السادة يدعو لإقامة مركز ثقافي في القطيف.. والحلال: إنها أمنية مؤاتية

دعا الناقد أثير السادة إلى إقامة مركز ثقافي في محافظة القطيف، و قال : ذات اجتماع لواحدة من مجموعات حملة “سيهات جميلة” أشرنا إلى أن المكان لا يكون جميلاً ما لم يكن به متسع للأحلام الثقافية الجميلة، حين تراودك الأفكار الإبداعية ليلاً، وتفتش لها عن مكان في مدينتك لتتنفس و تكبر فلا تجد، تصبح الخيبة حينها صديقك وسوء الطالع رفيقًا للمكان.

ونوه إلى أنه لا يريد مركزًا ثقافيًا على غرار “إثراء” في كل مدينة وحي، ولا جمعية على غرار جمعيات الثقافة، بل هامشًا صغيرًا، يستجير به الباحث عن الثقافة والفن، صالة متعددة الأغراض، وجماعات صغيرة، تهب وجوده معنى وطاقته حياة.

وأكد أن المدينة التي يطمرها الرمل والإسمنت لا تعرف في خرائطها الجديدة ما يحتمل هذه المجاهرة في حب الفن والثقافة.

وأشار إلى أن ليست سيهات وحدها من تفتقر لذلك، بل أن الخيارات على امتداد محافظة بأكملها محدودة وتكاد أن تنعدم، حيث أن الفكرة كلما أريد لها أن تمشي على الأرض سترتطم في اضمحلال المساحة، وتراجع حصص الثقافة فيها، حتى بات الواحد منا يفكر بمقياس المتاح والمتوافر، لا باتساع الحلم وفضاءات الثقافة الواسعة.

وأضاف: أقول ذلك بعد عام كامل من التحضير لحدث ثقافي، جمعنا له التواقيع والأوراق والوجوه والأرقام، أنجزنا كل شيء ظنناه صعبًا وعصيًا على الترويض، لنتفاجئ بأن إيجاد المكان، هو أشد صعوبة ووعورة منها.

ولفت إلى أنه كان الطرق الأول على باب مركز الخدمة الاجتماعية في القطيف طرقًا مقصودًا لطبيعة الحدث الثقافي وطبيعة الجمهور المقصود، فوجد المركز يتأرجح على رجليه، يقف تارة ويسقط أخرى، فيدخل الحدث في الجدول ويخرج منه، تحولت صورة المكان، وكانت تباشيرها الأولى مع معرض جماعة التشكيل في الموسم الأخير – بحسب قوله -.

وقال: خمسون عامًا مرت على تأسيس هذا المركز، غير أنها لا تكفي لتجعل منه مؤسسة قوية ومتينة وذات قواعد تنظيمية راسخة، يذهب فرد منها، لتذهب معه المؤسسة، ويأتي آخر، فتأتي معه مؤسسة أخرى، ولأنها تابعة للشؤون الاجتماعية، تتأرجح هذه المؤسسة على حد اهتمامات وشواغل هذه المؤسسة، ما يهبها أسبابًا أخرى للترنح.

واعتقد الكاتب والمخرج المسرحي محمد الحلال أن وجود مركز ثقافي يمثل حلمًا، يراود جميع المشتغلين بعالم الفن والثقافة والأدب.

وأكد على مدى تعثر الأفكار أمام الأبواب المغلقة، كتلك التي طرقها أثير السادة في وجهوهم.

وقال: أريد أن أضع الآن هذه الأمنية، وهذا الحلم على كف وعاتق المجتمع السيهاتي والقطيفي والمنطقة ككل، حيث أن الفرصة الآن مؤاتية بإقناع المستثمرين والمؤسسين والإدارة في خليج البركة ومركز الأمير فيصل بن فهد للمناسبات،  بإفراد صالة مخصصة وأوقات مستمرة للاستثمار الثقافي والفني على مدار العام.

ووجه كلمة للمجتمع، بالدعم و الحضور للفعاليات، وقال: لقد ضغطت كثيرًا على الإدارة بأن تكون الأسعار رمزية في هذا العرض الحالي “مسرحية عفسة”، وأن يكون العرض الأول مجانياً، كذلك تقديم هدية للجمهور، حتى يتمكن أكبر عدد ممكن من الحضور.

ونوه إلى أن كل ما يريده المستثمر هو تواجد الجمهور، وبالتالي يمكننا الاستمرار بتخصيص عدد مناسب من الأيام للفن والثقافة والأدب والترفيه.

وأكد أن المركز لديه إمكانيات كبيرة جدًا، و يعتبر أفخم صالات الحفلات حاليًا، وتجهز قاعة لكي تكون مسرحًا دائمًا، يتوسط المنطقة الشرقية، كونه في سيهات – في منتصف المدن الشرقية – .

وأضاف: يمكننا أن نفعل فيه عمل المسرح والسينما، مسرح الطفل وأمسيات شعرية وأدبية وثقافية، ومختلف الفنون من الفوتوغرافية والتشكيل والورش.

وشدد بأنها فرصة للمواهب، وكذلك للجمهور والمجتمع، وقال: إن كل المطلوب أن يعي المجتمع أهمية فكرة وجود المركز الثقافي وأثره على تطوير وتنمية الفكر الاجتماعي.

وتابع: كذلك إيجاد المتنفس الدائم بعيدًا عن فكرة المهرجانات التي تأتي موسمية وبشكل غير ثابت وتتوقف في كثير من الأحيان بسبب الظروف المادية أو حتى الأجواء وحالات الطقس.

وأمًِل من المجتمع، أن يعي هذه الخطوة ويساعد في الدفع لها بحماس شديد وكبير كي تستمر، داعياً إلى استثمار الفرصة فإنها تمر مر السحاب.


error: المحتوي محمي