لماذا اختصرتَ العمرَ موتًا مُبَكِّرا
مُلِحًّا على الأحزانِ أن تتكررا
لماذا وما زال الصدى في شبابِهِ
وصوتُكَ في السمعِ العميقِ تجذرا
لماذا وما زالت على الروح زهرةٌ
لحقلٍ كبيرٍ كان يرتادهُ الورى
مليًّا أيا دمعاتُ سيلي على يدي
عسايَ أُداري ضفةَ الحزنِ أنهرا
وقل لي أيا “سجاد”ُ إن كنتَ “خالدًا”
على أي تأويلٍ ستمضي إلى الثرى
على ذكرياتي أن تجاوبَ مسجدًا
ألحَّ عليه الشوقُ أن يتذكرا
يدي لم تخن دفئا فما زال جوفها
يصافحُ طيفًا صارَ مسكًا وعنبرا
ووعيًا كأن الضوءَ أفشى يقينَهُ
على الشمسِ حتى آنسَتْ فيه مَعبرا
وعمقًا وكان البحرُ يلقي ضفافهُ
على جفنكَ المحفورِ غيبًا وجوهرا
أتيتُكَ من أقصى احتضاراتِ فكرةٍ
لكي تُفهِمَ الخطواتِ ما تُفهِمَ الذرى
بماذا أداري فجوةً إثرَ فجوةٍ
إذا قاطعَ الحفارُ رَدْمِي ليحفُرا
بماذا أواري في المرايا ملامحًا
أقامت على قلبي حكايا ومَعشرا
وهل أقنعُ الآتين من أبعدِ الظما
بأنك آثرتَ السماءَ على القرى
وأنك غادرتَ المواعيدَ معلنا
سرابًا عليك الآن أن تُقنع العَرا
يقينا أيا “سجادُ” ما زلت “خالدًا”
تجفُّ وذكرى الماءِ لم تُنسِ بيدرا
إلى ضحكة الأفق التي اليومَ أقفرت
سأبقيك أمسًا للشموسِ لكي تَرى
ويا كتف صبحٍ يحملُ الآن روحَهُ
إلى أي غصنٍ تصطفيها ليزهرا
رثاءٌ؟ وما زلنا على بُعد ضحكةٍ
على ثغركِ المشغولِ شهدًا وسُكَّرا
قليلٌ إذا نبكي وهل يعذر البكا
فؤادا على ذكرى البساتينِ أقفرا؟
صباحا حزينا كيف بَررتَ شمسَهُ؟
وما أقنعَ الإشراقُ صبحًا تكسَّرا
فعودي أيا شمسَ الصباحِ لليلةٍ
فما كان للإشراقِ أن يفصِمَ العُرى
سيد أحمد الماجد
الفاتحة إلى روح فقيدنا الأخ العزيز المؤمن خالد الشيخ (سجاد)