إن إبراز نعمة الأمن والاستقرار التي أنعم الله بها علينا في مملكتنا واجب وطني ، نطمح من خلاله لتسجيل آيات العرفان و الشكر و الثناء على الجهد الحكيم المبذول من قبل قيادتنا وولاة أمورنا وعلمائنا سلفاً وخلفاً حفظهم الله وسددهم وأعانهم ، ولهذه الجهود ثمار متمثلة فيما ينعم به المواطن و المقيم من الأمن والاستقرار، بالرغم من انفتاح المجتمع على المجتمعات الأخرى التي تختلف عنه في الفكر و العقيدة و السلوك ،فالأمن والاستقرار نعمتان يتطلع إليها أي مجتمع .
فهما سبيله إلى النماء والازدهار ، قال تعالى: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون)وبدونهما لا تتحقق الخطط المستقبلية ولا الغايات المرسومةالأمن الفكري ذو صلة وثيقة بكل جوانب الأمن الأخرى فالإنسان أسير فكره ومعتقده , وسلوكه ومواقفه واتجاهاته إنما هي ترجمة لأفكاره وما يؤمن به .
فالفكر هو المحرك الأساسي لكل توجهات الإنسان , فإذا كان الفكر على قدر من التحصين والمنعة , كان تفكير الإنسان قائدا له نحو البناء والتنمية , وإذا أصيب بلوثة من الانحراف أصبح عالة على نفسه وعلى مجتمعه , وعائقا في سبيل الرقي والتقدم
ويعد الأمن الفكري أسمى وأهم مكونات الأمن بشكل عام , بل إنه أساس وجودها واستمرار وجودها يتعلق بالعقل , والعقل هو آلة الفكر , وأداة التأمل والتفكر , والذي هو أساس استخراج المعارف , وطريق بناء الحضارات ,وتحقيق الاستخلاف في الأرض غايته استقامة المعتقد , وسلامته من الانحراف والبعد عن منهج الحق ووسطية الإسلامية
علي هامش معرض الامن الفكري
دارين ١٤٣٩