مثقفون: أدب القصة مغيب عن المشهد الثقافي في القطيف

صنف أدباء وكتاب ومهتمون قطيفيون، أدب القصة من الفنون الأدبية المغيبة عن المشهد الثقافي في القطيف، مع وجود كم زاخر من الأدباء والأديبات، إلا أن هذا يُعد بالكم وليس بالكيف، وسط غياب المنتديات التي تعرف بما يكتب هؤلاء والتعريف بهم كونهم وقودًا يعزز الحركة الأدبية.

جاء ذلك في الأمسية القصصية التي نظمها ملتقى إبداع الثقافي، والتي استضافت الكاتبين حسن آل حمادة وحسين السنونة، يوم أمس الأربعاء 21 جمادى الأولى 1439هـ، بحضور عدد من الكُتاب والأدباء والمهتمين بالشأن الثقافي بالقطيف، بمقر ملتقى إبداع الثقافي بتاروت.

واستهلت الأمسية التي قاد دفة حوارها الكاتب جعفر آل أمان، بتقديم نبذة موجزة للضيفين والتعريف بالسيرة الذاتية والأدبية لهما، وكذلك إنجازاتهما الأدبية التي زادت عن عقدين من الزمن.

ووصف الكاتب حسن آل حمادة أدب القصة في القطيف بأنه في صعود وهبوط، مع عدم وجود أسماء لأقلام بارزة كما في نطاق أدب الشعر، مع ذلك نجد أقلاماً برزة بصورة فردية خجولة، وإن كان ليس بروزاً كالشاعر أو الباحث، مبينًا أن القصص الموجودة على الساحة تُعد بالمستوى المتواضع، لضعف ثقلها وأثرها للمتلقي.

وعرف آل حمادة بنادي القصة بالقطيف والذي انبثق منذ شهر، بتأسيس منه وعدد من الكُتاب بينهم قرينه في الأمسية حسين السنونة، حيث يطمحون إلى استثمار وتطوير أنفسهم ومن حولهم، مع إقامة الفعاليات التي تظهر المكانة اللائقة للقصة، من خلال اللقاءات، وورش العمل والدورات التدريبية.

وذكر الكاتب حسين السنونة بأن أدب القصة في القطيف شبه معدوم ويحتاج عملاً قويًا ومتواصلاً، إذ وجد أنها تمضي بخطى خجولة، مقارنًا ذلك المشهد بأدب الشعر في وسطٍ نجد فيه جيلاً لا يؤمن بثقافة الورق، ويؤمن بالنشر الإلكتروني السريع.

وطالب السنونة بوضع خطط مدروسة للانطلاق والعمل تحت مظلة إدارة قوية، لتعريفها بالآخرين، كونها في حالة من التخوف وبحاجة للتشجيع على مستوى الفرد ومؤسسات المجتمع الثقافية.

وحول سؤال المحاور آل أمان هل القصة قادرة على لفت وعي قارئها ضمن زاوية الواقع؟، كان رد الضيفين بإلقاء حزمة من قصصهما التي كانت تحاكي الواقع، وكيف كانت ترسل ومضات تنم عن عمق الإحساس، والتعبير السلسل لهما، حيث قرأ الكاتب آل حمادة قصصه: تطفل، مرثية كفاح، المثقف الجائع، شاعر، جريدة في يد أمي، وبقل ورويد، وفي المقابل قرأ الكاتب السنونة: أسئلة بيضاء مجنونة، أنين الذكريات، أنا وأمي والمحرمات، وعام جديد.

وتعددت المداخلات من الحضور ومناقشة ما جال من حديث بين الضيفين، من جانبه أشار الناقد يوسف شغري إلى أنه لتخليد أي أدب لابد من تناوله للجانب الإنساني، محللاً النصوص التي قدمت من الكاتبين، كلاً على حدى، لافتًا إلى جانب الألفة السلسة لدى السنونة في نصوصه، كما أن لديه اهتماماً شديداً برسم الشخصية والتفاصيل التي تغني عن الغموض، لما يملكه من فن كتابي في التولد التدريجي للقصة، بالإضافة إلى أنه اعتبر آل حمادة محترفاً بكتابة القصة وتطويرها، حيث يشعر القارئ بأنه يعرف ماذا سيقول في النهاية.

وحول سؤال القاصة أميرة الحوار: هل تؤثر الثقافة الحديثة في السرد من حيث المستوى والنوع؟، أجاب آل حمادة من الطبيعي أن نجد أثر التقنية والثقافة الحديثة على قراءة القصة، ويظهر ذلك واضحًا عند مقارنة الكتابات الحديثة والقديمة، مطالبًا بالحضور الثقافي لأفكار القاص الناضج في القصة، مع ضرورة أن يكون قارئاً نهماً يولد أفكاراً واعيةً، بما يملك من قاموس لغوي قوي، ودمجه بالثقافة العامة.

وتحدث حسين آل دهنيم عن كسر التابوهات في النصوص، مشيدًا بتجربة آل حمادة في المنطقة من حيث مستواها الفني الراقي، وعليه أردف آل حمادة بأننا في مجتمع يحتاج من القاص إسقاط القضايا الاجتماعية ضمن أعماله الأدبية، لتكون له إضافةً خصبة، وتجربة أفكار قوية.

وأكد مدير دار أطياف للنشر والتوزيع بالقطيف الباحث عباس الشبركة، أن القصة موجودة في المنطقة، مع وجود المتشائمين حيالها هم القاصون أنفسهم من حيث الكم والكيف، وأن غلب الكم على الكيف، والقوة والضعف، كما أن غياب المنتديات وشح الأمسيات القصصية عن الساحة الاجتماعية كان له دور في ذلك.

وذكر الشبركة بأنه حسب الإحصائيات تنافس دواوين الشعر على القصص، إلا أنه علينا التفاؤل، كون أنه عندنا مبدعين، والذي ظهر جليًا في الاحصائيات البيوغرافية إلى تطور وزيادة الإنتاج الأدبي للمحافظة من حيث الإصدارات، كما أن غياب الإنتاج الكيفي يكون من القاص نفسه، وليس من دور النشر.

وشهدت الأمسية توقيع الكاتب آل حمادة عدد من إصداراته القصصية والأدبية، وتوقيع الكاتب جعفر آل أمان إصداره الأخير حكاية “الوسواسي”.

وختمت الأمسية بالشكر من مدير ملتقى إبداع الثقافي الفنان عبد العظيم الضامن للضيوف وتكريمهم، وبدوره شكر آل حمادة الضامن على تشجيع الحراك الثقافي واحتضان الأمسيات الثقافية في القطيف.

 


error: المحتوي محمي