القطيف وَلّادة المبدعين ..

القطيف واحة العلم والحب والجمال والأخلاق الفاضلة على ضفاف الخليج العربي .. مدينة عريقة تجذرت في التاريخ بحضارتها المميزة وعطاءاتها اللامحدودة .. لها صولات وجولات في التاريخ القديم والمعاصر يدوي بها الزمن . لا نحتاج لأدنى برهان لإثبات ذلك فالشمس لا تغطى بغربال …

لست مبالغا حين أقول أن المواهب والملكات التي حملتها الأجيال المختلفة في القطيف يندر وجودها في المجتمعات الأخرى . وما تسميتها بالنجف الصغرى قديما إلا برهان موضوعي على ذلك ولن نستشهد بشخصيات علمية أو أدبية أو قيادية شامخة لكثرتها ولكن يكفينا شرفا وعزا الراحل الكبير الإمام أبو الحسن الخنيزي رحمه الله .

تكاد لا تخلو قرية من قرى القطيف من وجود هذه العقليات الفذة التي تسابق عنان السماء علوا وشموخا ..

كما وأن هناك الكثير الكثير من المبدعين الذين لم تتوفر لهم الحواضن الحقيقية التي تنمي مواهبهم وتطور قدراتهم قديما أو حديثا ليصحبوا أعاجيب عصرهم . ولو وجدت لهم
الحواضن لارتقوا بالقطيف إلى مستوى العالمية …

وكنتيجة طبيعية لتعاقب الحضارات العريقة والأصيلة واصلت القطيف ولادة المبدعين من الجنسين – ذكورا وأناثا – في مختلف الأعمار وفي مختلف المجالات .. بل تجاوزت حد المبدعين إلى مرحلة الموهوبين والعباقرة ..

وما تحقيقها لمركز البطل أو المركز الأول في عدة مستويات لمسابقة الخوارزمي لعام ٢٠١٨ م في مدينة الرياض إلا غيض من فيض هذه العقول النادرة .. تحسب نفسك قديسا وأنت تجلس في رحاب هذه الملائكة .. كفاءات يدوي بها الزمن وملكات يتغني بها الدهر.

لو تركنا للكلمات حرية التعبير لعزفت أنشودة الإبداع القطيفي في السماء والأرض.

مدينة تنثر الإبداع والموهبة كما ينثر البحر اللآلئ .. تحمل موهوبين ومبدعين يستحقون بجدارة أن يخلدهم الدهر كما خلد النوابغ في الحضارات المغايرة.

وما حققه براعم الطفولة السعيدة بروضة جمعية مضر الخيرية في مسابقة الخوارزمي لعام ٢٠١٨ م إلا إشارة من أولادنا لآبائهم بأن ينظروا إليهم بعين الواجب والإنصاف . فهل نؤدي حق الرسالة أم نبقى منتظرين ؟! …

وما مدينة الأطباء ( العوامية ) إلا نموذج آخر يفيض ألقاً وإشعاعا يشرق به الكون .. أينما حللت في ربوع وطننا الغالي وبأي مستشفى كنت وجدت قامة علمية عظمى من هذه البلدة.

وشواهد التاريخ كثيرة في جميع مناطق القطيف وما أوردناه مثال من ألف مثال .
وعليه ؛ متى نرى القطيف تتبنى مشروعها التاريخي الأول بإنشاء مؤسسة رعاية الموهوبين تحت ظلال رسمية وبآليات مدروسة ومخططة ؟! .


error: المحتوي محمي