سنابس..الحمود يدعو للنظر بعين الرعاية والوعي لذوي الإعاقة

سلط لقاء الجمعة في ديوانية سنابس الضوء على الواقع المعاش والنظرة المجتمعية لفئة الصم والبكم في المجتمع لفترة من الزمن، وأشار اللقاء إلى أنه وإن تغييرت تلك النظرة إلا أنها لازالت قاصرة، حيث نجد بأنهم نبذوا في المجتمع مع أنهم يملكون مهارات في المجال الأكاديمي تفوق الأشخاص العاديين، وأكد اللقاء بأن معاناة تلك الفئة نابعة من فقدانهم للتعليم والتدريب، وإن حصل عليه فإن مازال محدودًا، وسط ثقافة سائدة من الإحباط والقوانين الغير واضحة والغير معروفة للجميع، بالإضافة إلى عدم وجود جامعات تقبل الصم والبكم لإكمال التعليم العالي، وإن توظف سيكون في القطاع الخاص الذي يكون غير متكافئ معه، والعام الذي يعطيه وظيفة بسيطة لا تناسبه.

وحمل اللقاء الذي أقيم صباح اليوم 23 جمادى الأولى 1439هـ، عنوان “ذوي الإعاقة ودور المجتمع تجاههم”، قدمها معلم التربية البدنية الخاصة فؤاد عبد الجبار الحمود، بحضور مجموعة من المهتمين بالشأن التربوي والاجتماعي، والمنظم من لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بسنابس.

ورفع الحمود في بداية حديثه مقولة “لست معاقًا ما دمت أسمو بذاتي”، ليلعن للجميع بأن الإعاقة قد تصنع أشخاصاً مبدعين، قادرين على خدمة المجتمع، وحمل كمًا لا يستهان به من الوعي والمسؤولية قد تفوق الأشخاص العاديين.

وأوضح مفهوم المعاق، والذي تعددت المسميات له، منها: معاق ثم ذوي احتياجات خاصة، وحاليًا ذوي الإعاقة، موضحاً بأن تلك المسميات تطلق على فئة لديها حالة تحد من قدراتها الفردية على القيام بوظيفة أو أكثر لمهارات أساسية في الحياة، ولا يستطيع صاحبها القيام بها إلا بمساعدة الآخرين.

وشدد على الدور الكبير الذي تبذله الأسرة كونها الركيزة الأولى لنجاح الشخص العادي وذوي الإعاقة، وذلك باتباع برنامج خاص للمعاق، ويكون بناءً على خطة فردية ملائمة له وتحت إشراف مختص في التربية الخاصة من مؤسسة اجتماعية، وبمشاركة فاعلة، منوهًا بأن أغلب البرامج لا تجمع المستفيد والأسرة والمؤسسة، ويكون كل منهم في جهة، مما يوجد فجوة في تطوير المعاق وتفهم حاجاته.

وأكد على أهمية المشاركة المجتمعية للمعاقين في المجتمع، حيث أن تلك المشاركة تقوده للإبداع والإحساس بأنه موجود وجزء من المجتمع، مع تحقيق التكامل بين وحدات المجتمع المختلفة، كونه أحد حقوقهم مجتمعية، بالإضافة إلى أن دمجهم ينمي روح العطاء والعمل، إذ وُجد بأن ذوي الإعاقة عُود على الأخذ دون العطاء وهذا خطأ يقود للسلبية.

واستفاض في توضيح طرق الدعم والمشاركة لذوي الإعاقة، والتي تبدأ بتأهيلهم واستثمار طاقاتهم، لاكتساب مهارات بيئية واجتماعية، وهذه مسؤولية المجتمع برمته، مع دمجهم في المجتمع ووضع تكافئ الفرص، مع تغيير النظرة السلبية لهم.

وصنف الحمود أنواع الإعاقة إلى: حركية، حسية، ذهنية، عقلية، وإعاقة مزدوجة، مرجعًا أسبابها إلى وراثية وبيئية، مركزًا على الأسباب البيئية التي تكون من إهمال الأسرة أو المجتمع، أو مؤشرات قد تحدث قبل وأثناء وبعد ولادته، وكذلك الحوادث التي يتعرض لها أي شخص.

واستشهد ببعض النماذج المشرفة في المجتمع ممن عانوا من إعاقة لكن مع إصرارهم تغلبوا عليها ومنهم: الشيخ محمد النمر، الشيخ منصور البيات، والسيد حسين الشبركة، والذين قدموا مثالاً مشرقًا للتحدي ورسالةً مفادها أنهم قادرون على العطاء ومواصلة حياتهم.

وختم اللقاء بعرض فيلم “أنين الصمت”، بعده كانت المداخلات التي استعرضت تجارب ومشاهدات الحضور، وكان منهم حديث محمد آل تلاقف عن برنامج الدمج في المدارس، ودعوة الدكتور عبد العزيز الحميدي إلى التعاون مع الآخرين والتدريب، وكذلك دراسة الأفكار ومناقشتها لوضعها كخطط.

 


error: المحتوي محمي