في رثاء الأب جعفر أحمد الأحسائي

بسم الله الرحمن الرحيم
انا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

تعجز الحروف ان تكوّن كلمات لتنضم جملا لتصف ما نحس به ولتعبر ولو قليلا عن فقدنا وألم مصابنا لفقد ذاك الرجل الطيب الكريم المحب الفاعل للخير.

لقد كان لنا بمثابة الأب والصديق والأخ، أخذنا بأحضانه وترعرعنا في كنفه منذ أن كنا صغار واهتم بنا وربانا وساعد في تنشئتتا علمنا الكثير مما لا يحصى. الذي لا أملك الكثير من الكلمات في جعبتي لأسرده ولكن أحاسيسي تضج بمشاعر الألم والحسرة على هذا الفقد العظيم
تذكرت أحد القصائد التي كتبت من قبل الشاعر عدي بن ربيعه (الزير سالم) الملقب بالمهلهل ، في رثاء أخيه وائل بن ربيعه الذي سمى نفسه كليبا لانه جعل لنفسه منطقة نفوذ او حمى الدار تمتد الى حيث ممكن سماع نباح كلبه.
وما التالي إلا مجاراة لتلك القصيدة التي يقول مطلعها
“كليب لا خير في الدنيا وما فيها
ان انت خليتها فيمن يخليها”
في رثاء الأب جعفر أحمد الأحسائي

يا زير أنصت لي قليلا واستمع نضمي
ان كنت ترثي كليب جعفر فيها
هو خير هذه الدنيا وان جزعت
له القلوب وأدمى العين خافيها
إن كنت واصفا…أي عز ومكرمة
من بعد جعفر إذ هو يعلو عاليها
عزاني الناس في خالي فقلت لهم
ارثوه ليلا نهارا و لينعو ناعيها
قالوا رويدك فلتنظر هنا وهنا
سل النجوم سل الدنيا ومن فيها
ان كانت الدنيا بكم مالت وان رسيت
فإن دنيانا قد انخسفت بما فيها
الله ربي وقد ارسى شوامخه
و فيه كانت خصال منه ترسيها
أعطى الفقير ولم تعلم سوى يده
كفل الأرامل و الأيتام يغنيها
أعطى بما كان رب العرش يرزقه
حمد الاله وأدى حقه فيها
سل يا مهلهل ما يعنيه جعفرنا
خذ وصفي اجمالا وتفصيلا معانيها
اتخذ اخاك من نباح الكلب كنيته
والاسم جعفر نهر يسقي ضاميها
قل يا حسن ..صف ما انت تعرفه
واشرح لنا أمورا كنت تخفيها
يا خال هل انت العزيز على
قلبي وعلى أناس انت مغليها
ام انت البهي في تاروت وأهلها
ام كنت سعدا على جميع ضواحيها
أم كنت فيها ثغرا طيبا متبسما
وبفراقك ضجت لك الأشجان تنعيها
عهد علي لأوفي ما استطعت به
تفداك عين رب العباد مضويها
يا رب أصلح لنا كل عين بكت
لفقده وأسكنه جنات أنت معليها
و احشره يا رحمن مع من هو خدم
ال الرسول محمد ومن يواليها
لأندبنك يا أبتاه صبحا ومسا
من بعد فقدك لا خير في الدنيا وما فيها

ابنك المخلص الفاقد
حسن أحمد آل سالم


error: المحتوي محمي