نفت الفلكية رباب القديحي ارتباط علم الفلك بالتنجيم، وإن ادعاء ذلك من الخزعبلات التي لا ترتبط بعلم حقيقي، معتبرة التنجيم ليس علم بل فن أو صناعة فن مبني على التخمين والتوقعات الذاتية التي لا تستند على حقائق علمية صحيحة.
جاء ذلك ضمن محاضرة عضوة الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، ومنسقة الأنشطة النسائية بجمعية الفلك بالقطيف رباب القديحي، “مجتمع خالٍ من الأمية الفلكية”، والمنظمة من مجمع الحجة الخيري بالدخل المحدود تاروت، يوم أمس الجمعة 27 يناير 2017م.
واتسمت المحاضرة التي حضرها 15 سيدة، بالتفاعل بين المدربة والحاضرات، بصورة العصف الذهني في طرح الأفكار ومناقشة ومحاولة الوصول إلى استنتاجات علمية عقلية، تصحح بعض النظريات حول ماهية علم الفلك، ومن أين نحصل المعلومات حوله، ومدى ارتباطه بالعلوم الإنسانية الأخرى؟
وفرقت القديحي بين علم الفلك والتنجيم وعلم الأرصاد الجوية، موضحةً بأن علم الفلك يدرس الأجرام السماوية نشأتها وحركتها، إلا أن التنجيم هو ربط الأحداث السماوية بالأمور الأرضية وتحديد مصير الإنسان بها، في حين يختص علم الأرصاد بالظواهر الجوية أو علم الأنواء ويسمى بعلم فيزياء الجو.
وانتقدت عدم الاهتمام بتعلم علم الفلك، مما أوجد أمية فلكية في المجتمع، وأرجحت ذلك لسببين مع مناقشتها بالتفصيل سواء كانت ظرفية أو حقيقية: التي تعود إلى تناوب الليل والنهار، بطء حركة الأجرام الفلكية بالنسبة لإدراك الإنسان، مع قصر عمر الإنسان مقارنة بالتحولات والدورات الفلكية.
وأضافت بأن الأسباب الظرفية؛ تندرج إلى ظهور وسائل توقيت أدق من الاعتماد على الأجرام، كثرة الأضواء الكهربائية التي تحدث تلوث ضوئي وتحجب عامة الناس جمال القبة السماوية، كما أن اعتقاد البعض ارتباط علم الفلك بالتنجيم حال دون البحث فيه.
واستطردت المدربة تعلق الناس بعلم التنجيم أن المنجمين يتميزون بالكاريزما وقوة الجاذبية والحضور وقدرتهم البارعة والرهيبة على التأثير على من حولهم، كما أنهم يطلقون على أنفسهم ألقابًا مثل دكتور، أو عالم فلكي، روحاني وخبير، مبينة أن القرن 18يعتبر عصر التنوير حيث انفصل التنجيم عن الفلك، بعد أن كان مرتبطاً به.