جزيرة تاروت.. آل حمود:  التشدد في التربية يخلق مراهقة قلقة

ذكرت الاختصاصية النفسية خلود آل حمود أن القلق في مرحلة المراهقة، قد ينشأ لصعوبات كانت في أوقات سابقة في حياة المراهقين، من قبيل تشدد الوالدين معهم في شؤون التربية والدراسة، أو طلبهم بمسائل يعجزون عن تحقيقه،ا ومحاسبتهم بشدة وعدم التسامح معهم.

وأشارت إلى أن آثار القلق تزول بالتدريج وبالسكون، وزوال حالة الفوران العاطفي، ويساعد على ذلك أسلوب الحوار والنقاش والتشاور.

جاء ذلك في المحاضرة الثقافية التي نظمتها اللجنة الصحية بجمعية تاروت الخيرية للخدمات الاجتماعية بعنوان “أمي..اقتربي لنتحاور”، والتي ألقتها آل حمود على عددٍ من الأمهات، لإرشادهن للأساليب الصحيحة في التعامل مع فتياتهن في عمر المراهقة.

وذكرت عضو فريق التنسيق والأنشطة فاطمة أبو زيد، أن الهدف من المحاضرة هو تعزيز ثقافة الحوار بين الأم وأفراد العائلة لا سيما الفتيات، ونشر الوعي بأهمية الحوار في استقرار الأسرة، والذي يهدف من خلاله لاستقرار المجتمع ككل.

وبدأت آل حمود المحاضرة بمقدمة تمهيدية وصفت بها للحاضرات مرحلة التغيرات العاطفية، التي تنشط مع مرحلة المراهقة للفتاة، وتواجه معها المشكلات العاطفية، والاجتماعية، والأخلاقية، مثل الخجل، والحسد والحساسية المفرطة، والشعور بالذنب، وغيرها .

وذكرت آل حمود أن مرحلة المراهقة توصف بمرحلة القلق، التي تبرز فيها علامات القلق، والاضطراب، والتشويش الذهني، بمختلف درجاتها ومستوياتها، وأحد أسباب ذلك جهل الفتيات بظروف وطبيعة المرحلة التي تعيشها، وتارة أخرى إلى تغيرات نفسية مجهولة الأسباب.

وعرضت أهم المخاوف لدى الفتيات في هذه المرحلة، وهي مخاوف مدرسية، وصحية، وأسرية، واقتصادية، وأخلاقية، و اجتماعية، وجنسية.

ونوهت إلى أن التعامل مع هذه المرحلة لابد أن يكون بمزيد من الحكمة، والهدوء، وسعة الصدر، والتودد، والتقرب، والنقاش، إلى الطرف الآخر عن طريق الحوار.

وتطرقت آل حمود لمعنى الحوار، وأساليبه، وآدابه، وأهم النقاط فيه، كتحديد الموضوع، وعدم الدخول في موضوع آخر، وتجنب الكذب في النقاش، وتجنب بتر النصوص، ورفع الصوت، وتهويل مقالة الآخر.

وأضافت أنه على الأم مراعاة صفات ابنتها، ومستواها الفكري لتحديد الهدف من الحوار، وتجنب الحديث مع الابنة في ظروف غير مناسبة، تسبب بتر الحوار أو سلبيته، والتبسم، والتلطف بالحوار، مع الابنة والاستماع لها، وعدم قول أنتِ مخطئة، أو أنا أكثر فهما منكِ، فهذه الألفاظ تجرح شعورها.

وطرحت آل حمود في الختام بعض النصائح للأمهات، داعية للابتعاد نهائياً عن الاستهزاء، والوعيد والتخويف، وإظهار مشاعر الثقة للفتاة، وغرس القيم الدينية والاجتماعية، بأسلوب التوجيه المباشر، والتريث في إصدار الأحكام على المواقف، والتصرفات التي تصدر من الفتاة، والانتباه لتصرف الأم، وأقوالها، لأنها مثال وقدوة لابنتها، وتشجيع روح النقد الذاتي بها، لمراجعة أفكارها بين الحين والآخر.


error: المحتوي محمي