صدارة القطيف لـ«الكتب المنشورة» بين أخذ ورد المثقفين والقراء

أصدر الكاتب والروائي خالد اليوسف تقريره السنوي الذي يخص حركة التأليف والنشر الأدبي في المملكة العربية السعودية لعام 2017م، وجاءت محافظة القطيف في المرتبة الأولى، في صناعة وإنتاج ونشر الكتاب الأدبي السعودي، متفوقة على عدد من المدن الرئيسية والعريقة والعتيقة في مجال النشر والإصدار، عن هذا التقرير تحدث بعض الكتاب والأدباء من القطيف لـ(اليوم) بين موافق ومتحفّظ، فيما تساءل البعض عن القيمة الحقيقية لهذا الكم من الإصدارات.

تقرير خاطئ
في البدء يقف الكاتب الأحسائي عبدالله الشايب وقفة تأمل من أصل الموضوع وأهميته إذ يقول: ظننت أن التقرير صادر عن مؤسسة معتمدة للتحقق من الطبع والنشر، إلا أنه مجرد اجتهاد فردي مع كامل الاحترام لهذه الجهود، ولكن من الواجب في هذا الموقف أن نتساءل، أليس اليوسف اعتمد فقط على الجهات والكُتاب الذين تعاونوا معه دون غيرهم؟

ويمضي الشايب مؤكداً تحفّظه: علينا أن ندرك أننا نعيش قريبين من الحدث، ونتابع ونعرف حجم المنتج، كما أن تسويق الحدث بخطئه يعني إقراراً مبطناً به، ونحن نتابع إصدارات المنطقة الشرقية عموماً ووسائل التواصل، وأسماء الكتاب معروفة لدينا.

كذلك يعترض الشاعر أحمد الماجد على الحكم على جودة المنتج من خلال استطلاع فيقول: كيف يمكن الحكم من خلال استطلاع عابر؟ حيث إن القياس تم على أساس العدد، ولا يمكن حصر القيمة المعرفية هكذا أصلاً. لذلك هذا الاستطلاع في غير محله.

الأرقام خير دليل
فيما يقول الكاتب والناشر عباس الشبركة: الإنتاج الأدبي في محافظة القطيف مازال وفيراً ومتصاعداً، ومتنوعاً، منافساً للعلوم الأخرى، والجانب الأدبي بفروعه من شعر وقصة ورواية مرآة صادقة للحياة العامة، معبرة عن الوطن وإنسانه وحياته اليومية بكل متغيراتها وعراكها، وتحولاتها السلبية والإيجابية.

ويرى الشبركة أن حركة النشر خلال العام الماضي «أتت معبرة عن كل هذا وذاك، والأرقام هي اللغة التي تثبت هذا التطور، والتحولات السريعة في حياتنا الثقافية والعلمية والاجتماعية التي أوصلت حجم الإصدارات في المحافظة إلى أن تتصدر في الإنتاج الأدبي على مستوى المملكة».

ويضيف: قد يتساءل البعض ويقول هذا الكم، ولكن ماذا عن الكيف؟ من الطبيعي جداً في أي مجتمع وجود الغث والسمين، ونحن أيضاً جزء من هذا العالم ولسنا من كوكب آخر، لذلك نقول نعم كما يوجد لدينا سمين يوجد لدينا غث أيضاً  وإن كنّا نطمح إلى التميّز في جميع الجوانب.

الجودة أولًا
من جانبه قال الشاعر والفنان التشكيلي منير النمر: إن الانتاج الأدبي والمعرفي وكل أشكال التأليف تدل على تحضر المجتمعات، خصوصاً عندما يتم التركيز على القيمة قبل الكمية، فقد تجد مؤلفاً له عشرات الكتب بيد أنه يفتقر للإبداع المطلوب.

واستدرك النمر: صحيح أن المنطقة الشرقية عامة والقطيف خاصة تحمل خامات أدبية وشعرية وفكرية مهمة على الصعيدين العربي والوطني، وهذا ما قد يعكس حجم التأليف في المنطقة، غير أن الثابت أن بعض تلك الكتب لا ترتقي للجودة المطلوبة وهذا أمر طبيعي في أي مجتمع ثقافي إذ يستحيل أن نجد الجميع في القمة.

مشوبة بالضّعف
من جهته قدم الباحث علي الحرز الشكر للجهود التي قام بها الكاتب خالد اليوسف في تتبع ورصد إنتاج الكتاب داخل المملكة، وهو ما يعتبر كـ«البارومتر الثقافي».

ويبرر الحرز تصدّر محافظة القطيف من حيث عدد الإصدارات على مستوى المملكة ويعتبره دليلاً على «قوة الحركة الثقافية»، وهو أحد تجليات المنتديات والصالونات الأدبية المتعددة التي تتمتع بها المحافظة.

وأضاف: أعتقد جازماً أنه ليس هناك من يقول إن كل هذه الإصدارات تتمتع بنفس القوة والمتانة فهي مثل أي مهنة من مهن الحياة قد يشوبها الضعف، وأحسب أن الكثير منها يتمتع بقدر كبير من القوة والرصانة.

غلبة الأدب
من جانبه عد الكاتب والقاص حسن آل حمادة هذا التصدر قد يكون لعدة عوامل، سيساهم توافرها في باقي المحافظات لتطوير هذا المنجز لتصبح حلبة التنافس إيجابية ومتقدة ليزدهر الإنتاج الثقافي في الوطن.

وقال آل حمادة: من المفارقات أن القطيف لا توجد بها غير دار نشر واحدة لكنها تتصدر، فالكثير من أبناء القطيف ينشرون نتاجهم عبر العديد من دور النشر داخل البلد وخارجها في حواضر البلدان العربية.

ويرى حمادة أن هناك عوامل تفسّر ما يسمّيه «الصدارة» منها: وجود القدوات في ميدان التأليف والنشر، ووجود ورش ومحاضرات دائمة في تنمية الكتابة الإبداعية تقدّم للجيل الشاب من الجنسين، وسهولة النشر في الآونة الأخيرة، عبر بوابة دور النشر، أو الأندية الأدبية، أو بالجهد الشخصي. كما لعبت الشبكات الاجتماعية دورًا إيجابيًا في التسويق، مما ساعد على المزيد من النشر.

ويختم حمادة بالتأكيد على إحراز الكيف إضافة للكم، وضرورة أن تزاحم الكتب العلمية والفكرية النتاج الأدبي، فالمجتمعات لا تتقدّم وتزدهر بالأدب وحده.


error: المحتوي محمي