نظمت جماعة التصوير الضوئي بنادي الفنون التابع لجمعية التنمية الأهلية بالقطيف مساء الإثنين 12 مارس ورشة للأستاذ حبيب المحمود بعنوان “الصورة في دلالاتها الموضوعية: الصحافة نموذجا”، والتي أشار فيها إلى أن المصور يمكن أن تشكل صوره قصة صحفية.
وذكر المحمود لـ 28 فوتوغرافيا أن الصورة مشكلة المشكلات في العصر الحالي حيث أنه تدخل في جميع نواحي الحياة من جماليات وصحافة والإنسانية لأن كل صورة قصة والتي تعتبر بالنسبة للمصور إيقاف لحظة الزمن والتي يمكن أن تكون هدفا جماليا أو شخصيا، وأشار إلى أن الصورة أصبحت تغير الشعوب وتخلق مشاكل وتحل إشكاليات وتحرك الرأي العام وتصنع موجات من المشاعر البشرية في عالم الصحافة، وأكد على أن الصورة تعني كل شيء في الحياة.
وأفاد أن الصحافة تريد دلالة من خلال الصورة على الموضوع ولا تريد جماليات من تجريد أو سريالية والتي لا تفيد الإعلام بشكل كبير، وأشار إلى الدلالات الموضوعية هي المهمة في عالم الصحافة والتي تبرز الرسالة والتي تكون منسجمة مع سياق الخبر، وأضاف: “كما هنالك مخاطرة في الكلمة، هناك مخاطرة في الصورة وبالتالي أنا أضع الصورة في سياق ما تعنيه وما تدل عليه وما يعزز كلمتي في النشر وأستفيد منها حسب رسالتي سلبا او إيجابا لخدمة سياسة، إيدلوجيا، إنسان، وكل ما هو موجود في الإعلام”.
وأشار المحمود إلى أن الصورة لها أيضا دلالة آنية تدل على مرحلة زمنية معينة والتي يمكن أن تصبح فلوكورا تراثيا ويتعامل معه نستلوجيًا,
وبين أن المصور يمكن أن يتعامل معه كما المخبر الصحفي وعرفه بانه الشخص الذي يحصل على المعلومة ويوصلها للإعلام والتي من مفرداتها الموفد والمبلغ والمراسل والمخبر والمحرر الميداني والمندوب والمُعلم والمُنبئ.
وقال أن المخبر هي كلمة أدق للتوصيف ويمكن أن نجد مخبرين ومحررين فنرى أناسا قادرين على جلب المعلومة ولكنهم غير قادرين على الكتابة وتحتاج إلى معالجة لتظهر بشكل جيد، ولفت إلى أن هناك مخبر ممتاز لكنه محرر غير ممتاز والعكس صحيح وأيضا يمكن أن نجد مخبرا ومحررا ممتاز وهو الأمر الذي يمكن أن ينطبق على المصور ذات الشيء
وذكر أن المخبر يتولى الاخبار إما بمعلومة أو رأي وهو ما يتداول في وسائل الاعلام، وأوضح أن المعلومة هو ماذا حدث ومتى حدث ولمن حدث وكيف حدث ولماذا حدث وأين حدث، وأما الرأي هو كل ما يسبق المعلومة من توقع أو تحليل أو انطباع.
وأشار إلى أن الصورة دلالة على الحدث وأن المصور يجمع المعلومات خلال الحدث والذي يعتبر شاهد عيان ومصدر ويؤدي المهمة الميدانية للمخبر والتي هي عبارة عن جمع المعلومات وحضور موقع الحدث وتوثيق المصادر والبحث عن الوثائق والأدلة والتي يفعلها المصور بشكل كبير، وأكد أن الصورة تعبر عن خبر لو أزيلت تبقى المعلومة وتبقى لها دلالة الحدث.
وأشار إلى أن المهمة المكتبية للمخبر تعطيه حجم كبير من المعلومات يعالجها على شكل نص ولا تقل عن المهمة الميدانية أهمية، وقال: “الصورة لها دلالة وصحفيا يمكن استخدامها ويمكن استنطاق الدلالة ويأتي علم الاجتماع وعلم الاجتماع السياسي ويحللها”.
ونوه أنه قد لا تعتبر بعض الاحداث حدثا بذاتها وانما ما قد يشوبها من لحظات حاسمة هي التي تعتبر حدثا، وأشار إلى أن المخبر مهمته محفوفة بالمخاطر الأخلاقية والتي تفرض على الصحفي نظرا لما يمتلكه من معلومات جوهرية دون تحيز أو محاباة وفق الأصول المهنية التي يتحول فيها الحدث إلى النص بما يتضمن صور أو كتابة.
وأفاد المحمود أن كل وسيلة إعلام تحاول غسل الأدمغة بالحقيقة أو بالفبركة لتخدم سياسة أو الأيدلوجيا التي تتبعها، ولا تظهر الضحية وإنما تظهر المجرم الذي ارتكب الجريمة، وهو ما تقوم به وسائل الاعلام والتي تنطلق عبر المحرر والمصور، وذكر أنه لا يوجد إعلام حر في العالم لأنها كلها تخدم سياسات أو أحزاب أو تيارات وأن من يريد يدخل عالم الاعلام لا يمكن أن يكون حرا.
وتحدث عن المصادر والتي عرفها بأنها الواسطة بين المخبر وبين معلومات الحدث والتي توجب اتباع اخلاقيات المهنة والتي يمكن أن يًسئَل من أين لك هذا ووكيف توصلت إليه ومتى؟.
وأفاد أن الصور قد تكون وحدها خبر يخبر عن كل شيء في الحدث وتقوم مقام المشاهدة، وأن المصور يعتبر مخبرا وليس مجرد شريك يستعان به في المهمات، وذكر أن عدم وجود المصور مع المحرر قد يحدث خللا في الخبر.
وأشار إلى أن المؤسسات الصحفية المحلية تعامل المصور على أنه مساعد بينما المؤسسات الصحفية الكبيرة تعامله على أنه مماثل لرئيس التحرير.
وبين المحمود أنواع الصور التي يتم التعامل معها في الصحافة هي الصور الموضوعية والتي تعبر عن موضوع ما كالمشاهد العامة والأحداث والفعاليات، وكذلك الصور الشخصية وهي التي تعرف الشخصيات بإظهار ملامحهم.
وتحدث عن صلة الصور بالحدث والتي منها الصورة الحية والتي تكون ملتقطة للحدث نفسه أو آثاره والتي يكون لها طابع جمالي وهي توم مقام الدليل على الحدث، وأشار إلى الصور القرينة والتي تكون ذات صلة بالحدث لكنها ليست معبرة عنه بالدقة كالمشاهد العمة للطرق أو الصور الشخصية، بالإضافة للصورة الأرشيفية والغير معبرة عن الحدث بعينه وإنما عن مضمون ذي صلة بالحدث والتي قد تكون خطير التعامل معها في الصحافة.
وقال المحمود: “الصورة جاءت لتعطينا قصة صحفية تساعد على نقل الحدث ورفع الرأي إلى الجهات ذات العلاقة وجه دلالة ولها جمال في ذات الوقت”.
وعدد مصادر الصور وهي صور الصحيفة التي تلتقط عبر مصوريها والتي تكتسب صفة الملكية الفكرية للصحيفة نشرا وأرشفة، وصور وكالات الأنباء ومؤسسات الخدمات الصحافية التي تخضع لاعتبارات الملكية الفكرية في النشر والأرشفة والتي قد تكون مجانية أو مدفوعة الثمن، وكذلك صور الأجهزة الحكومية، والصور الخاصة والتي تؤمنها مصادر خاصة كوثائق ، بالإضافة لصور المطبوعات وصور الانترنت.
واختتمت الورشة بتكريم الصحفي حبيب محمود والفائز في مسابقة القطيف على الانستجرام لشهر فبراير “مشاعر” حسين الموسى.