اقترحت على احد المعلمين الأفاضل أن يركز شرحه أثناء الحصة الدراسية لمدة دقيقة واحدة فقط على طالب واحد في الفصل يعاني من نوع من انواع صعوبة التعلم، وذلك كنوع من المساعدة منه لهذه الطالب.
برر المعلم -تلقائيًا- بعدم قدرته على ذلك لأن في الفصل أكثر من ثلاثين طالبًا، ولا يستطيع ولا يتسع وقت الحصة لتوزيع دقيقة واحدة خاصة بكل طالب، كما أن ذلك ليس مطلوباً منه ومخالف للطريقة المتبعة في التدريس.
تذكرت هذا الموقف وهذا التبرير وسط الحديث السائد حالياً عن تعطيل الدراسة بسبب المطر، طبعًا لا يمكن التعميم لهكذا حال و أيضا لا يمكن اعتبار مثل هذا السلوك هو حالة شاذة، بل اعتقد ان هناك نسبة مهمة من المعلمين الأفاضل الذين لديهم من هذه التبريرات الجاهزة والقوية في الشكل احيانا، ويظل الفارق في أن بعض هذه النسبة يمكن الحوار معها كما حدث في نفس الموقف المذكور، إذ أقتنع المعلم بعدها بأمكانية اقتطاع دقيقة واحدة لذلك الطالب والتحدث له مباشرة لتركيز المعلومة لهذا الطالب تحديدًا.
أن الطريق المستقيم لا يحتاج إلى تبرير لماذا هو مستقيم أو لماذا جعله مستقيماً، وإنما فقط الطريق غير المستقيم هو الذي يحتاج إلى تبرير وحجج. بالطبع أن السلوك التبريري ليس مقتصرًا على المعلمين أو غيرهم، بل هو سلوك إنساني طبيعي، يكبر ويصغر تبعاً لعوامل عدة، ونحن نحتاج جميعاً للحوار أكثر فأكثر كي نتعلم أكثر ويتطور مستوى ممارساتنا أكثر.
(بعض) الإجراءات والقرارات الإدارية هي اجتهادات وتقديرات أصحابها وهي عرضة للإصابة والخطأ، ومهما بُذل فيها من جهد فهو قد يعفي متخذ القرار لكن حجم الجهد وأن عظُم لا يصحح القرار إذا كان غير صائب.
وبمناسبة الحديث عن المعلم والإجراءات الإدارية، نحتاج أن نتضامن جميعا مع المعلم الذي لم تنصفه الإجراءات الإدارية، التي حملّته المسؤولية في المدرسة دون صلاحية تتساوي مع حجم المسؤولية، كما منحت نفس تلك الإجراءات مكاتب الإشراف صلاحيات دون مسؤولية ترقى لحجم الصلاحيات التي تتمتع بها هذه المكاتب.