وظف الخطاط حسن الرضوان (عابد)، خبرته في مجال الخط، ليبحر مع عددٍ من المتدربين في مميزات خط الرقاع، مستعرضاً نماذج له عبر شاشة العرض.
جاء ذلك في الجلسة الحوارية الأولى “إطلالات على خط الرقاع”، والتي نظمتها جماعة الخط العربي بالقطيف بنادي الفنون التابع للجنة التنمية الاجتماعية الأهلية، مساء الأربعاء 11 جمادى الآخرة 1439هـ.
وبدأ الخطاط الجلسة معرفاً بخط الرقاع، والمشهور أيضاً بخط التواقيع.
وقال الرضوان:” إن الرقاع يصنف من الخطوط الستة العربية المشهورة سابقاً وهي الثلث، النسخ، المحقق، الريحان، التوقيع، والرقاع، وهي تكتب بشكل متقابل من سماكة الخط، فمنها ما يخط بدواة كبيرة وسميكة، وأخرى بقلم صغير وكبير”.
وأبان أنه يمكن التفرقة بين الخط المحقق العريض بمقابلته بالخط الضعيف للريحاني، كما ذكر أن الخطوط الجديدة التي تمثل هوية الرقاع هي الرقعة السياقي والخط الحجازي.
واعتبر الخطاط أن تاريخ الرقاع يعود لعهد قديم جداً، يرجعه الباحثون إلى 9 ميلادي كما عند ابن مقلة.
وأسهب موضحاً دقة المقاسات المستخدمة لكتابة بعض أنواع الخطوط واستخداماتها مشيراً إلى دقة الخطاط العربي وحرفيته في توظيف الخط والغاية من العمل.
وقسم الخط إلى نوعين، وهي: الجافة التي يمثلها الكوفي بأنواعه، واللينة مثل الطومار، الذي كان قياس قلمه 24 شعرة من شعر ذيل البرذون (الخيل التركي)، وكان يستخدم للخلفاء.
وأضاف:” إن قلم الثلثين بسماكة 16 شعرة، واستخدم للخلفاء والملوك، وقلم النصف 12 شعرة للخلفاء والملوك، والتزم به في العهد العثماني وذلك لإظهار جمال الخط، وكان لأجل الثلث 8 شعرات للكُتاب والعمال، وقلم الربع للتجار.
وأثرى الجلسة بمحاورة الحضور، وقراءاتهم للخطوط، وأخذ مقترحاتهم، ليستنتج معهم مميزات خط الرقاع، مجملاً إياها بقوله:”إن خط التواقيع يكون قريبا، من خط الثلث، واستخدم فقط للعناوين والتوقيع، وهو واضح ومرسل، كما أنه خط لين، والتدوير فيه سمة ظاهرة وحروفه متقزمة، متصل وليس منقطع، والفواصل بين الكلمات واضحة، مع قلة التشكيلات، وتبدو كسراته مثل الخنجر، وأغلب الحروف تكون مدورة مصمتة، الجانب الفني طاغٍ فيه، والجانب الوظيفي قيمة ما يكتب قراءة، ومن أشهر الخطاطين الذي مارسوا هذا الخط مدرسة ياقوت المستعصمي”.
يذكر أن جماعة الخط العربي تعتزم إطلاق عدة محاضرات وورش تدريبية، لرفع المستوى العلمي والعملي لهذا الفن، وكانت هذه الجلسة من أوائلها.
