سلط الأمين السابق للمجلس البلدي بمحافظة القطيف عبدالله آل شهاب، الضوء على مجسم السلال، وهو أحد المجسمات الجمالية التي كانت تحتضنها محافظة القطيف، وساهمت بها شركة (آي سي سي)، كشاهدٍ حي على الأثر الطيب، الذي تركته بعض الشركات التي عملت في بناء وتطوير البنية التحتية للوطن، تحت عنوان (الشركات الكورية والمسؤولية الاجتماعية).
ووصف شهاب المجسم الذي احتضنته القطيف حتى مطلع تسعينيات القرن الميلادي السابق، بالتحفة الفنية النادرة من حيث الفكرة والتصميم ودقة التنفيذ.
وكشف عن جانب من تفاصيل تشييد المجسم الذي كانت تحتضنه ساحة السرداق الملكية غرب منتزه القطيف قبالة عمارة المرزوق الواقعة بحي الحسين على شارع أحد.
وأوضح بأن صاحب فكرة المجسم ومصممه والمشرف عليه هو المهندس زكي البريكي الذي تولى طرح الفكرة على الشركة وشرح أبعادها الفنية بحضور رئيس بلدية القطيف آنذاك المرحوم منصور بن حسن بن علي المرزوق، حيث تولى المهندس البريكي إعداد المخططات الهندسية التفصيلية للمشروع والمتابعة والإشراف المباشر مع مهندسي الشركة فيما تكفلت الشركة بأعمال التنفيذ كاملة مع المواد.
وأشار إلى أن المجسم ظل شاخصاً حتى عام ١٤١٣هـ تقريبا،ً حينها قررت البلدية وبتوجيه من أمانة مدينة الدمام آنذاك( أمانة الشرقية حالياً) استثمار ساحة المجسم وإنشاء مجمع تجاري على أنقاضه (متجر سنتر بوينت حالياً)، على الرغم من أنه كان بالأمكان التوفيق بين كلا الرغبتين، استثمار الموقع لتعزيز إيرادات البلدية، والمحافظة على بقاء المجسم، إلا أن ذلك لم يحدث.
وكتب آل شهاب بنبرة فيها مزيج من الأسى والأسف على مصير المجسم: “في غفلة من الزمن اغتالت الجرافات ومعدات الهدم ذلك المجسم الجميل بموافقة من نفس الجهة التي طالما سعت إلى تشييده بعد أن ظل رمزاً من رموز الجمال والإبداع والعطاء السخي لأكثر من 12 عاماً”.
وأضاف بأن شركة (آي سي سي) غادرت الوطن بعد أن نفذت مشروع الصرف الصحي بجودة عالية وإتقان، وتركت لها ذكرى طيبة وبصمات واضحة لا زالت ماثلة أمامنا، بينما العديد والكثير من الشركات والمؤسسات الوطنية نفذت مشاريع أرسيت عليها تفتقد للجودة والكفاءة ومتأخرة عن مواعيد استلامها.
وأشار إلى أن بعض الشركات تركت خلفها دماراً وخراباً في طبقات السفلتة في الشوارع والأرصفة والمسطحات الخضراء، واضعةً لها بصمة وذكرى من نوع آخر، كما فعلته إحدى شركات المياه والصرف الصحي بشارع الهدلة وشوارع حي الشاطئ وطريق الملك عبدالعزيز المار بمدينة عنك وسيهات، فشتان بين البصمتين.
