التطعيمات تعد أعظم إنجاز في تاريخ الطب مقارنة بأي إنجاز آخر، فقد أنقذت أكبر عدد من الناس وحمتهم من الأمراض بتكلفة أقل من الإنجازات الأخرى التي تحتاج تكلفة، بالإضافة إلى أنها استطاعت أن تزيل بعض الأمراض مثل الحمى الشوكية، والسعال الديكي، وشلل الأطفال، والنكاف، والحصبة، والحزام الناري، والجدري المائي وغيرها، فكل هذه الأمور جعلت منا نحن الأطباء لا نرى هذه الأمراض وقللت نسبتها بشكل كبير جدًا”.

وأضاف أن اللقاحات بفكرتها البسيطة بأخذ الفيروس أو البكتيريا المسببة للمرض وإضعافها وحقنها بالجسم للتعرف عليه وتكوين الأجسام المضادة لمقاومته مستقبلًا، حمت ما يقارب مليوني ونصف المليون طفل حول العالم من الوفاة، وهذا أمر لم يحققه أي إنجاز آخر، فمثلًا آخر حالة لشلل الأطفال بالسعودية كانت في عام 1995 بسبب فعالية برنامج التطعيمات ضد شلل الأطفال .

أزالت مرضًا من على وجه الكرة الأرضية

وبيَّن آل الشيخ ناصر أن التطعيمات أزالت مرض الجدري من على وجه الكرة الأرضية، وهو يختلف عن الجدري المائي الذي تؤخذ تطعيماته للآن، فالجدري حين يتم البحث عنه بأي دولة لا نجده أبدًا، حيث تم الاحتفال باختفائه من الكرة الأرضية عام 1980، وآخر شخص تم تشخيصه بمرض الجدري كان بعام 1977.

التطعيمات لا تحمينا نحن فقط
وذكر أن التطعيمات لا تحمي من يأخذها فقط، بل تحمي حتى الأشخاص الذين لا يستطيعون أخذها، مثل الذين لديهم سرطان الدم (لوكيميا) أو الأمراض المناعية أو يعالجون بالعلاج الكيميائي للسرطان، أو أي علاج لخفض المناعة كالروماتيزم، حيث تكون مناعتهم ضعيفة في مقاومة الفيروسات والبكتيريا الممرضة، فكلما زادت كمية المطعمين تقل كمية الإصابة بالمرض حتى بوجود عدد غير مطعم إلا أن كثرة المطعمين تحميهم.

لماذا نتكلم عن التطعيمات؟

وأوضح آل الشيخ ناصر السبب وراء إقامة فعالية عن التطعيمات، وهو وجود فئة من الناس تشكك في التطعيمات، وتقول عنها غير ضرورية، وإنها مضرة وغير آمنة، بينما هذا الكلام غير صحيح، وهذا الشيء للأسف بات ينتشر حتى على مستوى أمريكا وأوروبا، حيث عاودت بعض الأمراض الانتشار فيهما بعد أن اختفت، مثل الحصبة الذي كان أحد المصابين به بسنة 2014 ذاهبًا إلى “ديزني”، وهذا المرض ينتقل بالجو، فانتشر لمجموعة من الأشخاص الذاهبين لـ”ديزني”، وحين بحثوا اكتشفوا أن السبب الرئيسي أن الناس بدأت بالتراجع عن أخذ التطعيمات ولم تطعم من المرض.

وأكمل بقوله: “رسائل التخويف من التطعيم وصلت إلينا بالقطيف، وهناك أناس فيه يتحدثون بنفس الكلام بالتخويف من التطعيم وبكونه مضرًا ويسبب التوحد وغيره، وكل هذا الكلام غير صحيح، لهذا قررنا التحدث مع المجتمع للتوعية وتوضيح أن هذا غير صحيح، وأن التطعيمات مهمة ولابد من الاستمرار في الحصول عليها”.

ردود على بعض الشبهات ضد التطعيم

وتابع آل شيخ ناصر عدة صفحات تحدثت ضد التطعيم بعض الشبهات وكتب الردود عليها، ومنها: الجهاز المناعي للطفل لا يتحمل كثرة التطعيمات بوقت واحد، يظن البعض أن كثرة التطعيمات وأخذها في وقت واحد أمر لا يتحمله الجهاز المناعي للأطفال، وهذا أمر نفاه آل الشيخ ناصر حين ذكر أن الجهاز المناعي يتعرض يوميًا للكثير من الجراثيم وكثير من البكتيريا والفيروسات من الأرض والأكل والجو، والجهاز المناعي لا يتأثر بهذا العدد من الجراثيم، والتطعيمات تشكل جزءًا بسيطًا، وليس صحيحًا أنها تضر بالأطفال لأنها بكتيريا وفيروسات مضعفة.

أعمار الأجداد أطول رغم عدم أخذ التطعيمات

وردًا على شبهة طول أعمار الأجداد وأفضلية صحتهم حتى بعدم أخذ اللقاحات والتطعيمات، ذكر أن هذا الكلام غير صحيح لأن معدلات أعمار الأجداد والسابقين كانت في الخمسينات والستينات، وكذلك الأطفال، فهناك من 3 إلى 12 طفلًا يتوفون بسبب عدم وجود تطعيمات وحماية لهم، واللقاحات سبب انتقالنا بين العصور.

التطعيمات تحتوي سمومًا خطيرة

وأوضح آل شيخ ناصر الإشكالية التي تقع فيها أذهان البعض حين ينظرون لتركيبة بعض التطعيمات واحتوائها على بعض المواد السامة كـ”الفورنالدهايد”، فوجود بعض المواد ليس معناه أنها سامة، لأن الجرعة هي التي تحدد كونها سامة أم لا، لأنه حتى المواد المسموحة التي يتناولها الناس بشكل طبيعي إذا تم أخذها بكمية أكبر من المسموح ستكون سامة ومميتة، بما فيها الماء أو السكر أو الملح.

وتابع: “كل شيء له جرعته، وحين نتكلم عن وجود الألومنيوم أو الزئبق مثلًا بالتطعيمات، فإن أخذ جرعة قليلة جدًا لن يؤثر، وحتى بعض الفواكه توجد في تركيبتها الطبيعية مواد سامة لكن بنسب ضئيلة لا تؤثر على من يتناولها، فمثلًا الكمثرى يوجد بها “فورمالدهايد”، وبالتالي فإن وجوده بالتطعيمة لا يعني أنه سيسبب مشاكل، والألومنيوم موجود بحليب الأم بنسبة أكبر من التطعيمة، فهل سيستغني الأطفال عن أخذ حليب الأم لوجود الألومنيوم فيه؟ وهو موجود بأمور كثيرة بالغذاء ونأخذه بشكل مستمر”.

تسميات مخيفة

وبيَّن آل شيخ ناصر أن بعض المسميات الغريبة وغير المعروفة تجعل الناس تخاف من تناولها، فمثلًا “داي هيدروجين موتو اكسايد” هو الاسم العلمي للماء، لكن لو تم عرض الاسم على أحدهم ليشرب هذا المكون لرفض ذلك لأن الاسم مخيف وغير معروف لديه.

اللقاحات فرصة لربح الأموال للشركات المنتجة
ونفى ما يتم تداوله حول أن اللقاحات فرصة للشركات لجني الأموال، وأكد أنه لو قورن ما تجنيه هذه الشركات بشركات الدواء فستكون الأقل دخلًا بينها، لأن بعض الأدوية تُستهلك يوميًا لكن التطعيمة واللقاح مرة واحدة، فالأرباح تكون من نصيب شركات الأدوية أكبر، ومثلًا لقاح الإنفلونزا يكلف 32 دولارًا فقط، بينما يكلف دواؤه 146 دولارًا، لهذا كانت الوقاية خير من العلاج.

الإنفلونزا مرض خفيف لا يحتاج للقاح!!

وأوضح آل شيخ ناصر أن هناك خلطًا وعدم تفريق بين نزلات البرد والزكام وبين الإنفلونزا، ولعدم وجود إحصائيات قوية تقدر عدد الإصابات بالإنفلونزا التي تسبب الوفاة، إلا أنه قال: “أستطيع القول إن لدينا حالات وفاة تحدث بالقطيف نتيجة الإنفلونزا”.

وأضاف أن نزلات البرد تكون لفيروسات مختلفة خفيفة تقدر بـ250 فيروسًا مختلفًا، لكن الإنفلونزا تكون أشد منها، فبسببها قد لا يستطيع الشخص المصاب الذهاب للعمل وتنتابه حالات من الإسهال والقيء وارتفاع الحرارة وصداع شديد، ولقاح الإنفلونزا يقي من الإنفلونزا التي يموت بسببها الآلاف من الناس في أمريكا، ونوه بقوله: “أنا شخصيًا آخذ تطعيمة الإنفلونزا كل سنة، وذلك منذ تسع سنوات”.

إنفلونزا الخنازير والخوف منها

وتحدث عن سبب خوف المختصين بالصحة حين انتشرت منذ بضع سنين حالات من الإصابة بإنفلونزا الخنازير، لأنها كانت تشبه إنفلونزا الخنازير التي حدثت عام 1918 وتوفي بسببها 50-100 مليون شخص، خاصة بوجود حالات وفاة بالقطيف والدمام، فكان الخوف من الإقبال على نوع مثل السابق، وبعض الناس أقبل على التطعيمات والبعض الآخر وصلته الشائعات ورفض التطعيم، ولكن الحمد لله أنه لم ينتشر بشكل كبير، ومن أخذ التطعيم حماه من المرض والذي لم يأخذه لم تتم حمايته.

ارتباط الإصابة بالتوحد بأخذ التطعيمات مجرد شائعة

واستعرض الدكتور آل شيخ ناصر بالنهاية، مقطع فيديو من إعداده لنفي ما يتم تداوله بأن التطعيمات، وخاصة التطعيم الثلاثي الفيروسي MMR والذي يقي من الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية، ليس لها علاقة وارتباط بالإصابة بالتوحد كما أشيع في دراسة أندرو ويكفيلد التي أجراها على 12 طفلًا فقط، بينما أثبتت دراسات أخرى شملت مليونًا و300 ألف طفل عدم وجود رابط بين اللقاح والتوحد.

وقال: “بسبب الطبيب أندرو ويكفيلد المسحوبة منه مهنته بسبب هذه الدراسة والتي عمل على نشرها لأغراض مادية وكذب فيها، مازلنا نحن نعاني من المشكلة التي سببها بإخافة الناس من التطعيم”، واستشهد بقول الدكتور پول أوفيت: “من السهل تخويف الناس ولكن من الصعب إزالة مخاوفهم”.

وختم بقوله: “إن التطعيمات مثل حزام الأمان في السيارة، فلو تعرضت لحادث سير أو لم تتعرض فالحزام لن يضر بل سينفع، وهدفنا الطبي أن لا نسبب ضررًا بالمقام الأول، ولو كانت التطعيمات ضارة فلن تقبل بها وزارة الصحة ولن تقبل بها المؤسسات العالمية وسيتم سحبها قبل وقوع الضرر”.

 

 

فيديو يوضح عدم صحة ارتباط التطعيمات بالإصابة بالتوحد:


error: المحتوي محمي