أن تكون ذات موهبة، تستشف الطموح أملاً، يحتضنك والديك، بيئتك ومجتمعك، كبذرة ترشف الماء، التربة الصالحة، ضوء الشمس، حينها ستعانق نخيلاتك السماء، لتتساقط بدنياك حبيبات المطر.
منذ كانت في الثامنة من عمرها، بدأت خطاها في عالم الرسم من خلال تشجيع والدتها، تأخذها ناحية تعلم الرسم والتلوين، لتعانق فرشاتها رسم الأنمي، وبعد سنتين تعلمت رسم “البورتريه”، لتخترق عالمه بألوانها، لغة من براءة طفولتها وحسها الأنثوي، نسجًا أشبه ما يكون واقعًا حين تبصره.
الفنانة التشكيلية حور منذر آل مدن، ذات الخمسة عشر ربيعًا، تدرس في الصف الثالث المتوسط، يداها، وأحلامها، وموهبتها، كلها احتواه والديها، يناغوها تشجيعًا، وتحفيزًا ماديًا، ومعنويًا، ليطوروا من موهبتها، وكذلك الأشخاص الذين حولها من أهلها، وصديقاتها، معلماتها في المدرسة.
تقول آل مدن المنحدرة من بلدة القديح، بأنها ترى الفن بكونه حياة، والحياة بكونها فن، مضيفةً بأنها متعلقة بالرسم، لأنها موهبتها، حيث أن لكل إنسان موهبة، وكل موهبة مع التطوير تصبح فنًا، وأشارت إلى أنها اكتشفت أن تعلم الرسم يضيف على الشخص صفات عديدة، منها: الصبر والهدوء والتأني.
شاركت آل مدن في العديد من الدورات، كانت جميعها لدى الفنانة منى العلوان، تذكر آل مدن لـ«القطيف اليوم» أن أول لوحة قامت برسمها كانت عبارة عن محاكاة لصورة من الإنترنت، جاءت تطبيقًا لما تعلمته، مشيرةً إلى أن جميع لوحاتها قريبة منها، تلامس قلبها ولكن أكثر لوحة في القرب هي آخر لوحة رسمتها.
وتستخدم التشكيلية الصغيرة في لوحاتها العديد من الألوان، تعانق ريشتها الفنية صور البوتريه في أغلب أعمالها، لكنها ترسم الطبيعة في جزئياتها الفنية، بعالمها الفني الطري، كخيوط الضوء آناء بزوغ الشمس في بداية إشراقها.
في جميع المسابقات التي كانت لريشتها فسحة ارتكاز بإحدى أروقتها، هي عن طريق المدرسة، وآخر مسابقة تأهلت فيها على مستوى الشرقية، والآن هي في انتظار نتائج التصفيات النهائية، والتي ستكون على مستوى المملكة.
وتتمنى آل مدن أن تقيم معرضها الفني في قادم الأيام، حيث شاركت برسوماتها في بعض المعارض، بوصلتها التعلم أكثر، سعيًا في تطوير أدواتها الفنية، معتبرة أنها في بداية عالم الفن، والفن لا نهاية لدهاليزه، وجمالياته و ثقافته، كلما غرفت منه، ازداد الظمأ لضفتيه، داعية المجتمع إلى أن يهتم أكثر في الفن بشكل عام والرسم بشكل خاص، فإن ثمة الكثير من الفنانين ولكنهم في حاجة لإظهار هذا الفن.