الإنسان مهما بلغ من العمر وتزوج وأنجب أبناء وكبرت عائلته، الا أنه يظل في عينيَّ والديه صغيراً ويحتاج الى الإرشاد والتوجيه والرقابة ….
وهذا يدل على الرحمة الآلهية التي غرسها الله في قلب الوالدين لفطرتها السماوية …..
لذا نجد الرزق والتوفيق والمحبة والإبداع والنجاح كله يتعلق بدعوة واحدة من كفِ والدينا تخرق حجب السماء وَتُنَزل ملائكة الرحمن و تبتهج أزهار الكون من أجلنا ….
طاعتهم غناء وبرهم راحة وصلتهم واجب …
كما ذكر في محكم كتابه آيات كثير في بر الوالدين ومنزلتهما ؛؛؛؛
قوله تعالى { ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا } …….
وقوله تعالى { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا } …
وقوله تعالى { ربي اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا } ….
وغيرها من الأيات الكثيرة التي تدل على عظمة مكانة الوالدين عند الله وآلية التعامل معهما حتى وإن حثيا الإبن على المعصية ، يجب أن لا تكون ردة الفعل سلبية إتجاههما بل تقل لهما قولاً معروفا ، ولا تطعهما في هذا الأمر كما ذكر في محكم كتابه الكريم { وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما إليَّ مرجعكم فأنبئكم بما كُنتُم تعملون } ….
رغم هذه الأيات الكريمة التي تحث الإنسان على التمسك بوالديه وبرهمها و طاعتهما الا أن هناك بعض البشر وكأنه يتعامل مع غرباء لم يتذكر يوماً من الأيام أن هناك إمرأة حملته تسعة أشهر ، أكل من لحمها وكبر من عظمها وخرج من بطنها ، ناهيك عن الرعاية التي قدمتها خلال فترة عمره الى أن وصل الا ما وصل عليه وفِي النهاية يقدم أقل القليل لها ولأباه ويمكن أيضا يكون عاقاً لهما ….
الحياة أصبحت قاسية بقلوب البعض وأصبحت بقلوب البعض جميلة ومشرقة ومزدهرة وها هنا من الأبناء الذين يبرون والديهم بكل أريحية وراحة ومتعة ومحبة ووفاء واخلاص وتضحية ويسهرون الليل من أجلهم ويتحملون الصعاب لأجل رضاهم ويضعون كل ألم منهما في خزانة قلوبهم كي يرسموا كل ما هو جميل على شفاتهما اللتين أنهكهما التعب وجف لونهما من قساوة الألم الذي في الأصل هو سعادتنا ….
•ربي وهذا يوم الجمعة يومك اغفر لهما وارحمهما وأطل في عمرهما وإجعل الجنة مسكنهما يا رب العالمين ….