مواقف محرجة للأسماء المزدوجة.. أنت ولد لو بنت!!

مواقف محرجة تلك التي يقع فيها أصحاب الأسماء المزدوجة، ولم تسعفهم العربية وهي أم اللغات في تحديد مصيرهم، وإنقاذهم من مواقف بات الاعتياد عليها أسهل من مواجهتها بالرفض والشرح.

ورغم أنها أسماء توقع حامليها في دائرة الإحراج مع المجتمع بسبب جهلهم بجنس حامل الاسم، حيث أنها تتناسب مع الإناث والذكور، إلا أنها أسماء محببة، وهناك الكثير ممن يرغبون في تسميتها، لما فيها من جماليات وتميز وجاذبية في معانيها، لا تمتلكها الأسماء المتداولة لدى المجتمع.

ويتعلق سبب التسمية المزدوجة غالباً بثقافة المُسمِي وفكره، وأحياناً بتأثير السفر وعلاقات الصداقة الواسعة، كما أن للمؤثرات الدخيلة على المجتمع عاملاً فعّالا، كبداية اقتحام الأفلام المصرية للمجتمع القطيفي في السبعينات، وشهرة الشعراء البارزين فنجد من يتعمد جعل اسم مولوده كأسم الشخصية المعجب بها أو التي كانت الأوسع شهرة، وخصوصاً حينما تلائمه الظروف وتسمح له الصدفة في تسمية مماثلة تماماً، فنجد بيننا شخصيات أسماؤها مقتبسة من شعراء وكتاب كـ”نجيب محفوظ، وأحمد شوقي، وشادية، وأسمهان”.

وهناك من اصطادوا أسماء موالديهم من التلفاز فكانت البرامج والمسرحيات مرجعاً لأسماء جديدة تغاير الوضع التقليدي الذي يعيشه المجتمع القطيفي، بيد أن المسلسلات قد أسهمت في إعادة اسماء قد غابت مثل “يوسف، راحيل، موسى، خليل ويعقوب”.

ترجع سناء آل حسين قصة اسمها الذي جاء مغايراً عن أسماء أخوتها، والذين غلب عليهم الطابع الديني، إلى “راديو الكويت”!.. تقول: “كانت والدتي تحب تلك الإذاعة جداً، بحسب ما تروي لي، وكانت مستمعة جيدة لأغلب برامجها، وقد أعجبت باسم إحدى المذيعات في تلك الفترة اسمها “سناء”، مما دعاها لتسميتي بهذا الاسم”، وتذكر آل حسين بأن اسمها في خارج حدود خارطتها يعد اسماً مشتركاً بين الإناث والذكور كمثال الممثل القديم سناء شافع، إلا أنها تستدرك: “الحمدلله بأن ذلك لا يصادفني هنا مطلقاً”.

“اسمك” رفيقك الذي لا تنفصل عنه ولو للحظة
ماذا لو كنت لا تحبه؟

لقد تحملت بعض الشخصيات عبء الاسم الذي اختاره القدر لها، بعضهم فضل الاستجابة والتصالح، وآخر حاول التعديل لتقبله ولو على مضض، يذكر لنا “نور” الذي فضل عدم الإفصاح باسم عائلته، بأنه كان يخشى من منادته به لتداوله الكبير في الجنس الأنثوي، وفضل إحالته إلى “نوري” ليسترد ثقته باسمه ويعيش معه بدون اضطراب.

ولد لو بنت !

تعلق صاحبة الاسم المزدوج شادن الحايك على اسمها بماهيته حيث تقول لـ«القطيف اليوم»، “شادن.. هذا الاسم لا أعلم هل هو سعدٌ أم شؤم !، يتأرجح ما بين سيد/ ة بالعربية والإنجليزية، وكثيراً ماواجهتني مواقف طريفة ومربكة بسببه، منها كان في بداية طريقي للعمل حيث تأهلت لوظيفة في القسم الرجالي، والسبب هو اسمي!، وتضيف: “كثيراً ما أتعرض للسؤال عن معنى الاسم، وهل هو عربي أم لا ؟ وأوضح شادن اسم عربي ومعناه ابن الغزال”.

أما الشاب شادن العوامي فيجد في اسمه الذي وصفه باللامألوف لدى الرجال والدارج كثيراً عند الإناث، بأن له أثر كبير في كسر الحواجز، وتجاوز الرسميات بين الناس، فهو يمكنه من التعارف بصورة سريعة، ويقول: “أنا متصالح جداً مع اسمي، رغمًا عن المواقف المحرجة التي تتكرر علي، ففي النهاية ماهو إلا اسم أحمله ليعرفني الناس به.. هو ليس هويتي وليس أنا”.

ويتفق صاحب الاسم المزدوج كفاح الخليفة مع العوامي حيث يؤكد بأنه قضى مع اسمه حياة مليئة بالمواقف الطريفة والمحرجة، فكثيراً ما يسرد اسمه في قائمة الإناث ويظن الناس بأن حامل هذا الاسم هو أنثى، إلا أنه يؤكد بأن هذا الأمر لا يضايقه فهو كثير الإعجاب باسمه ويشعر بأنه متناسب مع شخصيته، ويذكر لــ«القطيف اليوم» إحدى المواقف التي واجهته مع اسمه في المستشفى، يقول: “كان لي موعد في المستشفى وحينما ذهبت ظللت أنتظر قرابة الساعة، ولم ينادَ علي للدخول، فذهبت نحو باب العيادة لأنبههم بوجودي، وفوجئت بالطبيب والممرضة وهما يضحكان عندما ذكرت لهما اسمي، وعلى وجهي علامات الإستغراب! سألتهم عن الذي حدث، فوضح لي الطبيب بأن مناداتي لدخول الموعد كانت في قسم النساء!” .

وعلى الرغم من طرافة المواقف تارة وإحراجها تارة أخرى تبقى الأسماء الجديدة والغريبة عامل جذب للانتباه، وطالما شهدنا أسماء تأخذ حيزاً كبيراً من الانتشار لفترة من الزمن، ثم يأتي اسماً جديداً عبر مسلسل جديد، أو اختيار لاسم “غريب” من الأبوين عكفا على اختياره من كتب الأدب أو الأدعية.


error: المحتوي محمي