ناقش مدير مكتب التعليم بالقطيف عبد الكريم العليط، أبعاد واتجاهات التحول في مجال التعليم والإنجازات التعليمية في محافظة القطيف، وذلك ضمن المحاضرة التي ألقاها في منتدى الثلاثاء الثقافي مساء الثلاثاء 8 شعبان 1439هـ الموافق 24 أبريل 2018م، وحضرها نخبة من مسئولي ورجالات التعليم في المنطقة، وجمع من الحضور، وأدارها رئيس اللجنة المنظمة للمنتدى زكي البحارنة.
وتم عرض فيلم “فسحة أمل” للمخرج علي المشيقري، والذي تدور أحداثه حول اهتمامات الشباب والعوائق التي تقف أمامهم للاهتمام بدراستهم، كما أخذت الفنانة زهرة المتروك الشخصيات الحاضرة في جولة لمعرضها الفني الذي أقامته في المنتدى للأسبوع الثاني على التوالي، وتحدثت عن أنماط تجربتها في الفن التشكيلي طوال هذه السنوات، كما تم تكريم الدكتورة نورة آل إسماعيل لتميزها العلمي والأكاديمي وحصولها على عدة جوائز في البحوث الطبية، وتحدثت عن مسيرتها العلمية ومجال أبحاثها في علاج أمراض سرطان الثدي والتجارب العلمية التي قامت بها في هذا المجال.
وقدم مدير الندوة اللقاء بكلمة أشار فيها إلى اهتمام المنتدى باستضافة مسئولي القطاعات الرسمية للتفاعل والشراكة مع المجتمع، مؤكدا أهمية التعليم ودوره الأساسي، وأهمية الالتفات للإنجازات العلمية التي يحققها الطلبة في مجالات مختلفة، وعرَّف بالمحاضر عبد الكريم العليط بأنه من خريجي كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود، وحصل على درجة الماجستير في القانون من جامعة دار العلوم بالرياض، وتنقل في سلك التعليم منذ عام 1410هـ كمعلم إلى أن عيّن مديرًا لمكتب التعليم بالقطيف عام 1428هـ، وله كتاب تحت الطبع بعنوان “حياد المحكّم واستقلاله في نظام التحكيم السعودي”، كما أنه عضو في العديد من اللجان والجمعيات المتخصصة.
وبدأ “العليط” حديثه باستعراض موجز لمسيرة وتطور التعليم في المملكة والخطط والبرامج التي استند إليها في ذلك، مشيرا إلى جوانب التميز فيه كالقضاء على الأمية والاهتمام بتعليم الكبار، ودمج إدارتي تعليم البنين والبنات، وتشكيل وزارة موحدة تجمع بين التعليم العام والتعليم العالي، وإدخال برامج تعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة وصعوبات التعلم، وكذلك رعاية الموهوبين من الطلاب والطالبات. كما نوّه في كلمته بالدور التفاعلي الذي تعنى به الوزارة في التواصل مع مختلف القطاعات الاجتماعية وتفعيل الشراكة المجتمعية عبر وسائل وسبل مختلفة، جعلت من القطاع الخاص وشرائح المجتمع شركاء في برامج التعليم وأنشطته.
واستعرض بعد ذلك بعض الإحصاءات عن التعليم في محافظة القطيف، فأوضح أن عدد المدارس في المحافظة يبلغ 306 مدرسة يدرس فيها 100.608 طالب وطالبة يعلمهم 8264 معلمًا ومعلمة تحت إشراف 133 مشرفًا ومشرفة. وانتقل المحاضر للحديث حول أهداف رؤية 2030 كمنطلق لتطوير مسيرة التعليم، مشيرًا إلى أن التعليم يعتبر المحور الأساس في برامج التنمية المستدامة والبحث والتطوير والابتكار، وبناء الموارد البشرية المؤهلة وغيرها من العناصر المهمة في بناء المجتمع وتنميته، كما استعرض الأهداف العامة للتعليم 2020 والتي ضمنّها تطوير المناهج وأساليب التعليم، وتحسين استقطاب المعلمين وتطوير مهاراتهم، وضمان التعليم الجيد، وتحسين البيئة التعليمية، وتعزيز القيم والمهارات للطلبة، ومشاركة القطاع الأهلي في التعليم.
واتجه الحديث بعد ذلك حول الرؤية المستقبلية للمتعلم (الطالب) والمواصفات المطلوب الحصول عليها من مهارات وقدرات وتأهيل مناسب، كالتمسك بالقيم وإنتاج المعرفة وإيجابية التعامل مع الحياة وتكامل الشخصية، كما حدد المواصفات المطلوبة للمدرسة، وذلك بتوفير تعليم عالي الجودة، وأن تكون جاذبة ومعززة للتعليم والإبداع والموهبة، وذات مسئولية مجتمعية، كما استعرض أيضًا الرؤية المستقبلية لمكتب التعليم في المحافظة كي يتمكن من تحقيق الأهداف التعليمية التي يخطط لها.
وانتقل المحاضر بعد ذلك للحديث حول الإنجازات التعليمية في المحافظة، مشيرا إلى أنه تم تحقيق 17 إنجازًا تعليميًا وابتكارًا علميًا على المستوى العالمي في الحساب الذهني وأولمبياد العلوم الدولي ومسابقة “إنتل”، كما حقق الطلاب ومنسوبو مكتب التعليم 46 إنجازًا نوعيًا على مستوى المملكة، كالمركز الأول في فئة الإدارة والمدرسة المتميزة، ومسابقة “موهوب” في العلوم الطبيعية واختبارات القدرات العامة والتحصيل، وجوائز التفوق الدراسي، والأولمبياد الوطني للإبداع العلمي، أما على مستوى المنطقة الشرقية، فقد تم تحقيق 78 إنجازًا تعليميًا منها نسبة أعداد الطلبة الموهوبين، ونسبة 52% من سفيرات التفوق على مستوى المنطقة، ومسابقة أفضل الممارسات في جودة التعليم، والمركز الأول في مسابقة اللقاءات التربوية، وتفعيل ساعة البرمجة.
وتناول “العليط” في ختام حديثه آفاق وتحديات تطوير التعليم، مشيرًا إلى أن من بينها تحسين البيئة المدرسية لتكون أكثر ملاءمة لممارسة التعليم من خلال تقليص المباني المستأجرة وتطوير المباني الحكومية ودعم مبادرات المدارس للشراكة المجتمعية، وتبني ودعم الممارسات والمبادرات الناجحة والعمل على إبراز ها، مثل مبادرة الحاج المطرود لتكريم المعلمين المتميزين، ودعم مهارات التفكير لدى الطلاب والطالبات، ودعم مكانة المعلم وإبراز دوره، ودعم وتمكين القيادات التربوية إداريًا وفنيًا، والتوسع في بناء الجسور مع المجتمع والتكامل مع مؤسساته عبر الشراكات مع القطاع الخاص.
وبدأت مداخلات الحضور بكلمة زكي الزاير للتعريف بكتابه “طرق متعددة في حل المسائل الرياضية”، ويهدف للتفكير بالمسائل الرياضية بطرق إبداعية، كما تم تكريم منصور آل كبيش الذي عمل لسنوات طويلة متطوعًا في قطاعات التعليم المختلفة، وتحدث فتحي البنعلي شاكرًا المحاضر ومكتب التعليم على حسن جهودهم، ومثله أكد ذلك جمال الحمود الذي رأى في عمل المكتب أنموذجًا يحتذى به.
وأشارت صفية العبيدان إلى إنجازات النشاطات الطلابية النسائية في المحافظة، خاصة في مجال تدريب الطالبات والبحوث العلمية، أما أمين الصفار فقد طالب بتوضيح حدود مسئولية المشرفين التربويين، وعلّق على قلة عدد فصول طلاب حالات التوحد ومشكلة الدمج، وكذلك على مدى رضا وسعادة المدرّس في مدرسته بحيث يكون أكثر قدرة على العطاء، كما أشار إلى آلية تعيين مديرات المدارس في المحافظة، وضرورة الاهتمام بموضوع صيانة المدارس.
وتناول إبراهيم الإبراهيم أهمية وجود القيادة الفاعلة والمتمكنة في مكتب التعليم التي أنتجت كل هذه النتائج المبهرة، مشيرًا إلى أهمية التعاون مع رجال الأعمال ودعمهم لمشاريع وبرامج التعليم، خاصة في مجالات التدريب، فيما أشارت سلوى السيف إلى بعض الإشكالات الناتجة من برامج دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في الفصول، حيث ينبغي مراعاة الحالات التي تتطلب تأهيلًا مناسبًا، وتحدث عبد الله الجصاص، المشرف على التربية الخاصة بالمكتب، عن جهود المكتب في التعامل مع حالات التوحد وأوضاع ذوي الاحتياجات الخاصة، مشيرًا إلى الحاجة إلى تنمية الثقافة الاجتماعية في هذا المجال.
وتساءل الدكتور سعيد القرني عن برامج التهيئة التي ينبغي أن تقدمها المدارس بحيث تختصر على الطالب السنة التحضيرية عند التحاقه بالجامعة، وشكر محمد جعفر المسكين مسئولي التعليم، مشيرًا إلى الانتقال الحاصل في العالم من الموارد الطبيعية إلى الموارد البشرية وأهميته في الانعكاس على التعليم، وطرح صالح العمير مشكلة المدارس المستأجرة ووجود معلمين في مناطق أخرى بعيدة، ووضع رياض الأطفال التي ينبغي معالجتها، بينما تحدث منصور آل جواد عن إنجازات تعليمية إضافية، منها اختبارات التسريع والاختبارات الدولية وتحليل المحتوى، ووجه جعفر الشايب، راعي المنتدى، في كلمته الشكر والتقدير لرجالات التعليم وأهمية الانفتاح والتواصل بين المسئولين في مختلف القطاعات والمواطنين لتحقيق الفائدة، مشيرًا إلى كون التعليم ركيزة أساسية في عملية التحول التي تمر بها بلادنا في هذه المرحلة، وموضحًا أن المنتدى يقوم أسبوعيًا بتكريم المنجزين من أبناء وبنات المحافظة، وأكد محمد الدعلوج أهمية دور الأهالي ورجال الأعمال في دعم الإنجازات التعليمية.