البيئة عبارة عن الوسط الذي نعيش فيه ويساعدنا على البقاء والاستمرار …..كل مكونات الوسط الذي يتفاعل معه الانسان مؤثرا ومتأثرا ويمكن توصيفها كذلك بأنها الإطار الذي يعيش فيه الانسان ويحصل منه على مقومات الحياة من غذاء ، ماء، مأوى وممارسة علاقته بأبناء جنسه.
من اساسيات البيئة وجود مجموعة من العوامل الطبيعية والبيولوجية والعوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية متجاورة في اتزان. من هنا تأتي أهمية الحفاظ على البيئة وضمان عدم اختلال التوازن الطبيعي لها. ولكن ظهور ملوثات عديدة كالهواء، النفايات، المياه، التربة، السمعية والبصرية ساهم في وجود فجوة في تفاعلات عناصر البيئة مما تسبب في اختلال التوازن البيئي نتج عنه نتائج سلبية كثيرة وأضرار واضطرابات بشكل عام.
للملوثات أنواع عديدة تذكر منها دخيلة ، منها مواد طبيعية ولكن تتجاوز المستويات المقبولة ( مواد كيمائية، التلوث بأشكال الطاقة المختلفة كالتلوث الضوضائي والتلوث الحراري ). لوحظ في السنوات الاخيرة ومع الطفرات الاقتصادية المتعاقبة والتغييرات الاجتماعية المتتالية بروز نوع من انواع التلوث وظهوره على السطح بشكل جلي خاصة عند أطراف المدن وداخلها الا وهو التلوث البصري. فماهو التلوث البصري ؟
المقصود بالتلوث البصري اي تشويه للمظهر العام للشوارع ، الحدائق تشمئز منه وتنفر منه العين ومؤذ لها.هي كذلك عناصر غير جذابة يتمنع الشخص من النظر لها من أمثلته لوحات سيئة، قمامة، مباني، جدران ، عمارة غير منتظمة، إعلانات عشوائية . أية إضافات تتنافر مع البيئة الطبيعية أو القيم الدينية او الحضارية او الجمالية او المعمارية تدخل ضمن الملوثات البصرية . ومع توسع المدن وامتداد العمران ظهر لنا العديد من عناصر الملوثات البصرية نذكر منها :
١-الفوضى العمرانية : واجهات المباني ، الارتفاعات ، اضافة مساحات.
٢-تعديات مزمنة: مقالب القمامة، أكشاك ، تعديات المحال التجارية و والمساكن على الارصفة.
٣-التشكيلات الفراغية: انعدام التصميم والتنسيق في البناء والشوارع والمدينة.
٤- تعديات خرسانية : كباري علوية.
٥: سلوكيات الانسان: التعايش مع التلوث البصري والتعود عليه حتى يصبح واقعه ويألفه ، يسلب ارداته ويهدد أمنه وسلامته الصحية والنفسية واستقراره مع غياب تام لعوامل الراحة.
٦- الرقعة الزراعية : المساهمة في تقليل المسطحات الخضراء وزيادة رقعة التصحر.
ساهم الانسان بشكل كبير في ازدياد الملوثات البصرية وبدوافع عديد منها اقتصادي ، اجتماعي وعمراني. لكن كيف نحد من الملوثات البصرية ونقلل المساحات الملوثة نذكر بعض العوامل التي من الممكن ان تساعد في المحافظة على ماتبقى من بيئة وصيانتها بصريا:
١-مراقبة الانسان لنفسه من منظار ان البيئة ملك عام وليس خاص. التثقف والاطلاع ومعرفة الاثار السلبية هو اول الطريق.
٢-تشديد الرقابة من قبل البلديات.
٣-رفع مستوى الفنيين ثقافيا وبيئيا.
٤-الزام مقاولي البناء بخطة للمحافظة على النسق العمراني.
٥-وضع قوانين حازمة ورادعة لكل من لايحترم غيره في العيش النظيف والأمن.
٦-الحد من التصرفات الفردية والأنانية والتصرف بناء على مصلحة المجتمعات.
٧-تنظيم الأحياء العشوائية وتوفير بيئة سكنية متناسقة بيئيا.
٨-زيادة المسطحات الخضراء من حدائق ومزارع.
٩-المحافظة على البيئة البحرية لما لها من جمالية ودور في التوازن البصري.
فلنحافظ على بيئتنا فهي ليست ملكا لنا إنما هي أمانة للاجيال المتعاقبة. لنعيش في أمن وسلام ووئام اجتماعي من خلال مايجمعنا من احترام للبيئة وقانون المحافظة عليها. هي أعطتك فلا تبخل عليها بالمحافظة وتنمية اسباب استدامتها.