أشاد سماحة الشيخ محمد العبيدان بسلسلة الأطروحات والقراءات النقدية، التي قدمها عدد من المهتمين على مدى عدة ليالٍ حول محاضراته التي اعتلى فيها المنبر خلال شهر محرم الحرام لعام 1439هـ، مشددًا على أهمية استمرار عملية التقييم والتقويم والنقد البنّاء، من أجل الوصول إلى منبر حسيني نخبوي وريادي.
جاء ذلك خلال مشاركته في حفل تكريم المشاركين في تقديم الحلقات النقدية لمحاضراته، مساء أمس الأول، والذي بدأ بآيات من الذكر الحكيم للقارئ عثمان سويد، ثم كلمة لمنسق البرنامج السيد شبر الشاخوري، أعقبتها أبيات شعرية ألقاها سعيد عويشر، وعرض بعض الصور ومقاطع الفيديو لفعاليات البرنامج النقدي.
وأكد الشيخ العبيدان خلال الكلمة التي ألقاها في الحفل أن جميع العقلاء قاطبة وعلى اختلاف مشاربهم الدينية والعقدية والإنسانية يتفقون على أهمية النقد ويتسالمون جميعًا على أنه من الضروريات التي لا غنى للإنسان والمجتمع الهادف عن وجوده بينها.
وأوضح أن المجتمعات الفعالة والمتطورة والتي تتبنى الحضارات تسعى لأن تكون مجتمعات نقّادة وتسعى من خلال تلك الانتقادات والنقود التي تطرحها إلى الرقي قدر المستطاع بما عندها من أمور وأعمال.
وتساءل سماحته عن المانع من وجود عنصر النقد في المجتمع الإسلامي، وعن افتقار المنابر الدينية والحسينية لعملية النقد وغياب النقد للمنبريين وللمنبر.
وعرض سماحته نظريتين لعلماء الاجتماع في النقد؛ النظرية الأولى والتي يعبر عنها بالإرشاد وتقديم البديل، والثانية وهي نظرية التخصص في الانتقاد، وقد أسهب في شرحهما.
وتوقف سماحته عند بعض التساؤلات الأخرى وبينها؛ عدم وجود نقّاد في وسطنا الاجتماعي، مبينًا أن ذلك ناتجٌ عن عدة أسباب: الأول الظن بدوافع الناقد، والثاني إهانة المنتقد وافتقاد ثقافة الاحتواء، والسبب الثالث نقد النقد، مبينًا أنه يجب ترك مساحة للناقد ليتحرك فيها.
وتحدث عن بعض أساليب النقد الموجودة في المجتمع وبينها: اللغة غير المهذبة التي يستعملها بعض النقاد، ويحاولون فيها إهانة وتسطيح واستنقاص المنتقد وهذا أمر لا يليق، والتعميم، والاستهداف الشخصي من قبل بعض النقاد، وعدم تحديد مستوى النقد.
ووجه سماحته بعد ذلك شكره لمن تصدّى في تقديم حلقات لقراءات نقدية لمجالسه خلال موسم شهر محرم الحرام، واصفًا هذا العمل بالمشروع الجميل.
وأكد أن هؤلاء المهتمين وعلى رأسهم السيد شبر الشاخوري والحاج رضا الجزير والمهندس أحمد الجارودي، والثلة التي معهم، قدموا عرضًا نقديًا لمجالسه، بصورة رائعة خلال السنوات الماضية، وتطور المشروع عامًا بعد عام، واصفًا ما قاموا به بالعمل الريادي والمميز.
ودعا سماحته أرباب المنبر والخطباء وطلبة العلوم أن ينطووا على مجموعة يحاولون معها أن تقوم بعملية التقويم والتقييم والنقد للتعرف على مكامن الخلل والاشتباه والاستفادة من ذلك.
وأشار إلى أنه استفاد مما طرحه القائمون على هذا المشروع، وانعكس ذلك إيجابيًا على تطور عرضه المنبري، وتمكن من مراعاة عدة أمور، لفتوا انتباهه إليها بينها؛ عرض الآيات وعرض المعلومات المعرفية وبيان المصادر ودقة التبويب وحسن الترتيب.
وعدد سماحته على الحضور ما أخذ عليه القائمون على البرنامج النقدي من ملاحظات، وكيف استفاد منها كثيرًا في مجالسه.
وتمنى أن تكون هذه الجلسات النقدية لمنبره شاملة لمنبر الجمعة من كل أسبوع لمنفعتها الكبيرة وألا تقتصر على شهر محرم، وأن تنتشر في أوساط الخطباء، داعياً رابطة المنبر الحسيني إلى تقديم الدعم لمثل هذه الأطروحات وتشجيعها وحث المجتمع عليها.
واختتم الحفل بتكريم المشاركين في الحلقات النقدية بالبرنامج، وهم: صادق الأصيل، وعلي السويعي، والسيد عبدالودود الزيداني، والشيخ محمد العمير، والسيد جاسم الشاخوري، والخطيب عيسى بدن، وعبدالله آل خلف، وحسن عبيدان، ومصطفى مهدي آل غزوي، والشيخ عبدالله الحلال، ومحمد الجارودي، وعلي المادح، ومهدي السباع، ورضا الجزير.
صور: