شارك مجموعة من النقاد الأدبيين والقاصين وجمهور من المتابعين في احتفالية منتدى الثلاثاء الثقافي التي اقامها بمناسبة اليوم العالمي للقصة تحت عنوان “المشهد الثقافي وكتابة القصة” وذلك مساء الثلاثاء ٢٧ جمادى الاول ١٤٣٩هـ .
وقدم كل من الاديب والقاص عبد الله النصر ورقته التأسيسية تحت عنوان “القصة القصيرة: نشوئها وخصائصها”، كما عرض القاص والناقد محمد الحميدي ورقته المعنونة ” الادب القصصي في المنطقة”.
وقبل بداية الندوة وضمن الفعاليات المصاحبة لها، تم عرض مقاطع من فلم “ثوب العروس” الحائز على عدة جوائز في مهرجانات فنية مختلفة لمخرجه الفنان محمد سلمان.
واستعرض الكاتب والعضو المؤسس في “نادي القصة” موسى آل ثنيان فكرة تأسيس النادي وأهدافه والتي من بينها الإعلاء من شأن القصة لتأخذ مكانا لائقا بها في الأمسيات الأدبية والعمل على صقل التجارب لترتقي بكتابها والمهتمين بها، كما استعرض هيكلية النادي والمبادرة التي أطلقها مجموعة من أدباء ومثقفي المنطقة.
واستعرض التشكيلي فاضل ابو شومي الحاصل على العديد من الدورات التدريبية في بمختلف الفنون استعرض تجربته الفنية من البدايات وتوجهاته التي حاول التعبير عنها من خلال التدريس كمعلم تربية فنية، وقد عرض عدة لوحات من أعماله في معرض فني بالمنتدى للأسبوع الثاني على التوالي.
وبدأت الأمسية القصصية التي أدارها حسن شروفنا بحديثه عن الاهتمام المتنامي لدى الكتاب بكتابة القصة وخاصة القصيرة منها، حيث تشهد الساحة نموا مضطردا في حجم المادة القصصية المنتجة، مشيرا إلى أن عقد هذه الندوة من قبل المنتدى يأتي متزامنا مع مناسبة الْيَوْمَ العالمي للقصة.
وعرف المحاضران بأنهما من رواد النقد وكتابة القصة، فالكاتب عبد الله النصر من مواليد الاحساء صدرت له سبع مجموعات قصصية وثلاث روايات، أما محمد الحميدي فهو يعمل في قطاع التعليم وحاصل على ماجستير في الأدب العربي والنقد الأدبي، له تسعة إصدارات.
وبدأ الناقد الأدبي محمد الحميدي بالتساؤل عن سمات الأدب القصصي في المنطقة فابتدأ بالإشارة إلى سمة النثرية والتميز بالإبتعاد عن أسلوب كتابة الشعر ذي الخصائص المميزة، معتبرا ذلك سمة إيجابية ومستعرضا نماذج من روايات كتبها ممارسون للكتابة الشعرية.
وبين أيضا أن من سمات الأدب القصصي هي الاستطرادية حيث يأخذ الكاتب في الحكي ووصف الأحداث ثم يتوقف عند نقطة سلبية كأن تكون عيبا اجتماعيا فيأخذ حينها زمام المبادرة ويعمل على توزيع النصائح على القارئ.
وأضاف الناقد الحميدي أن سمة التكرار ظاهرة في العديد من الأعمال الأدبية، حيث يعمد القاص إلى إدراج الأحداث في روايته ولكنه يضع نقاط التقاء بين الفصول المختلفة والأحداث المتوزعة تتمثل في عبارات مكررةومتشابهة تؤدي وظيفة معينة.
وتطرق في حديثه إلى بعض السمات البنائية والتركيبية وإشكالياتها في العمل القصصي كنمو الشخصيات داخل الرواية بصورة غير نموذجية، واستعرض كذلك أفق المتوقع وخداع القارئ من قبل المؤلف حيث لا يعتمد على العناصر الفنية الحاكمة للنوع الأدبي.
وقال الناقد الحميدي أن كتابة القصة القصيرة جدا هو نوع جديد على الساحة الثقافية ويمثل إشكالية بسبب عدم وضوح سماته وقوانينه.
وأوضح أن هذا الفن لا يزال في بدايته وفيه الكثير من الأخطاء، مستعرضا نماذج من كتاب القصة القصيرة جدا وإصداراتهم المختلفة.
بعد ذلك شاركت القاصة اميرة الحوار بإلقاء مختارات من أعمالها القصصية، حيث تنوعت مختاراتها القصصية وأساليبها، وامتعت الحاضرين بذلك باعتباره مادة تطبيقية للحديث النقدي الذي سبق.
في بداية المداخلات، انتقد علي الحرز الطريقة التي يختارها بعض الأدباء في انتظار تقييم الغربيين للانتاج الادبي والاعتراف به، مع ان هناك اعمال جبارة يهملها قارؤوها الى ان يتبناها ناقدون او أدباء غربيون فتبرز أهميتها. ولاحظ موسى ال ثنيان الخلط أن الحميدي استعرض عدة اعمال للقصة بينما ركز على عملين روائيين فقط مما فد يفسر بوجود تحفظ لديه على العمل الروائي.
وذكر عادل جاد ان عامل التأثير على القارئ يعتبر من السمات المهمة لأي عمل قصصي وان الخاتمة الصادمة في القصة القصيرة ينبغي ان يكون منسجما ومتوافقا مع سياق العمل في القصة، مؤكدا على ان وسائل التواصل التقني قد غيب علاقات التميز بين المركز والاطراف في المنطقة العربية بالصورة التي كانت عليه سابقا.
وقال علي الشيخ ان مصطلح “كسر افق التوقع” لدى المتلقي يعتبر من العناصر المهمة التي تميز بعض الاعمال الادبية عن غيرها.
وتساءلت الدكتورة نضال النصر عن النتاج الذي يتركه الفوز بالجوائز على الادبية على مستوى الكتابة وتطورها،
وبينت ان الاديب والكاتب مسئول عن ايصال مشروعه للافق العالمي بالتعاون مع بقية زملائه دونما انتظار من جهات اخرى ان تقوم بهذا العمل نيابة عنه.