شهدت مقابر المدن والبلدات في محافظة القطيف عصر اليوم الجمعة 6 رجب 1439هـ، زيارة جماعية إلى الراحلين من الأموات، امتداد لبرهم وعرفانًا بالفضل الذي قدم منهم، حيث تضمنت الزيارات تلاوةً القرآن الكريم والذكر بالأدعية وكلمات إرشادية من الخطباء والمشايخ، وعددٍ كبيرٍ من الأهالي.
جاء ذلك مع انطلاق النسخة الخامسة لفريق بر الوالدين، والذي يأتي تزامنًا كل عام مع عيد الأم، ليقدم ما حث عليه الدين والحث على بر الوالدين بصورة موحدة، مع توزيع الكتيبات التعريفية للفريق والإرشادية لبر الوالدين.
ونظم الفريق برنامجًا خاصًا، بحضور رئيس الفريق عبدالأمير السني وعدد من الأعضاء، إذ استهل بتلاوة مباركة من القارئ عاطف آل شلي، ثم عرف عضو فريق بر الوالدين عبدالرؤوف أبو زيد بالرسالة التي يسعى لها الفريق والأهداف التي يعمل بها.
من جانبه اعتبر الملا محمد أبو زيد في كلمته زيارة الوالدين بعد رحيلهم توجيهاً إلهياً، مبينًا القواسم المشتركة بين عبادة الله وبر الوالدين، والذي يكشفها هذا الالتقاء بين الأبناء والآباء الراحلين، وبربهم لهم، ونجد ذلك أحد المطالب المنصوص عليها في كتاب الله والأحاديث المروية عن النبي (ص) وأهل البيت (ع)، مستشهدًا بالأدلة التي تحث على هذه الزيارة وتعتبر امتداداً لحياتهم والاعتراف بفضلهم من آباء وأمهات وأحبة.
واعتبر هذه الزيارة تذكيراً باليوم الآخر، كما أنها تذكر لهم بعد موتهم، وتدارك النقص وجبر التقصير الذي في حياتهم، ولا يكتمل إلا ببرهم، مشيرًا إلى أن هذه المبادرة التي تتزامن مع عيد الأم رأى الفريق أن تكون يوماً للبر بالوالدين وزيارتهم يقدم لهم الدعاء وطلب الغفران من الله تعالى وهذا أقل القليل، بعدها ختم بإلقاء قصيدة ناعية للراحلين.
من جانب آخر نظم الفريق بقيادة العضو نعيم المكحل برنامجًا خاصًا في مقبرة سيهات، قدم فقراته الشبل محمد زكي حمود، وبدأ بقراءة من القرآن الكريم شنفها القارئ نصر الله الراشد.
وركز فضيلة الشيخ حسين آل عباس في كلمته على بر الوالدين والأثر الذي يتركه من التوفيق في الدنيا والفوز بالجنة في الآخرة، كما قدم الحاج عيسى المكحل كلمة شكر إلى فريق بر الوالدين، ودعوتهم لإحياء هذه الفعالية السنوية التي تحمل جميل الصفات.
وختم بقراءة دعاء بر الوالدين للإمام زين العابدين، من القارئ محمد المشامع، بالإضافة إلى دعاء زيارة القبور.
على ضوء ذلك أوضح رئيس فريق بر الوالدين عبدالأمير السني أن تنفيذ برنامج بر الوالدين في نسخته الخامسة على التوالي، جاء ليجسد رسوخ هذه القيمة الإنسانية في نفوس المجتمع، ويؤكد أننا في مجتمع حريص على الالتزام بمثله العليا وتطبيقها، مثمنًا دور كافة الأسر لاحتفائها بالوالدين في البيوت، ضمن برنامج أسري يترجم أسمى معاني البر والحب للوالدين معاً.
وأضاف:” إن التواصل مع من رحلوا في مضاجعهم له جانبٌ آخر من عنوان الوفاء لهم، وذكرهم بتلاوة القرآن والدعاء لهم، والتصدق نيابةً عنهم أو المشاركة في الأعمال الخيرية”.